أفيدوني بالله عليكم في أمر نفسي، حيث إنني منذ أن تزوجت كنت أفتش وراء زوجي، ولكن ليس بانتظام، وكنت أشكو حالي ـ عندما يفعل معي أذى ـ إلى أهله وأهلي، وكنت عندما أفتش عادة لا أجد شيئا، إلى أن اضطررت إلى أخذ إجازة من عملي والمكوث في البيت لتربية أبنائي، فتمكن مني الشيطان واستفحل داء التفتيش عندي خاصة عندما وجدت ما يريبني، وأوشك بيتي أن يتهدم عندما علم زوجي بالتفتيش، وهو يعلم أنني أخبر أهلي عن حالي.
وأغلق على أشيائه بالمفاتيح، فتماديت في التفتيش ووجدت ما يريب أكثر، الآن وأنا على المحك وباقي لي في ذمة زوجي طلقة واحدة، أحاول جاهدة كل يوم ألا أفتش وراءه، وأستغفر كل ليلة وأتوب، وعندما يأتي الصباح يعود الحال كما كان ولا أستطيع كتمان سري، فبالله عليكم كيف أقوى على نفسي؟
مع العلم أنني أصلي وأصوم وأستغفر الله، ولكن كثيرا ما يتمكن مني إبليس، كما أنني حججت بيت الله الحرام، وعندما أتذكر ذنبي أبكي وأخاف أن ألقى الله وأنا عليه، حتى وإن كان زوجي يضمر لي الشر ويفشي هو سرنا إلى غيري، فبالله عليكم كيف أتوب توبة نصوحا وأقوى على نفسي؟
مع العلم أنني أعيش في فراغ بعد ما أخذت إجازة من عملي الذي سيعيدني زوجي إليه وإلى بلدي لأنه فقد الثقة فيّ، هل أستعين بالدعاء لنفسي ولزوجي أكثر أم أستعين أكثر بالاستغفار وقراءة القرآن؟ أعينوني بالله عليكم فإني أخاف أن ألقى الله وأنا مصرة على ذنبي، مع أنني كل ليلة أنوى التوبة، وأندم الندم الشديد، ولكن خوفي من غد ومما قد يضمره زوجي لي من أذى يعيدني إلى حالي الأولى، أعلم أنه ضعف إيماني بالله، فبالله عليكم كيف أقوي إيماني؟
الإجابة
بخصوص ما ورد برسالتك، فبدايةً أقول لك: كان الله في عونك؛ لأن الشك والريبة وسوء الظن إذا دخلوا على أسرةٍ مستقرة دمروها تدميرا ومزقوها تمزيقا، وكان وبال هذه الظنون على صاحبها أكثر وأشد من وبالها على غيره، وهذا هو ما يحدث معك الآن، ولو استمر هذا الشك وواصلت عملية التفتيش هذه ربما يؤثر ذلك على تفكيرك، لذا أنصحك بالآتي:
1- مواصلة الدعاء والاستغفار، وقراءة القرآن.
2- الاجتهاد على قدر استطاعتك في مقاومة هذه الرغبة ولو حتى الإقلال منها، وأعتقد أنك ستتعبين نفسياً من المقاومة، ولكن ربما تنتصرين على هذه الرغبة بدون أي تدخل خارجي.
3- لا مانع من الاستعانة ببعض المشايخ الثقات الذين يُعالجون بالرقية الشرعية، وهذه إن لم تنفع فإنها لن تضر.
4- أقترح إذا لم تتمكني من إيقاف هذه الرغبة أو التقليل منها أن تُعرضي نفسك على أخصائي نفساني في أقرب فرصة؛ لمساعدتك في التخلص من هذه العادة المدمرة، حتى وإن تم الفراق بينك وبين زوجك تكوني قد استرحت من هذا الداء، وهذا في حد ذاته مكسب عظيم لا يقدر بثمن، فأقترح أن تعرضي نفسك في أقرب فرصة على نفساني، والدواء الآن متقدم جداً ومتوفر بكثرة، ولن يستغرق إلا فترة قصيرة من الزمن، وعليك مع ذلك بالاجتهاد في إصلاح الأمور مع زوجك، والحرص على عودة الأمور إلى مجاريها، لعل وعسى أن يذهب عنكم شبح الطلاق والفراق، وتعود إليكم السكينة والأمن والأمان والاستقرار، وما ذلك على الله بعزيز .
ساحة النقاش