وخزة ضمير (34)
ذكرى تحرير الجزائر بإحساس إليسا!!
فراس حج محمد
تصادف اليوم الخميس الخامس من تموز الذكرى الخمسون لتحرير الجزائر من أشرس احتلال واستعمار عرفه العصر الحديث، حيث ألحقت الجزائر بالدولة الفرنسية، ومورس ضدها وضد أهلها وثقافتهم أبشع أنواع الاستلاب، وحلت الثقافة الفرنسية بلغتها محل اللغة العربية وثقافتها، ونجح الاستعمار الفرنسي بإيجاد جيل من المثقفين الذين يكتبون باللغة الفرنسية ويبدعون فيها على حساب اللغة العربية.
لقد احتفت الدولة في الجزائر كعادة كل دولنا العربية بهذا (الاستقلال) بإقامة الحفلات الغنائية واستقدام المطربين، وكان نجم هذا العام في (اليوبيل الذهبي) لهذه المناسبة المطربة اللبنانية (إليسا) التي لقبتها الصحافة الجزائرية بملكة الإحساس، وعلى حد زعم البعض فقد منحت المغنية اللبنانية الشابة مبلغا كبيرا، فهذا هو عهدنا بالكرم العربي الأصيل في هذه المناسبات الكبيرة احتفالات وغناء، وتناسي دم الشهداء المسكوب في ثرى الجزائر الطاهرة، وكل أرض عربية!!
كل عام والجزائر بخير أرضا وشعبا، على أمل أن يتغير النظام وتشهد ربيعا عربيا طافحا بالعزة والكرامة، يعيد للشعب هيبته وللثقافة العربية مكانتها، ويقتص من جرائم الاستعمار الفرنسي الذي يرفض حتى الآن ورثته من حكام فرنسا الحاليين الاعتراف بها، وكأنها لم تحدث.
لعل "الشهداء يعودون هذا الأسبوع"، ليروا ما حل بدمهم، فهل سيرحب بهم أحد أيها الطاهر وطار؟ سيقولون مر زمانهم وانقضى، فما لنا ولهم؟ فليرقدوا بسلام حيث هم، وبدلا من قراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، ستشدو لهم الجماهير مع ملكة الإحساس (روح وسلم لي عليه)!! عذرا أيها الشهداء، لم نفلح بصيانة ذكراكم، فذاكرتنا للنسيان أبدا!!