سِرْتُ في وَسْطِ الزِّحامِ أُنادى***أيْنَ أنْتِ يا بِلادي؟
سَمِعْتُ صَوتَاً يَصْرُخُ عِشْتِ***مِصْر خَفَقَ إلَيهِ فُؤادي
سَمِعْتُ طَلْقاتِ غَدْرٍ أُطْلِقَتْ ***بَيْنَ الدّروبِ عَلى العِبادِ
وعَلَى الصَّوْتِ قائِلاً: اِعْلِ***مِصْر وانْهَضي فَوْقَ البِلادِ
انْهَضي مِصْرَ و هاكَ سَيْفِي بِهِ***ابْطِشي و لَكِ بِيضُ الايادى
فإنْ كُنْتِ بِغَيْرِ الدَّمِ لا تَعْلى***فَهاكَ دَمّى وِدَمُّ اوْلادى
وَإنْ كُنْتِ النُّورَ يَهْدينا ***فَعُودي للرَّكْبِ كالحَادي
رَكْبُ حٌرية أناخَ بِأرْضِكِ فاغْنَمي***حُرِية تَكْسو السَّهْلَ والوادي
وانْظُري للشَّمْسِ حينَ شرُوقِها قولي***لَها اعْلِي وَلَنْ تُطاوِلي امْجادى
وانْظُري للقَمَرِ في عَلْيائِهِ قولي: أنِرْ***أرْضى والنِّيلُ يَسْقِيهَا حَواضِر و بَوادي
بِالرُّوحِ نَفْديها بالدَّمِّ نَرْو***يها فَعَلامَ التَّلاهي والتَّنادي
أمامُنا دَرْبٌ طَويلٌ فاسْلُكوا***للحُريةِ سُبُلَ الوِدَادِ
وللحُريةِ الدَّرْبُ بَعِيدُ مُلأ سِبَاعَ***تَخْطو على شَوْكِ القَتَادِ
سيرى يا مِصْرُ إنَّا لِقَدَمِكِ ***دروعُ وأنْتِ نُورٌ للفُؤادِ
و لَكِ رِداءُ مِنْ النُّورِ خِيوطُهُ***وفِدائُكِ العَيْنُ بِطولِ السُّهادِ
وَطَنُ الأحْرارِ نادي الشَّبيبةَ***فارْفَعوا رَاياتِ الحِيادِ
لا لِلَوْنٍ ولا لِدِينٍ بَلْ لِمِصْرِ***وعِزَّها فالحُب سَبيلُ الرَّشادِ
اليَومُ نَحْنُ سِيُّوفه وبِالأمْسِ***تَقْتُلنا سِيُّوفُ الابْتِعادِ
وفيها المَجْدُ يَعْلو ظَاهِرَاً***شَاهِرَاً سَيفَاً يُواجِهُ الأوْغَادَ
فاحْمِلْ سِيوفَ الهِنْدِ صَارِمَة وارْكَبْ***في سَبيلِه الأهْوالَ والاجْيادَ
اعداد/محمد الديب