هذه القصيدة كتبت تحت زخات المدافع و أزيز الطائرات أثناء العداون الصهيوني الغاشم على غزة و هي تحكي قصة حقيقة حدثت و كنت الشاهد عليها

رثاء أميرة

سكت الكلام فجاءة
و علا صوت القنابل و المدافع و الرصاص
و البحر ترميه آلهة الدمار بحقدها
المنفى عاد يفتح أبوابه
مثقلاً بغربة و أشواق وحنين
لجأ الصغار يخبئون عيونهم
في لحم أم تناثر في الظلام
وسط الضجيج و زخة الموت الملوث بالفجيعة
ملك الموت يجوب أرصفة المدينة
جلست أميرة تتمتم بآية الكرسي
و من الذكر ما تيسر
تلت مرات و مرات و لكن دون جدوى
فقد رصدت قذائف الموت المكان
نظرت إلى جدران منزلها
و سقف من الإسبست لا يقي برد الشتاء
و لا زخات المطر
همست تخاطبها
هل تسمعين أنين قلبي ؟
أسمع أزيز القذائف تخترق الحواجز
هل تسمعين عويل أطفالي ؟
ضمت إليها من تبقى منهم
سكبت في شرايينهم ندا طفولتها
بحثت عن جسوم كورت
يدحرجها صراع الراكضين
ضمت آخر من تبقى
طوته بين ضلوعها و تأوهت
آن الأوان فلا تنم
ستعود تبني بيتنا
تنير شموع شوارعنا
ضمته و كلها شغف
حملته و هي لا تدري
أنها تحمل طفلاً نصفه مبتور
أخرجت نفساً لم تقو على إسترجاعه
نزلت ملائكة السماء
تصلي على أطلال المكان
تلملم ما تبقى منها و من أشلاء

الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 177 مشاهدة
نشرت فى 10 مارس 2011 بواسطة AJawad

عبد الجواد مصطفى عكاشة

AJawad
مدير عام الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

124,367