جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
عدت يا حبيبتي ..
عدت , رغم جراحي , أضمد بعد جراحك
عدت مع شدو البلابل
مع خرير الماء المنساب مع الجداول
تسبقني أشواقي ..
كي أمسح ما سُكب على صفحة خديك من عبراتك
عدت إليكِ فضميني
و دعيني أقرأ في عينيك خريطة وطني
أنشرها آهات نزيف من سيف ذهبي
أنصبه كسارية بين شراييني
يا سيدة الكون , بل الأكوان
عدت بغضبي الثائر كالبركان
أقسمت بعينيك أن لا تفصلني عنكِ , حدود , أسوار أو سجان
فأنا بكل جراحاتي ..
بكل عذاباتي ..
أحمل بين جناحي عشقا لم يعرفه إنس
أو قبلي قد ذاق مرارته و حلاوته جان
قد نفخت رئتي شراعين لتطيرا بي
تحملني مع نار الغضبِ
كي أخترق حدود القائمة السوداء
أركع بين يديك
و أسجل اسمي في قائمة الشهداء الأحياء
يا ابنة عصر لا يعرف للعدل طريق
إني مثلك سيدتي , لكني في عينيكِ غريق
أعشق غرقي في تلك العينين
عدت بأشواقي , أقبلك من رأسكِ حتى القدمين
و بثورة غضبي , عدت كي أحرس أعتابك
أجدل خصلات الشعر المنسابة على كتفيك
كي أرسم خارطة الوطن المسلوب
خارطة الوطن المصلوب
ما عادت صرخات العالم تكفيني
شجب كان أو استنكار
من أجلك عدت أمتشق سلاحي
أعلم أن الدرب مليء بالأشواك
لكني يا سيدتي عدت , أحمل بين ضلوعي أملا بالنصر
تتفجر منه الأنهار
تجرف معها ما وضعوا من حواجز و تدك الأسوار
عدت و بالنصر المحتوم ,
مع نظرة عينيك , يزداد يقيني
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة