جعلوا منك عاهرة
وقفوا خلف الأبواب الموصدة يسترقون السمع
بأيديهم فكوا عنك ضفائرك
و نسوا رايات حمر لازالت
فوق منازلهم .. شامخة
...قالوا هرمت
قالوا شاخت
قالوا ضعفت
لم يدركو ان الجبال الراسيات
بعد السكون ..تقذف بنار عاتية
اعذريني حبيبتي ..
اعذري صمتي
عن نباح الجاهلينا
من أُشربوا السم في ألفاظهم
لم يعرفوا للحق دينا
اليوم أدركت الحقيقة
أن طعنة الجلاد أرحم
من شفاه الماكرينا
و ان اخوة يوسف
نقموا عليه مكانه
في الأولينا
اعذريني حبيبتي
ان كنت أفرطت الهوى
ووضعت قلبي بين يديك
ماضل يوما و ما غوى
اعذري
عشقي الذي ..
انساني أن أحرس أبوابك
أقنعني بأن الكل لعينيكِ عاشق
يحمل سيفه ذودا عن حماك
و انهم إذا يوما كُلِمت ... هم حراسك
اليوم أطعن في طهري
كما و أنت تطعنين
اليوم يدميني جرحي
و أنا أراكِ تنزفين
ضمي جراحي مع جراحك
و لتتحد منا القلوب
فاليوم أنت أميرتي
فخذي دمائي و اشربيها
من الوريد إلى الوريد
و لتكتبي منها القصيد
اكتبي في القلب .. جملة
مات في حبي شهيد
اكتبيها يا أغنيتي
يا أشرعتي المطوية فوق الكثبان
تمخر في البحر و لكن ..
وا أسفاه .. بلا شطآن
و ما زال أخو يوسف يتسكع خلف الجدران
يستمرئ صوت عذاباتك
يكمن كي يسمع آهاتك حتى في الأكفان
أهٍ يا شرياني الممتد ككرم الأعناب
هل قدري أن أحمل جرحي
وأطوف ألملم أنوار الصبح ..
و أدق الأبواب
فاعذريني يا قدس .
أنا مثلك مأسور
أنياب الإخوة تنهش في لحمي المنشور
و أساطير الدجل تعربد
تعصف و تثور
قد هتكوا عرضي باسم الدعوة للتحرير
و أقبية الزنزانة بصقت في وجهي سماً و عذاب
صرخت .. فتاهت صرخاتي حيث العدم و حيث اللامصير
و عويل القيد في رجلي أمسى لحناً ..
مخضر الأهداب
ضميني إليكِ
فقد اختلط الحابل بالنابل و اختنق في قلبي الموال
ضميني .. اعتصريني
لتتوحد روافدنا الفجرية
من نهر شراييتك و شراييني
لتصب جميعا في النهر الأعظم
لتصب في نهر الحرية

الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة

  • Currently 36/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 261 مشاهدة
نشرت فى 11 إبريل 2011 بواسطة AJawad

عبد الجواد مصطفى عكاشة

AJawad
مدير عام الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

120,272