مشكلتي أن زوجتي بعد عشرة سنوات من الزواج وبعد أربعة أبناء لم تفهمني إلى اليوم، ولم تستطع أن توفر لي الحنان والمحبة حتى لا أفكر في غيرها، والأبناء هم الذين ماسكون بيننا لصغرهم فلا أفرط فيها، وهي بعيدة عني في المستوى العلمي، أنا أحمل شهادة جامعية، وهي لم تحمل حتى الإعدادية، فالفرق بعيد من ناحية التفكير، لكن الإنسان يتعلم يوما بعد يوم. والسلام.
الإجابة
أخي الكريم، بخصوص مشكلة زوجتك، وأنها بعد هذه المدة الطويلة لم تستطع أن توفر لك الحنان والحب، أقول لك أخي:
أولاً: إن الحب والحنان أمرٌ تقديري، يختلف فهمه ومقياسه من إنسان لآخر؛ فربما كلمة واحدة تنبئ عن كامل الحب، وربما سلوك الإنسان كله لا ينبئ عن الحب، ولكن له دلاته التي يشعر بها الإنسان لا سيما بين الزوجين.
ثانياً: التعبير عن الحب نفسه مشكلة عند كثير من الزوجات، لا سيما اللائي ليس لهن تعليم، فلا تستطيع المسكينة أن تكتشف وبالسرعة المطلوبة ما الذي يسرك من التعامل، وما الذي يغضبك، وربما تصرفت فيما تحسبه سرور لك وهو يغضبك، أو العكس، ومن هنا أقول: بما أنك قد ارتضيتها كزوجة من البداية وأنت تعلم مستواها، وأنجبت منها أطفلاً، فيجب الصبر عليها وإن نقصت حياتك معها ولم تشعر بكمال الحياة الزوجية، إلا أننا نرجع ذلك إلى فهمنا كمسلمين للحياة أنها لا تُسعد الإنسان سعادةً كاملة، وسعادتها دائماً ناقصة؛ لأنها ليست هي دار الجزاء، ويكفينا أزواج النبي الطاهرات العفيفات، فقد تصرفن مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى وصل الأمر إلى أن نزل الوحي من السماء يخيرهن بين البقاء معه أو الطلاق، فزوجتك أخي ما دام سلوكها طيب، وقائمة بواجبها نحوك وأولادك، ولم تشتكِ منها في علاقتها بالله، فإن كرهت منها جانباً رضيت منها آخر، فاصبر عليها، وأعطها جرعات من العلم، وسوف تصل إلى غايتك إن شاء الله. وبالله التوفيق.
ساحة النقاش