عرفت هؤلاء

د. نعمات أحمد فؤاد

بقلم: طاهر البهي

        عرفت الدكتورة نعمات أحمد فؤاد مع بدايات عملي الصحفي، ولكن لم أتعرف عليها بسبب كوني صحفياً، ولكن بسبب صداقة عائلية جمعتنا، كنت مسحوراً بأحاديثها العذبة، الفياضة، الرائقة عن مصر: أم كلثوم التي قضت إلى جوارها أحلى سنوات عمرها، وتملك عنها من الأسرار – التي تضئ ولا تسيء- والحكاية المجهولة ما كان يجعلني أمامها تمثالاً من الشمع، كلي آذان صاغية، ووجدان متأجج، ف ثومة بالنسبة لي – ولها – أسطورة وفينوس ونفرتيتي – رموز الجمال - ، ومن حسن حظي أني نجحت بأسألة عاشق – على مدار عدة لقاءات- أن أعرف عن "ثومة" مايملأ ضعف حجم كتاب الدكتورة نعمات عن "عصر أم كلثوم برجاله وأحداثه وحكامه، وهو ما أفادني كثيراً عندما تصديت لكتابة برنامج تسجيلي عنها في أربعة أجزاء. واستفدت من غزارة علم الدكتورة نعمات، التي كانت تخاطب أمي بلقب" يا هانم" فهي سيدة أرستقراطية من بيت علم، وقد شرفت بتسجيل صفحات من مشوار حياتها على صفحات "خواء" منذ سنوات، وثان أكبر اهتمامات الدكتورة نعمات كان النيل عشقها، فهي سيدة صعيدية تربت على ضفافه، وهي أحبت النيل باعتباره فيضاً إلهياً وهبه الله لمصر والمصريين، وانبهرت عندما زرت مكتبتها الفريدة في منزلها الريفي، وقالت لي يومها أن صديقات لها نصحوها ببناء عمارة سكنية، فضحكت وهي تقول لي: عايزيني أكتب إيصالات!!

        ومكتبتها مقسمة إلى ثلاثة أقسام: الحضارة الإسلامية، وجزء ثاني للحضارة القبطية، وثالث للحضارة الفرعونية يتوسطهم تمثال صغير للملك مينا موحد القطرين ويرفرف من حولهم علم مصر (الأخضر) .. دكتورة نعمات.. لقد تشرفت بك كما تشرف مصر كلها بك كنابعة ونبت طيب من أرضها المعطاء.  شفاك الله وعافاك...

                                                                        طاهر