أخلاقيات البيع

على التاجر  أن لا ينظر إلى الأمر على أنه إما أن يكسب أو يكسب الآخرون . السوق واسع و يملؤه المشترون وفيه مكان يسمح لكل تاجر أن يحقق الربح إذا تحلى بالصفات التى تجذب إليه الزبائن.

 البيع بصدق أمــــــانة :

التاجر الأمين يجب أن يعرف إن العملاء يفضلون التعامل مع المنشأه التى يثقوا فيها . وهذه الثقه جاءت من إعتقاد العميل  إنه يمكنه الإعتماد على قدرات وصدق المنشأه, والأهم الثقه فى أمانتها فى تقديم منتج سليم و ذا جوده عاليه كما تٌعلن المنشأه عنه للمستهلكين. هذه الصفة المعنوية تٌكسب التاجر الثقة التى يحتاجها كل تاجر لينجح و يستمر وجوده في السوق. كما أن التاجر الأمين يجد من يقرضه أو يبيع له البضاعة بالأجل أو يزوده بما يشاء من أصناف وأنواع... دون حذر أو خوف لثقته فى أمانته مما يسهل العمل للمنشأه.

أما التاجر غير الأمين، مهما كان حجمه فى السوق، يصبح التعامل معه غير مريح يشوبه الحذر والخوف, مما يجعل التعامل معه غير مريح مما ينفر منه التجار و المستهلكين.

روي عن سيدنا رسول الله (ص) قوله:

"لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم، وكثرة الحج والمعروف، وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة".

 الصدق فى ما توعد:

كيف يمكن التعامل مع التاجر و الشراء منه دون صدق في المواعيد، ونوعية البضاعة وجودتها، أو فى باقى الأمور التى إتفق معه التجار أو العملاء عليها ..

عندما لا يحافظ التاجر على مصداقيته مع المتعاملين معه، لا يكون محترماً بينهم، ولا يشترون منه إلا عند الضرورة , أو إذا كان هو الوحيد الذى يبيع هذه السلعه فى السوق, غير ذلك لن يشترى منه أحد.

لا تغش فى البيع:

يجب أن يشعر المستهلك أنه متأكد من أن البضائع والخدمات التي يشتريها لن تسبب له ضرر في الإستخدام. ان الثقة في المنتج تشير الى مسئولية الصانع عن أي أضرار أو تلف يسببه المنتج.  يجب على البائع أن يعرف إنه إذا غش فى صناعه المنتج بما يؤدي إلى ضرر سواء كان مباشر أو غير مباشر يمكن أن يسبب عواقب وخيمة للصانع. الغش فى الدعايه وإعطاء مزايا غير موجوده فى المنتج, سيفقد سوقه فى الحال ولن يجد مكان له فيه للأبد. حتى لو أصلح التاجر من أخلاقه وأنتج سلعه بدون غش, من سيثق فيه ويصدقه؟

يجب أيضا أن تكون مستنداتك صادقه بدون غش.المعلومات الوارده فى الإعلانات, و النشرات, و أى مستندات متداوله يجب أن توضح الأمور بصدق دون غش حتى تكسب المزيد من العملاء.

الأهم عدم الغش فى الميزان فلا تنقصه عند البيع ,وزيادته إذا كنت أنت المشترى,

 قال تعالى:
﴿ويل للمطففين* الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون* وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون...

 إحترم كل عملائك بلا تفرقه:

عامل كل من يأتى للشراء منك بإحترام و إهتمام مهما كان مستواه المادى ومهما كانت الكميه التى سيشتريها. يجب أن تعرف إن كل عميل يدخل منشأتك يشكل جزء من مكاسبك التى هى الهدف من إنشاء مشروعك.

