روميل ألمانيا..
اسطورة قوية عسكرية, وشخصية قد تكون خيالية، وذكاء قد يتعدى الانسانية,فمن يكون هذا العسكري الذي أعطى مثلا فى تقديم الروح فداءا لبلده في الحرب العالمية الثانية نحو الصواب حتى انتهى بألمانيا الأجل..
فمن يكون روميل؟
ارفن روميل او ثعلب الصحراء,,
من أشهر قادة ألمانيا؛ بل يعد اكثرهم شهرة لشجاعته, وشدة ذكائه,واقدامه وفدائيته ,وتفهم مقصد العدو؛ هذا القائد احتل مكانة عريقة وبارزة في الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية.. روميل رجلا بالغ الشجاعة لايكل ولا يتعب ولا يرضى الاستسلام مهما كانت ظروف جيشه,وهو الذي يوجه جيشه التوجيه الصحيح الذي يوفق ونادرا ما يخطئ.
هذا القائد ضرب مثلا آخر في التفاني والشجاعة نحو بلده, ضرب هذا المثل في فدائية الروح الرخيصة للوطن الغالي, مع ان ألمانيا كانت ظالمة للناس وكانت قاهرة أيضا من بطشها الغاشم في الحرب العالمية الثانية اكثر من عشرات الملايين, وكان هو ايضا لبلده في الصواب والخطأ,لا يمل في عمله ، ولا ييأس مع جيشه ولا يريد لبلده الهزيمة الحارقة للنفوس.
كان هذا القائد من القواد القلة في الحرب العالمية الثانية التي كان يفضلها الجنود لأنفسهم , فقد وثق جنوده به, وحبوه الحب الجنوني والبطولي فكان روميل من أخطر القواد في الحرب العالمية الثانية, وكان الأعداء يقدرون له ألف حساب؛ وينتبهوا له في خطواته وميثاقه وتحركاته لأنها خطر عالمي فالحرب وفي قاعدتها اذا تقدمت خطوة اجتزت نصف الحرب,ودليل ذلك أن ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا قال مقولة في مجلس العموم( ان امامنا خصم جسورا لا قبل لنا به , وانه قائد عظيم برغم مابيننا وبينه من حروب),, هذا بالفعل كان ماكرا وكان هذه الصفة جعلته يأخذ لقبه المعروف ((ثعلب الصحراء))..
وقد اعترف بذكائه وبراعته في التكتيك الجميع, وكان نقطة ضعفه قلة اعتماده على الامدادات.
وكان روميل قد ترض لبعض الانتقادات من رؤسائه أمثال الجنرال جادي يبولدي وباستيكو وكان فالليرو , لأنهم اسوأ منه.
وكان في روميل روح عدائية ضد جنرالات ايطاليا لأنهم يقدمون قلة من عدة وعتاد.
فماهي حياة روميل ومتى بدأت انتصاراته في الحر بالعالمية الثانية؟؟
كانت بداية روميل العسكرية للحرب في شهر ابريل 1941 حيث تمكن من استعادة برقة في ليبيا بعد ان اخذها الجيش الانجليزي الايطالي على يد قوات الجنرال الانجليزي ويفل والجنرال الانجليزي أوكونر, وكانت نتيجة المعركة أن كسبها نتيجة عناده الشديد والذكاء الحاد.
وكانت قصة المعركة أن أبلغته هيئة الأركان الألمانية بعدم التحرك قبل ان تصله التعزيزات المناسبة.
وكانت هذه الامدادات لن تصل قبل شهر مايو مما جعل روميل ان يلغي التعزيرات من ذهنه ووضع خطة على اعتبار الوضع الراهن من حيث أدرك بفكره ما يدور في ذهن الأنجليز , فهذا التفكير لا يأتى الا في قواد أذكياء لهم خبرة عسكرية ماضية فأستفادوا وأفادوا للقواد ماهية القيادة.
وكان يفكر بأنه قائد انجليزي يفكر ماذا سيفعل بالألمانين وذلك بعد أن وصلتهم المخابرة الأنجليزية في ذهن الألمان فقد كان على صواب ذهني بعدم قيام القوات الألمانية بأي هجوم ضد الأنجليز في هذه الفترة, وذلك أعطى الأنجليز حالة طمأنينة وراحة وسكينة في تلك الفترة, وكان مما ساعده في اتمام صحة هذه الفكرة هو رئيس وزارء بريطانيا تشرشل سحب بعض قواته في أفريقيا وأرسلها الى اليابان ( وكانت اليابان أيضا بجانب الألمان في تلك الحرب وايطاليا ايضا) وكانت هنا فرصة روميل لتنفيذ مراده وفي طريقه الى برقة اللليبية واجه روميل عدة معارك ضد الجنود الأنجليز في كل مدينة يدخلها في الطريق نحو برقة حتى استولى عليها.
