سؤال عن العراق وجوابي - بهاء الدين الخاقاني
ورد لي سؤال شاكرا لهم، من قبل مجموعة من الاكاديميين الذين يحملون هم العراق وشعبه..
س: ما رايكم في هذا الطرح:
الحل الصحيح للمازق العراقي حاليا اولا تشكيل حكومه طوارىء من العسكر لمده خمس سنوات ثانيا تجميد عمل مجلس النواب والمحافظات ثالثا انتداب خبراء لكتابه دستور جديد وقانون انتخابات واحزاب جديدين رابعا الغاء كافه الهيئات المستقله وربطها بالوزارات المعنيه خامسا تفعيل دور القضاء والمدعي العام لمحاكمه كل الطبقه السياسيه الحاليه من مبدا من اين لك هذا سادسا تفعيل الخدمه الالزاميه العسكريه بدون استثناء؟
........
الجواب: اجراءات غير نافعة وتضرب جوهر التجربة العراقية المعاصرة، رغم جمالية الطرح، وهو يستند الى ارد فعل غير ناجع، وحماسية موضوع السؤال مستندة الى اختصار الطرق لبناء غير ناجح.
ان العراق يتجه نحو الصواب، استنادا لما يظهر من الشعب من وعي يفوق المسؤولين وسلوكياتهم، ومراهقتهم السياسية، وهذا هو النضج المهم في عملية التحول الاجتماعي والحضاري، كي يكون هو السلطة، وقد ظهرت بوادره في المظاهرات المختلفة والتي اتصفت بالرقي والسلمية واحترام القانون والنظام، رغم بعض الأحداث الاستثناءية في البصرة ولها اسبابها، والخوض بالاسباب يطيل بنا التفاصيل ..
كما ان الدستور العراقي من ارقى الدساتير عالميا، ويأتي بعد الدستور الهندي، الذي نهض بوحدة الهند واطيافه، ليرتفع بالهند الى مصاف الدول العظمى، فالدستور العراقي بصفته البرلمانية، يمنع عودة الدكتاتورية والتسلط الفردي والانفراد بالسلطة والعودة للمربع الاول من التخلف والظلم، وبالاخص الدعوة غير علمية الى الحكم الرأسي، ستدفع الى الانفراد بالسلطة، ودفن تطلعات الشعب العراقي وأجياله، مما سيحول النظام حسب البحث والخبرة، الى الدكتاتورية، فالنظام البرلماني أسلم وأصوب للعراق وطبيعته الاجتماعية من اطياف وألوان ومذاهب واديان .
وان ما ينقص الانتخابات، هو الاختيار الأمثل للمرشح، وهذا من مسؤولية الشعب وبحريته، وبمرور السنين، ولابد ان نؤمن بهذا الصبر للتغيير نحو الافضل، سينجح الشعب لاختيار الأصوب ويتساقط الفاسدون وعديمي الضمير...
وبمرور الأيام ستتعزز استقلالية سلطة القضاء، وهذا هو المهم لانصاف القانون والشعب، ولابد من التركيز على ذلك ومساعدة سلطة القضاء للارتقاء الى الاستقلالية والعدالة المرجوة، عندها ستقترب السلطة التشريعية من الاستقلال البنّاء للتشريعات والنظام، ومن ثم السلطة التنفيذية وارتقائها عبر ذلك للاستقلال بالارادة والتنفيذ بعيدا عن سياسات التوافق التي لا تستند الى الدستور العراق، والى منهجية المحاصصة التي هي جريمة قضائية ضد الدستور، فضلا عن السلبيات الاخرى، التي لابد من التركيز عليها من قبل الاكاديميين ومثقفي المظاهرات، وكل ذلك سيجعل هناك سلطة الاعلام الرابعة وهي الان مؤثرة رغم تسييس بعض اطرافها، مستقلة حرة مساهمة في نهضة العراق واصلاحه وبنائه، علما بان رغم هذه الظروف فقد ارتقت القوات المسلحة الى الاستقلالية وباتت الى مصاف القوى العشر في العالم حسب احصاءات الدراسات العالمية العسكرية، بعد احترافها القتال وتحرير المناطق من الارهاب وباشراف تدريب عالمي مشهود له بالاحترافية، مع عقيدة الدفاع عن الشعب وليس التسلط عليه، وهذا مهم في ثقافة العسكر، دون اقحامه في الخدمة الزامية، لابقاء الانتساب اليه بالرغبة والاحتراف، وكمؤسسة مساهمة في بناء العراق.
نعم ان العراق يحتاج الى زمن، وما يجري فيه رغم قسوته ومآسيه، فانه صحي
فضلا عن وجود أطراف خارجية تلعب دورا خبيثا في عدم نهوض العراق ولكن هذا موقت.
وكل ما اوردته وجهة نظر ناتجة من المتابعة والمعلومات والمعايشة الاعلامية للاحداث ومجرياتها ..
شكرًا لتوجيه السؤال وأخذ رأيي ..
بوركتم
بهاء الدين الخاقاني