سجل يا تاريخ الأمه
سجل كيف تموت الأزهار 
و تقتل تحت حوافر عباد
الظلمة
كيف تبيت الحرةُ حرةَ
إن جَنَّ الليل
و تصبح بعيونٍ شاحبةٍ
جاريةً مسبية
كيف يعيش الخوف
على أجفانٍ مسلمةٍ
عربية
سجل كيف الكوفة كانت
نزلاً للعلماء و للزهاد
و كيف اليوم تنام على أشلاءٍ
تنهشتها الأحقاد
سجل و اكتب عن بغدادٍ
تلك الغانيةُ الملقاةُ 
اليوم على الطرقات
ينهش عذريتها
أبناء الذل و نسل الأضداد
سجل إن دمشقاً 
كانت حاضرة الشام
و برغم يزيدٍ و يزيدٍ
كانت تزهو 
فوق جراح الأعوام
كيف اليوم تداس
و باسم الله 
فَتُنتهكُ الأعراض
و تنعق فوق الغوطة 
آلاف الغربان
و أيضاً باسم الله
سجل 
إن دمشقاً كانت إنسان
و اكتب عن سبأٍ
و جنان سبأ
و كيف الشطُّ
على أنغام السعد
و أهداب العشق
يداعب بحنوٍ
خد أميرتها بلقيس
هل كفرت سبأٌ
أم أن التاريخ
على حد سيوف الغل 
صبأ
و امض إلى المحروسة
سجل
سجل و ارسم صورة
جبريلٍ تشرق في العدوية
و اكتب أن نبي الأمة
( صلى الله عليه وسلم )
صلى مأموماً !!
من أمَّ ملائكة الرب
و من أمَّ الرسل
تراه الأعين في الأحلام
و في رابعةٍ 
وقف يصلي مأموناَ
سجل 
فأنا لم أك يوماً مجنونا
سجل و اكتب تاريخ الحكام
و قد حجوا للبيت الأبيض
أصبح قبلتهم
مع كل صلاة
و رب البيت الأبيض حملوه
على الأكتاف إله
فهو الداعم للكرسيِ
إن شاء
وإن شاء يطيح
و الصوت العربي
إدا لعلع
في هذا البيت
جرذانٍ و فحيح
ها قد عاد يزيد
و بقدر الله
ليُشهدَنا موقعة الحرة
و المنصور يعربد و يعربد
إني سلطان الله على الأرض
و من يعصاني ليس من الأمة
لا حرمة له عندي
لا ذمة
سجل
سجل يا تاريخ العار
و نادي بين الأمصار
بأن السيف العربي 
على العربي
شديد
و أن القدس عروس عروبتهم
قد كفنهاالأحبار
و قوافل صهيون
بجلالٍ تمضي
بين بوادي العرب
و تحكي سيرتها الأخبار
قد فتحوا الدوحةَ
كي يتربع فوق العرش
دعيٌّ
قد شق عصا الطاعة
مسعورٌ
ينهش لحم أبيه
و لحم أخيه
و اكتب عن أهلي في غزة 
لا تنس
كيف انتصرت غزة
كيف احتفلت غزة
كيف الميناء يعانق أحضان الموج
بأشواق العودة
و اسأل
هل أشربنا الصاروخ عصير الرحمة
نطلقه على الأعداء
يعود الأدراج
و يسقط إن سقط بأرض خلاء
سجل
كيف الأنوار 
إذا جن الليل
بدعوة شيخٍ فوق المنبر
تشرق في غزة
فيموت الطفل
جريحاً من لهب الشمعة
و امض إذا شئت إلى الضفة
و اكتب
اكتب كيف ينام الذئب
و كيف تهادنه القطعان
و كيف إذا مر بدربٍ
تُحنى هامات التيجان
فيشرب من دمها ماشاء
و يترك أشلاءً
تنهشها الغربان
سجل أن ربيع العرب
كسته الأزهار الصهيونية
وإن عطوره قد صنعت
بأياد غربية
يتفاخر فيها
أشباه نساءٍ عربية
سجل
كيف الغرقد ينمو
بين أياد الأحبار
على أشلاء الأطفال
وأنين الثكلى
من بغداد
إلى تطوانٍ
ألحانٌ يعزفها صهيونٌ
ويغنيها موال
سجل
كيف الحلم يموت
على أطلال الآمال
و يشيب من الهول الولدان
و ينتحر الأطفال
فيا دمعي المسفوح
على جدران الآلام تبخر
فأنا ظلٌّ يكتب بالأوجاع
وينهل من رحم الأخزان
ليشرق يوماً أملٌ بالنصر
ولكن
يبقى
ظلُّ النكسة أكبر

 

الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 215 مشاهدة
نشرت فى 22 فبراير 2015 بواسطة AJawad

عبد الجواد مصطفى عكاشة

AJawad
مدير عام الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

119,884