الجماليه الواقعيه في الفن الروماني

<!--

الجماليه الواقعيه فى الفن الرومانى :-

الفن الرومانى تميز بالجانب العلمى اكثر من الجانب التأملى ، حيث سيطر على النحت نزعه واقعيه تعنى بتسجيل المعالم الفرديه للشخصيات وظهر التأثير الاغريقى شديدا فى النحت الرومانى .

كتمثال اوغست قيصر الموجود فى الفاتيكان قد بدا بملابس الاله مارس رافعا ذراعه يخطب فى الناس وبجانبه طفل صغير ( ابن الاله فينوس )

كذلك كان النقش النافر ايضا نقلا عن الاغريق او متأثرا به بشده الا ان نقوش عمود تارجان الذى رفع على شرف انتصاره فى بلاد داشيا فكانت رومانيه خالصه وقد احتوى العمود على نقوش بارزه لما يقارب الفى شخص عبر مشاهد متنوعه تضح بالحياه وقد تباينت ملامحهم تبعا لمناطق انتمائهم .

ناهيك عن نقوش الخيول والزوارق والامواج والبيوت والاشجار والاسلحه وهو مايمكن اعتباره مأثرة نحتيه خالدة تعكس مجد روما وعظمتها .

وهناك بعض السمات العامه للنحت :-

1- اصبح النحت واقعيا تعبيريا شديد الشبه بالاصل .

2- اهتم الرومان بنحت التماثيل المرتديه واهملو العرى .

3- اكثرو من عمل التماثيل النصفيه لانها تلبى نزعتهم العسكريه .

4- معظم التماثيل الالهه والابطال الاسطورين هى نسخ رومانيه عن الاصل الاغريقى .

احتذى التصوير الرومانى حذو التصوير الاغريقى .

الملامح الفكريه والفنيه الرومانيه :-

لم يشكل المفكرون الرومان ما يمكن تسميه بالفلسفه الرومانيه فقد عاشوا اسرى الفلسفة اليونانيه واقتصر دور فيلسوفهم لوكر يشيوس كما اسلفت على تقديم فلسفه ابيقور اليونانى الى الفكر الرومانى بطريقة جذابه استهوت اليه القراء .

كما عكف شيشرون الشكاك على بسط وتفصيل كافه مذاهب الشك اليونانيه المعروفه .

على ان الحضاره الرومانيه التى ارتشفت من المنابع الاغريقيه والمتأغرقه قد استطاعت ان تشكل مجموعه من المبادئ الخلقيه التى يمكن ان تسمى بالاخلاق الرومانيه والتى تمثل جزءا من مجموعه القوانين التى وضع الشعب الرومانى اسسها.

وفى الحق ان هذا الشعب قد عنى بواقع الحياه العمليه سعيا وراء الكشف عن الاسباب التى تقود الى سلوك بعينه لكل موقف فقد تميز هذا الشعب بالجانب العملى اكثر مما اهتم بالجانب التأملى فاهتمامه منصب فى الغالب على العلاقات الاجتماعيه بين الافراد وعلى العرف السائد فى المجتمع .

وينبغى الاعتراف بان الرومان لم يبتكروا فلسفة اخلاقيه بقدر ما شايعوا فلسفات ابيقورية وواقيه موروثه .

وان تميزوا بأصالة ملحوظه فى تطبيقهم للاخلاق الرواقيه ، ولعل هذا هو الذى حفزهم الى اتخاذ بعض القيم وتعليم الاخلاق كمبادئ اساسيه لسلوك الافراد فى المجتمع .

وكان فلاسفتهم حريصين على التمسك بهذه الفضائل التى يدعون اليها ، فتمسك الفيلسوف سنيكا بنهج كريم فى سلوكه اليومى وعاش حياة فاضله تخضع لمقومات نظريته فى السلوك الاخلاقى ، وخلف لنا مجموعه من المؤلفات اهمها (( الحياه السعيدة )) و (( طمأنينه الروح )) و (( العنايه الالهيه )) و (( الغضب )) و (( رسائل الى لوسيلوس )) ضمنها جميعا فلسفته الاخلاقيه فى اسلوب مبسط لا يحس فيه القارئ رنين الاملاء الباعث على الضيق ، وبسط فيها مجموعه من المبادئ العلميه الميسرة التى تعين المرء على مواجهه الاحداث الت تعترض حياته وتتخلل ظروف معاشه ، فقام الاخلاقيون بتجميه عبارات سنيكا الحكيم وجعلوها نبراسا لحياه الناس ، كما ساد الاتجاه الى الاعتماد على الاعمال الادبيه والفنيه فى التعبير عن المثل الاخلاقيه ضمانا لتسللها الى الوجدان الانسانى .

وهناك منزع احتلفت فيه الحضارة الرومانيه عن الحضارة الاغريقيه التى ارتشفت منها الكثير من الافكار والاساليب وهو الاتجاه الى توسيع دائرة الفنون بحيث لم تعد تقتصر على ما يرضى اصحاب الذوق الرفيع فحسب بل امتدت الى ما يلقى الاستحسان من جماهير الشعب ايضا وكان ثمه امران يميزان الفن الرومانى عن الفن الاغريقى هما عبقريه الرومان التنظيميه من ناحيه وروح المنفعه العمليه من ناحيه اخرى وهما ما تجليا فى مفهومهم عن الفنون باعتبارها وسيلة لمتعه الشعب واداة لحل مشاكله العمليه .

المصدر: https://ar-ar.facebook.com/pages/%D8%A7%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AF-Drawing-colors-Wood/380220375337232.