المعرفه التامه بكل ما يخص صناعتك :

ليس المقصود أن تكون عالما خبيرا ولكن المطلوب أن تعرف جيدا مواصفات المنتج و فوائده . عليك أن تتعلم ما تحتاجه في خصوص تجارتك من قوانين. يجب تتعلم أحكام الوزن والكيل والبيع والشراء...إلخ

السماحة في البيع :

ويظهر تسامحك في أوجه مختلفة؛ كتخفيض السعر لذي الحاجة لسلعة لا يمتلك ثمنها كاملاً .. أو إمهاله وقتًا لأداء حقها، أو إعطائه المزيد حتى تتم له الكفاية.وتظهر السماحه فى عدم إستغلال من يبيع مضطرا. إشترى منه البضائع بسعر السوق الجارى ولا تستغل حاجته و تبخس الثمن. ومن السماحة إنتظار المدين المعسر، وإعطاؤه فرصة أو أكثر، حتى يرتب أموره، ويقدر على الوفاء بالتزامه.

عن رسول الله قال: " غفر الله لرجل من قبلكم كان سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا قضى، سمحا إذا اقتضى".

التساهل في البيع والشراء:

من الأفضل للتاجر أن يتساهل في تعامله مع زبائنه , وصغار التجار بأن ييسر ظروف عملية البيع من حيث نوعية البضاعة, وعرضها وتوضيبها ونقلها, ودفع ثمنها ,و منح الخصومات للكميه أو للدفع النقدى...المهم أن لا يقف عقبة في وجه إتمام عملية البيع أو الصفقة التجارية. إن كل عمليه بيع تتم بسلاسه, تجلب عملاء أكثر لأن العميل الراضى هو أفضل وسيله إعلان لك.

قبول إرجاع البضائع :

أي إبطال عملية البيع وإرجاع المال إلى المشتري في حال اعتذر عن ذلك لعجزه عن الوفاء أو لتبدل رأيه أو لحرج ما أصابه.إن رفضك يعتبر ضغط على ما لا يريد السلعه, فقد يكون فى حاجه ماسه لماله. تساهل ورد المال طالما السلعه كما هى على الحال الذى بعتها به لم يمسها سوء. أى لا ضرر ولا ضرار.

إيمانه بأن الرزق محدد :

إذا آمن البائع أن رزقه مقسوم له ولن يأخذه أحد غيره ، لن يلجأ لأساليب الاحتيال والغش و"الشطارة" لأنها لن تزيد الربح أو تنقصه. مثلا ؛ الميكانيكي الذي "يخترع" عطلاً أو يضخمه، والمحاسب الذي يزيد فى الحساب.. كل هؤلاء غشاشون ، ولن يزيدوا في رزقهم شيئاً،  قال تعالى ﴿إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين﴾.

لا يكتم العيب فى السلعه :

على البائع أن يكون صريحا مع العميل ولا يكتم العيب البسيط الذي يقبله المستهلك فى معظم الأحيان... فإن لم يكن كذلك، فلا يجوز كتمانه أصلاً، وللمشتري حق الرفض عند علمه به ولو بعد حين..و عليك أن تقبل رد ماله له و إسترداد السلعه مع الإعتذار.

على التاجر معرفه إنه لا يقوم بعمليات البيع والشراء وإجراء المعاملات التجارية المادية فحسب، فى واقع الأمر إن كل منا يقوم بعمليات تبادل للمنفعة  ( فيما يشبه البيع والشراء والتعاملات التجاريه الأخرى )  طيلة يومه؛ كتبادل الخبرات والمعلومات وغيرها من التعاملات المعنوية والفكرية التي نتجاهل كونها شكلاً من التجارة المتبادلة.

المصدر: د. نبيهه جابر

إقرأ مقاله " تحديد الهدف و كيفيه تحقيقه " على:

http://drnabihagaber.blogspot.com

( يجب ذكر المصدر و الرابط عند النقل و الإقتباس )

المصدر: د. نبيهه جابر إعتمادا على كتاب أخلاق التاجر المسلم للكاتب سامى خضرا
  • Currently 199/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
64 تصويتات / 4097 مشاهدة

ساحة النقاش

د. نبيهة جابر محمد

DrNabihaGaber
كبير مدرسى اللغة بالمعهد الفنى التجارى - الكلية التكنولوجية بالمطرية ( بالمعاش ). ومؤسسه شعبة ادارة وتشغيل المشروعات الصغيرة بالمعهد الفنى التجارى . مدرب فى تنميه مهارات العمل الحر وتنميه الشخصيه الإيجابيه. للإتصال : [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

7,006,661