حوار الأسرة حول المحليات

جلس الأب والأم والأبناء جلستهم الأسبوعية المعتادة، وبعد قراءة القرآن الكريم والدعاء والتحاور حول شئون الأسرة وأحوال كل فردٍ فيها، طلب الأب من الأبناء طرح أسئلة أو موضوعات تهمهم أو أمور يريدون الاستفسار عنها، وعند ذلك تقدَّم خالد واستأذن بالحديث:
خالد: شكرًا لك يا أبي العزيز؛ فأنا عندي أمر يشغلني وأُريد الاستفسار عنه.
الأب: تفضل يا ولدي العزيز، اسأل عمَّا تريد؛ فمن واجبي أن أقدِّم لك المعرفة الصحيحة النافعة.
خالد: لقد سمعت في نشرة الأخبار الإعلان عن قرب موعد (الانتخابات المحلية)، وقد علَّمتني يا أبي العزيز أن اهتم دائمًا بشئون وطني، وأُريد من حضرتك أن تُعرِّفني بهذه الانتخابات، وهل لها دور في إصلاح وطننا الغالي؟.
الأب: وهل لديكم يا أحبابي استفسارات أخرى مثل خالد؟.
محمود: وأنا يا أبي أُريد أن أعرف الفرق بين انتخابات مجلس الشعب التي حدَّثتنا عنها من قبل وانتخابات المحليات.
الأب: بارك الله فيكم يا أولادي الأحباء وفي حرصكم على وطنكم الغالي، وفي اهتمامكم بشئون بلادكم؛ وحتى نتعرَّف على الانتخابات المحلية يجب أن نتعرف أولاًً على نظام الإدارة المحلية الخاص بكل محافظة: فكل محافظة من محافظات مصرنا الحبيبة تعتبر وحدةً محلية، ويُطلق عليها الوحدة المحلية الكبرى، ثم تقسَّم كل محافظة إلى وحدات محلية أصغر هي (المركز- المدينة- الحي- القرية)، ويسمح نظام الإدارة المحلية للمواطنين بإدارة مجتمعهم، وتباشر الإدارة المحلية يا أحبابي اختصاصاتها داخل كل محافظة في الشئون الصحية والتعليمية والخدمات الاجتماعية والمرافق المختلفة.
قال إبراهيم: إذن أغلب شئوننا داخل محافظتنا تُنظِّمها الإدارة المحلية يا أبي؟.
الأب: لك أن تعلم يا ولدي أن كل محافظ يحكم محافظته من خلال مجلسين: المجلس الأول: هو المجلس الشعبي المحلي، ومهمته اقتراح المشروعات التي تخدم أبناء المحافظة.. والمجلس الثاني هو المجلس التنفيذي، ومهمته تنفيذ المشروعات التي تخدم المحافظة.
خالد: أفهم من ذلك يا أبي أن المشروعات الناجحة التي تعود على محافظتنا وعلينا جميعًا بالنفع تأتي أفكارها من خلال المجلس الشعبي المحلي.
الأب: تمامًا يا بُني الحبيب؛ لذا وجب علينا أن نُحسن اختيار الأفراد الذين يمثلوننا في هذه المجالس؛ فإن كانوا صالحين وأصحاب كفاءات فسيعود علينا ذلك بالنفع وتقدُّم الوطن وتحقيق مصلحة المواطن، وإن كانوا غير ذلك يا ولدي فسيكون كل همهم يا ولدي تحقيق مصالحهم الشخصية وسرقة الوطن وتضييع مصلحة المواطن، والأخذ بالبلاد نحو التخلف والضياع.
إبراهيم: كلامك هذا يا أبي الحبيب جعلني أحس بالقلق على بلادي وعلى محافظتي التي أحبها.
الأب: بارك الله اهتمامك ببلادك وبمحافظتك يا ولدي، وبدلاً من القلق يجب أن يكون لنا دور إيجابي في هذه الانتخابات.
فاطمة: ولكني أريد من حضرتك يا أبي أن تُوضِّح لنا أكثر كيف تتم هذه الانتخابات المحلية؟.
الأب: يترشَّح أفراد يا أحبابي لتمثيل الوحدات المحلية على مستوياتها المختلفة (المحافظة- المركز- المدينة- القرية)، ويقوم المواطنون بالمفاضلة بينهم لاختيار مَن يُمثِّلهم لدى كل هذه المستويات.
خالد: وما سن الانتخاب يا أبي؟.
الأب: هي نفس السن في كل الانتخابات: سن 18 سنة يا أحبابي.
محمود: ولكني لم أصل إلى هذه السن يا أبي، فهل لي من دور أقوم به؟.
الأب: نعم يا ولدي الحبيب.. يمكنك أن تساعد المرشحين الصالحين في دعايتهم الانتخابية وتوزيع الأوراق الخاصة ببرامجهم، وأن تكلِّم زملاءك وتقنعهم بأهمية اختيار الصالحين؛ حتى يطلبوا ذلك من آبائهم وإخوتهم الكبار الذين لهم حق التصويت؛ وأن تساعد في المسيرات والخدمات الخاصة بالدعاية أو يوم الانتخاب، ولأن تتضرَّع بالدعاء إلى الله تعالى أن يُولِّيَ علينا مَن يصلح شئون بلادنا، وأن يوفِّق المشرفين على الانتخابات للقيام بانتخاباتٍ حرة تمثِّلنا تمثيلاً حقيقيًّا بعيدًا عن التزوير وسرقة إرادة المواطن، وأن نعمل جميعًا على مقاومة التزوير، وأن تجريَ انتخابات حرة نزيهة تمثل تمثيلاً حقيقيًّا؛ حتى نختار الأكفأ والأفضل من أجل تقدم حقيقي لوطننا الحبيب.
إبراهيم: شكر الله لك يا أبي الحبيب، ونحن نعدك أن نبذل كل جهدنا، وأن نساعد المرشحين الصالحين، وأن نقوم على خدمتهم حتى نُغيِّر أحوالنا إلى الأفضل.
الأب: بارك الله فيكم يا أولادي، وكلي أمل فيكم أن تكونوا مناراتٍ لوطننا الغالي، وأريد أن يعد كل واحد منكم بحثًا عن محافظتنا الحبيبة؛ يتعرَّف من خلاله على المراكز الخاصة بها، وأن يرسم خريطةً لها، وأعدكم بجوائز قيِّمة في الأسبوع القادم بإذن الله على أحسن الأبحاث، وبعدها بإذن الله نتشاور حول أفضل المرشَّحين ببلدتنا، وكيف ندعمهم، فهيا إلى الاجتهاد والعمل.. والآن هيا يا محمود قلْ لنا دعاء ختم المجلس.
محمود: سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك؛ بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾ (العصر).
الأب: هيَّا إلى مذاكرتكم يا أحبابي، ونلتقي في جلسةِ الأسبوع المقبل بإذن الله.
المصدر: د. رشاد لاشين
ABDO1953

عبدالرزاق بشير الوحيشي

ساحة النقاش

ماذا تعرف عن نادي الطفل والاسرة

ABDO1953
يهتم بالطفل والاسرة اينما يكون في رياض الاطفال والمدارس والمعاهد والجامعات لبناء جيل عربي ومسلم ذو علم ومعرفة يفرق بين ما هو مشروع وما هو غير مشروع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,641,462

افتتاح مقر المنطقة الشرقية

صفحتنا على الفيس بوك

https://www.facebook.com/ABDO1953?ref=hl
https://www.facebook.com/ABDO1953