الروحانى الكبير على

فن الروحنيات الكبريت الاحمر

بسم الله الرحمن الرحيم

مختصر قصه سيدنا سليمان               لقد رزق الله نبيه داود ابنا سماه سليمان، وكان عبدا أوّابا.
وفي إحدى المرات حضر عرضًا عسكريًّا لقواته، حيث الخيول الأصيلة القوية، فقال إِنِّي أحببتُ هذه الخيول، ليس للخيلاء ولا للتسلية بسباقها، بل لأنها تذكّرني بربي؛ إذ تُستخدم للقتال في سبيله، وحيث إني أحب الله فإني أحبها. فلمّا مرّت أمامه في عرض جميل، سُرّ جدًّا، فأمر بإعادتها إليه بعد أن ذهبت بعيدا وغابت عن نظره، فردّت عليه، فَأخذ يمسح بسيقانها وأعناقها، حبّا لها وشكرا لله تعالى على هذه النعمة التي تحمي دينه.
ولقد فتنَ الله سليمان عليه السلام بابن عديم الأخلاق والروحانية، كان مجرد جسد لا روح فيه، وكان هذا الابن قد ورث أباه وأضاع ملكه.
فقال سليمان لمّا أنبأه الله في رؤيا بشأن المصير الذي سيلقاه ابنُه: رب سامحني على أعمال هذا الولد العاقّ، وهب لي ملكًا لا ينبغي لهذا الضال من بعدي؛ فأنت يا رب وهابّ تعطي من تشاء حتى لو كان ابنه بهذا المستوى.
فأعطاه الله ملكا دنيويا عظيما، بالإضافة إلى الملك الروحاني، ونصره على أعدائه.
وسخر الله لسليمان عليه السلام تجارة واسعة مستخدمًا السفن التي وفّقه الله تعالى لاستغلال حركة الريح في جريانها؛ فمن الحقائق التاريخية أن سفن سليمان عليه السلام كانت تجري من الأرض المقدسة إلى اليمن والبلاد الإفريقية وفارس والهند وإلى بلاد البحر المتوسط، وذلك في مياه البحر الأحمر وبحر العرب والبحر المتوسط. ونتيجة موافقة حركتها لحركة الريح، فإنها كانت تقطع مسافة شهر في يوم واحد كما أشار الله تعالى في قوله (ولسليمان الريح غدوّها شهر ورواحها شهر) (سبأ: 13)، وقوله تعالى (ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا) (الأنبياء: 82).
وحتى الأشرار الأشداء الذين كان يسجنهم لجرائمهم كانوا يبنون له المباني الضخمة، ويغوصون في البحار بحثا عن اللآلئ ومن أجل مهام أخرى. وبعض هؤلاء يظل مسجونا ليستخدمه متى شاء.

ملاحظات وتوضيحات لا بدّ منها:
لا داعي لنقل التفسير المتداول لهذه الآيات؛ فهو محض خرافة وإساءة لنبي الله سليمان عليه السلام؛ فهو -عندهم- ينسى صلاته وهو ينظر إلى الخيول، ثم يتنبه إلى ذلك فيقتلها عن بكرة أبيها محمّلا إياها مسؤولية نسيان الصلاة!! وغير ذلك مما لا طائل من ورائه.
يجدر أن أشير هنا إلى أن حرف الجر (عن) في قوله تعالى (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِي) جاء هنا بمعنى السببية، أي إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ بسبب ذِكْرِ رَبِي، أي لأنها تذكرني بربي.
ومن الأدلة على أن هذا الحرف يأتي بهذا المعنى، قوله تعالى (وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك) أي بسبب قولك.
وفسرنا المسح بالمسح المعروف وليس بالقتل كما ذهب كثير من المفسرين.
وأما الجسد فهو وصف لإنسان كناية عن أنه لا روح فيه، ولا تصح القصص الخرافية التي أتى بها بعض المفسرين عن هذا الجسد.
وتسخير الريح لا يعني أنه صار يأمرها أن تتحرك كما يريد، بل إن الله تعالى قد هداه لاستغلالها، ومثل هذا كثير جدا في كتاب الله: (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) (وسخر لكم الفلك)، (وسخر لكم الأنهار) (وسخر لكم الليل والنهار)، (وسخر لكم ما في الأرض)، (وسخر لكم ما في السماوات)، (وسخر لكم البحر)، وغيرها
وأما كلمة الشياطين فهي تطلق على الأشرار الأشداء من الناس أيضًا، خصوصا أنهم غواصون وبناءون كما في هذه الآية. وفي آية أخرى (يعلمون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات) (سبأ: 14)، ثم إن الأشباح لا تُربط ولا تصفّد، لذا لا يمكن تفسيرها الشياطين بالجن الشبحي، بل هم بشر من الأشرار.

ALEEZEDAN

)))على(((

  • Currently 125/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
41 تصويتات / 479 مشاهدة
نشرت فى 4 يونيو 2010 بواسطة ALEEZEDAN

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

8,379