من اليوميات: السبت: 13/2/2021:
يوم ثقافي ممتع في قصور آل عبد الهادي في عرابة
فراس حج محمد/ فلسطين
بالفعل كان يوما رائعا في عرابة بصحبة الأصدقاء والصديقات أو الذين تعرفت عليهم لأول مرة. كانت البداية برفقة الصديقة أسماء ناصر أبو عياش والإعلامية رانيا الحمد الله والأستاذ رزق البرغوثي.
الصباح جميل، الطريق طويلة، لكنها لم تكن مملة، قُطعت بسرعة على متن الأحاديث المتشعبة والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة في مناطق فلسطين التي مررنا بها. الجو ربيعي مفعم بالجمال والخضرة، سبق الربيع بمقدمه، فالخضرة تكسو السهول والجبال وكل شيء ضاحك مسرور. الاحتلال وسيرته من ينغص كل ذلك الجمال الإلهي البديع.
وصلنا إلى قصور آل عبد الهادي، كنا أول الواصلين، صديقنا الحيفاوي حسن لم يصل بعد، ومضيفنا عمر عبد الرحمن تأخر قليلا، لم يطل بنا المقام على مقربة من القصور الهادوية حتى حضر الصديقان الأستاذان الشاعران الودودان محمد الأخرس وحسان نزال، فرحت بهما فرحا بالغا إذ آخر مرة رأيت فيها حسان كان يوم أن زرت مكتبة جنين العامة حيث تم توقيع ومناقشة كتابي "ما يشبه الرثاء" منذ سنتين، وأ. "الناطق الأخرس" لم أره منذ بضع سنوات. يا لله ما أسرع السنوات!
ونحن في غمرة الحديث حضر عبادي وبصحبته الرفيق مصطفى نفاع أبو فراس. لم تأت سميرة، زوجة حسن أيضا هذا اليوم، كان من المفترض أن تكون معنا، للأحفاد قوانين يجب أن نلتزم بها أيضاً.
وصلنا القصور. (أبو الناجي) يرحب بنا على طريقته زجليا، ويحتفي أهل جنين وعرابة وقباطية بنا أجمل احتفاء. ثم يبدأ اللقاء في حضرة فدائي عتيق (عدنان عياش) حيث يناقش الزميلان عبادي وعمر عبد الرحمن الكتاب مشيرين إلى ما فيه من أفكار وجماليات كتابية، وتتحدث أسماء ناصر عن الكتاب أيضا وعن الفدائي العتيق وعن الوطن والمواطن والشتات والمعاناة. بعض الحضور يقدم مداخلاته. مداخلة نقدية دقيقة للأستاذ حسان نزال حول تجنيس الكتاب ومراوحته بين الرواية والسيرة الذاتية والغيرية، فيقترح مصطلحا جديدا لمثل هذا النوع من الأدب سيرة ذيرية، نحت واندماج بين الذاتية والغيرية.
بعدها تجولنا في المكان فتكون الصدفة الرائعة بحق، اللقاء بالشاعرة عبلة تايه وزوجها هشام اللبدي، سررت بلقائهما، فعبلة أعرفها من خلال صفحة الفيسبوك، فهي صديقة منذ زمن ولم يسبق أن تحدثنا مطلقا عبر المحادثات، وزوجها عرفت أنه أخ الدكتور عبد العزيز اللبدي الذي كتب كتابا عن مجزرة تل الزعتر، وكان حاضرا في كتاب حسن عبادي "إيفا شتال- أممية لم تغادر التل"، هذا الكتاب الذي كان لي شرف تحريره ومراجعته لغويا.
عبلة امرأة رائعة، تذاكرنا شقيقها الشاعر عبد الناصر صالح وحمّلتها سلامي له واشتياقاتي للحديث معه، فيمر حتما ولازما ذكر أبيها الشاعر أيضا، فهي إذاً سليلة بيت علم وأدب وسياسة، تحدثنا عن الشعر والأدب والنشر ونيتها إصدارها لديوان، فأعربت لها عن استعدادي للاطلاع على الديوان وإرسال بعض النصوص للنشر في الصحف والمجلات والمواقع العربية.
على هامش جلسة الغداء تناقشتُ والأصدقاء رانيا وحسن ومصطفى وأسماء ورزق حول كتاب "نسوة في المدينة" وحول مقالة "السمات المشتركة بين الكمامة والكلوت". رانيا حصلت على الكتاب أمس وربما سيكون لها رأي فيه. في رحلة القفول أيضا ثمة أحاديث حول الموضوع ذاته ولكن من زاوية أخرى.
كانت الطريق طويلة والرحلة ممتعة والأحاديث لا تنتهي ولم أكن أريد لها أن تنتهي لولا وصولي إلى حيث يجب أن نفترق على أمل أن نلتقي قريباً.
شكرا لجميعكم ولأعيانكم الموقرة، فقد جعلتم هذا اليوم جميلا بحق، شكرا حسن عبادي على مجموعة الكتب وعلى أعداد جريدة المدينة وعلى القهوة، شكرا أسماء على الصحبة الجميلة برفقة الرائعين رانيا ورزق، شكرا عمر عبد الرحمن على هديتك القيمة، كتابك المهم "حكايا من القرايا" الذي تشرفت بالحصول على نسخة موقعة. شكرا لكل أهالي عرابة والأصدقاء الذين احتفوا بنا وبالفدائي العتيق وبالكاتبة أسماء ناصر. كان يوما مشهودا من أيام العمر.