بطاقة الحب ( الخامسة)
أنتبهوا فهناك من يحتفل معنا بالحب ...
فانتبهوا، عند الاحتفال بالحب في يوم الفرح، أنْ نعيَ هناك في المقابر من كان رمزا لهذا الاحتفال في تضحيات حياته، مِنْ والدين أو أحبة أو عشاق أو شهداء.
استيعاب فكرة الحب كاستيعاب فكرة الموت، والعكس صحيح في عدم الاستيعاب، فكلاهما لقاء مع المحبوب، ارتقاء من الأسئلة والشكوك واللاوعي نحو الأجوبة والعقل واليقين، حيث لا مفرّ من الحقيقة.
الحب، تلاحم المادة والروح في أسمى مرحلة، ذلك المقابل الذي يتعاطاه المحبوبان، لا يمكن أن يتحقق اِلّا بشعور الطرفين، ومخطأ من يقول أحببت من جهة واحدة، فذلك وهم للهروب نحو الفراغ، لأن المحبوب لم ينصهر مع المحبوب.
في الحب يختلفان، وهذه روعة التفاصيل، ولكنهما لا يخالفان بعضهما البعض، وهنا سمو الوجود في أبدية براءة الاطفال، وهذه ميزة ديمومة الحب نحو المطلق، انها بذور الايمان دون انحراف وشعوذة وشذوذ، فاحذروا اِنّه الحب.
احترموا، فهناك راحلون بعد الله عزوجل يحتفلون معنا بالحبّ، ما دمنا نعيش الحبّ في الدنيا، نبؤة سنعيش الحبّ في الآخرة، محتفلين مع من أحبّوا، ومعنا ربّ العالمين جلّ وعلا، كما كان دوما، فانتبهوا..
من مقال بطاقات الحب – بهاء الدين الخاقاني