جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بقلم: أحمد سمير، رئيس التحرير.
ســاعدت تكنولوجيــا المعلومــات ووسائل الاتصــال الرقميــة علـى ربــط التواصــل بيــن الشــعوب بمختلــف توجهاتهــا الحضاريـة متجــاوزة بذلــك الحــدود السياســية والجغرافيــة، والعزلـة الحضاريــة التــي كانــت تعيشــها معظــم المجتمعــات البشـرية، وفي المناقشات العامة التي غزت التقنية حياتهم على كل مستوياتها وبكل أشكالها.
تقـوم شـبكات التواصـل الاجتماعـي بـدور مهـم فـي تشـكيل الـرأي العـام لـدى مسـتخدمي شـبكات التواصـل الاجتماعـي، ويؤكـد ذلك الإقبـال المتزايـد مـن قبـل شـرائح المجتمـع المختلفـة على تلك الشـبكات.
تكمن مفارقة العصر الحالي، وهو عصر الإنترنت والهاتف المحمول، في أن وسائل الإعلام أصبحت تفاعلية ومتعددة الوسائط، وتشاركية بفضل رقمنة الرسائل وعولمة الشبكات، أي أن الاتصال أصبح فردياً ومعولماً.
لكن الثورة المعلوماتية هذه لها وجه آخر يتناول النشر الذاتي، بحيث نجد فيها الأكاذيب، والاستعراض، والتلصص، والجنس، والتزوير.
ما يطرح سؤالاً مقلقا اليوم من ينظم الثرثرة الإلكترونية؟ ومن يفرق بين الصالح والطالح، وبين
الصواب والخطأ، بين الإشاعة والحقيقة؟
إذ يشــهد عالمنــا المعاصــر تحــولات كبيــرة فــي تكنولوجيـا الاتصــال، تؤثــر فــي العلاقــات السياســية والاقتصاديــة، وفـي أنمـاط التفكيـر فـي المجتمعـات المختلفـة، وقـد قامـت شـبكات التواصــل الاجتماعــي الرقميــة ولا تــزال بــدور فاعــل فـي مــد الإنســان بكثيــر مــن المعلومــات والمواقــف والاتجاهـات، مسـاهمة بذلـك فـي تشـكيل وعيـه وبإعـداده ليكـون أكثـر قـدرة علـى التأثيـر فـي الآخريـن واسـتمالتهم، فهـي تقـدم تعلـم اللغـات وتسـهم فـي ترجمـة المعلومـات مـن اللغـة العربيـة وإليهـا، مـن أجــل تســهيل عمليــة التواصــل بيــن الشــباب، وازالــة الفــوارق الحضاريــة، فضــلا عــن تميــز هــذه الشــبكات بعــدة مميـزات منهــا التشــاركية والتفاعليــة والحضــور الدائــم غيــر المــادي.
وقــد أدى تزايــد عــدد المشــتركين فــي تلــك الشــبكات الرقميـة، لا ســيما الشــباب العربــي إلــى تصاعــد تأثيرهــا ودورهــا فـي المجتمــع والتحــولات الجاريــة، وزيــادة مســتوى منافسـتها لوســائل الإعلام التقليديــة فــي تشــكيل الــرأي العــام حـول العديــد مــن القضايــا السياســية والاقتصاديــة والاجتماعيـة، فقـد اسـتطاعت شـبكات التواصـل الاجتماعـي الرقميـة، إبـراز الأحـداث الجاريـة فـي العالـم بصـورة أكثـر فاعليـة مـن الإذاعة والتلفزيــون وغيرهمــا مــن الوســائل الإعلامية.
وتميـز الإعلام الإلكترونـي بـدور الفـرد كفاعـل فـي صياغتـه وتشــكيله وانتشــاره، وظهــرت بعد ذلك الشــبكات الاجتماعيــة كأداة مساعدة للإعـلام الجديــد مــع الحريــة التــي تتيحهــا فــي اختيـار الموضـوع وتحريـر النـص والحجـم وسـهولة البـث وقلة التكلفــة، مــع إمكانيــة تجاهــل المصــدر والقــدرة علــى التحــول مـن الاحتجـاج الشـخصي لتوجيـه الـرأي العـام والحشـد عبـر مجموعـات أو صفحـات علـى الفيـس بـوك، وبخاصـة مـع تجـاوز الحـدود بيـن الخـاص والعـام، وبيـن المسـتوى الداخلـي للدولـة ومـا بيـن المسـتوى الدولـي.
ومصر كأحـد مجتمعـات العالـم المعاصـر لــم تكــن بعيــدة عــن هــذه الثــورة فهــي تشــهد منــذ عــدة عقــود إقبـالا كبيـرا فـي مجـال التحـول إلـى مجتمـع تقنـي يقـوم علـى الاســتفادة مــن المزايــا التــي تقدمهــا تقنيــة الاتصــال بشـكل خــاص والتقنيــة الحديثــة بشــكل عــام فــي جميــع المياديـن، لمواكبـة عصـر المعلومـات الـذي فـرض علـى الجميـع، وحتـى لا تجــد نفســها فــي عزلــة عــن بقيــة دول العالــم.
وقـد وفـرت ثـورة الاتصـالات والتكنولوجيـا الحديثـة مـا يعـرف بالسياسـة الافتراضيـة التـي تمثلـت فـي زيـادة انتشـار ظاهـرة المدونــات الشــخصية، وبعــض مواقــع التواصــل الاجتماعــي مثــل “جوجل، والفيــس بــوك، ويوتيــوب، وتويتــر، وانستجرام” وغيــر ذلــك، وهــي الوسـائل والآليـات التـي تمكـن عـددا ً كبيـرا مـن المواطنيـن فـي جميـع أنحـاء العالـم، وغالبيتهـم مـن طلبـة الجامعـات والمـدارس والشــباب، مــن التعبيــر عــن آرائهــم ومطالبهــم ومحاولــة الحصــول علــى حقوقهــم المنتهكــة أو المســلوبة مــن خلالهــا.
المصدر: الكاتب الصحفي/أحمد سمير
الكاتب الصحفي والإعلامي/ أحمد سمير