وكان يجوب الصحراء ذهابا وايابا, تارة لتوجيه قوات تائهة, وتارة لأنقاذ جنود معزولين, وتارة لامداد قوات ألمانية وايطالية ( ايطالية في أغلب الاحيان) بالوقود بعد أن نفذ الوقود لديها؛وتارة لأعطاء خطة أخرى للجنود في حالة معرفة العدو بالخطة الأولى, وتارة لتجميع قوات متفرقة ومتناثرة , وتارة لبعث روح الأمل في جنود محطمين معنويا, فكانلا يستريح لحظة فكله عمل فهذا ما أعطاه حب الوطن لأن راحة الوطن في عمله القوي.
وكان أيض جندي اذا احس الجنود منه بقيادته الدؤوبة,كان يكلمهم ويصارحهم, ويعمل معهم كأنه جندي مثلهم وهذا أعطى جنوده حبه فلم يعمل معهم بأوامر صارمة وان يعطى عقوبات ظالمة على جنوده, ولكن عمل معهم فاحبوه في قيادته القوية.
كان أيضا يحمي القوات الألمانية والأيطالية في الصحراء ويحرص على عدم خسارة جندي واحد أو معدة أو عتاد لأنه يعرف اذا فرط في الواحد فسيتبعها التالي.
وبعد حصوله على برقة الليبية توجه الى طبرق وواجه مواجهة شديدة من القوات الاسترالية التي تجمعت هناك وقاومته بحماس شديد فاستحال على روميل تخطى حاجز الاستراليين(برقة), وكان فرصة الحصول على طبرق لاحت له في السابع من أبريل عام 1942, لكن اتى بلاغ من برلين أنها لا تستطيع دعمه بالامدادات اللازمة له.
ونجح روميل يوم 8 ابريل من احتلال ((مخيلي)) بمشاركة القوات الايطالية بجانب الألمانية, وتوالت انتصاراته في درنه وقد أسر أكثر من 800 جندي انجليزي من بينهم جنرالين كبيرين هما (نيم) و(أوكونر) وعندما فشل روميل في استعادة طبرق جعل ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني تنفس الصعداء عندما فاتت فرصة على روميل كانت شبه صارمة للبريطان.
وبعدها بدأت المعارك للألمان بقيادة روميل ففي 15 يونيو 1942 كانت قمة معركة الغزالة, وأبلى روميل فيها بلاء حسنا, وقد طرد الفرنسية من (( برحكيم )) وهزم البرطانيين في (جاد الأحمر) وأيضا( صرفرسان) ودمر الجانب الأكبر من مدرعات الجيش الثامن البريطاني, وعمل على قطع طريق انسحاب الفرقة من قوات جنوب أفريقيا..
وبعد ذلك تقدم روميل وانتصر في طبرق وفي مرسى مطروح , ولكن توقف عند العلمين,حيث واجهته قوات جنوب أفريقيا..
وانهزم روميل هزيمة شنعاء لأول مرة في العلمين مع القوات البريطانية فأصيب روميل باليأس والاحساس بفشل مخططاته.
روميل لم ينته بل ظل روميل وكان السبب في الهزيمة هو انه طلب الأنسحاب جنوبا يوم 30 اكتوبر قبل انهيار قوات المحور بخمسة أيام,, حتى تمده أجهزة الاتصال الايطالية بعدد 1500 سيارة لكي ينقل بها قوات المشاه الايطالية, ولكن ايطاليا رفضت, وطلب رودلف هتلر وموسولين الاستمرار في المعركة اما النصر وما الموت, ونتج عن ذلك وقوع مئات الآلاف من الأسرى الايطاليين في الأسر, والجنود الألمان في أفريقيا يريد منهم توصيل الأخباروتحقيق الأهداف العسكرية التى هي أهم هدف لألمانيا فقد أرسل بعض الجنود الألمان الذين يتقنون لغات كثيرة, لكي تسهل معهم مهمتهم.
ولكن في الأخير كانت نهاية قائد القوات الألمانية في أفريقيا نهاية محتومة بعد أن رأى أنه لم يعد بقادر على ذلك وذلك في عام 1944 م كانت نهايته عندما أحاطت بقواته قوات التحالف فأعلن التحالف بين الألمان أنه قد مات منتحرا.
كان لا يرضى الاستسلام فمات منتحرا....
انا لا نتحدث عن قائدلألمانيا, بل اتحث عن شخص أفدى روحه لوطنه وكان من الأفضل أن يموت في صفوف جنوده في الحرب لكن كان ما كان, فقد أبلى روميل بلاء حسنا في فدائية الروح للوطن مهما كلفه ذلك, وكان حقا من بين قواد القرن العشرين الذين ساهموا لحماية أوطانهم بانفسهم.
روميل اذا ثعلب الصحراء
najah
ساحة النقاش