المفاتيح العشرة للشيخصية
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان الأنوران الأزهران على سيدنا و حبيبنا و قرة أعيننا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
اللهم إنا نسألك أن تمن علينا بمعرفة العلم و تسهل أخلاقنا بالحلم و تكرمنا بنور الفهم و تخرجنا من ظلمات الوهم إنك على كل شيء قدير .
أما بعد أيها الإخوة الأحبة أيتها الأخوات الفضليات كم أنا سعيد في زيارتي هذه التي تكررت أكثرة من مرة إلى هذه المدينة العريقة و المحافظة الطيبة و استقبلني أهلها الطيبون بهذه الوجوه المتوضئة ، كما أنا سعيدٌ و عاجزٌ عن الشكر ، الشكر أولاً لله سبحانه و تعالى الذي أمدنا بالصحة و العافية جميعاً ثم الشكر لكل من كان سبباً في تهيئة هذا اللقاء ، ثم الشكر للمركز الثقافي الذي حمل على عاتقه نشر الخير و نشر الفضيلة و تعميم الإيجابية و إسعاد الآخرين بتقديم ما ينفعهم في حياتهم و يسعدهم .
لقائي معكم أيها الإخوة و الأخوات حول هذا العنوان ( المفاتيح العشر أو العشرة للشخصية الإيجابية) إذا تساءلنا أيها الإخوة و كل واحد منا يتمنى أن يكون إيجابياً أول ما يتبادر إلى الذهن عن الإيجابية بأنها عنوان من عناوين النجاح أو أنها أحد عناوين النجاح . لا شك أن الناجحين دوماً هم الذين يتمتعون بقدرات متنوعة على أن ينجحوا في هذه الحياة ، و بقدرات على أن يتفوقوا ، إذا تساءلنا من هم الذين يتمتعون بهذه القدرات نجد أنهم الإيجابيون .
الإيجابيون ضد السلبيون ، أريد أن أسألكم أول ما يخطر على مسامعكم كلمة الإيجابية ماذا تعني لكم؟
بكلمة واحدة ، الإيجابية هي : النجاح ، الخير ، الإقدام ، التفاعل ، التكييف مع الواقع ، الخير ، معاني جميلة جداً ، الطموح ، التفاؤل ، الحماس ، التطور ، التغيير ، التقدم ، العطاء ، الإبداع ، التمييز ...
كلها معاني جداً جميلة و نجدها بمجملها قد جاء الإسلام و نبي الإسلام اللهم صلي وسلم و بارك عليه و جاء القرآن الكريم أيضاً بتكريسها و تجذيرها في نفوس العرب الذين كانوا يعيشون إذاك في بيئة أقل ما تتسم فيه السلبية ، و أقل ما تتسم فيه تلكم الأحقاد و الحروب التي كانت بينهم ، و ما حرب داحس و الغبراء عنا بغريبة ، و تلك الحروب التي كانت لأسباب تافهة ، كانت السلبية منتشرة فجاء القرآن الكريم و أول عنوان حمله عنوان الإيجابية و المبادرة و بدأ بكلمة اقرأ هذه الكلمة التي هي من أهم مفاتيح الإيجابية ، اقرأ ، القراءة لا شك أنها مفتاح مهم من مفاتيح الإيجابية ، إذاً كل هذه المعاني عندما نطرقها نجد أنها تحمل معنى الإيجابية ...
حتى لا أطيل عليكم أدخل مباشرة في الموضوع ، عندنا عشر مفاتيح ، طبعاً هذا العنوان الذي سأبحثه معكم اليوم هو جزء من دورة مطولة مدتها ثلاثة أيام على مدار 15 ساعة ، في هذه الدورة نفصل في كل نقطة و نأخذ خطوات عملية .
المفتاح الأول من مفاتيح الإيجابية : التفاؤل :
كن متفاءلاً ، حدث نفسك دوماً بالمبشرات ، حدث نفسك دوماً بالوجه الإيجابي . لأن الحياة مليئة بهذا و ذاك ، مليئة بالاتجاهين بل إن الكون كله مبني على أساس من الزوجية ، وجه و وجه آخر ، قطب إيجابي و آخر سلبي ، و هذه نقطة مهمة جداً كل ما في هذا الكون مبني على عنصرين أيمن و أيسر ، سلبي و إيجابي ، يمين و يسار ، ليل و نهار ، ذكر و أنثى ، وادي و جبل ، و تفرد الخالق سبحانه بأنه الواحد الأحد .
حتى علماء الذرة و علماء الفيزياء يرون أننا لو دخلنا في جزئيات الذرة نجد أنها تنقسم إلى قسمين فالكون كله مبني على أساس الازدواجية و تفرد الله عز و جل بأنه الواحد الأحد .
و لذلك الدنيا فيها هذا و فيها هذا .
طيب إذاً فلماذا الكثير من الناس ناجحون و سعداء و كثير من الناس تعساء ؟
سؤال : هل يمكن أن أتحكم أم أجعل الظروف تتحكم بي ؟ الذين درسوا هذه الأمور قالوا نعم يمكن للإنسان أن يتحكم بشخصيته و بالظروف لا أن يجعلها تتحكم به .
لأن التحكم يبدأ من الداخل فإذا انطلقنا من هذا اللقاء و نحمل في ذهننا و في رأسنا عنوان التفاؤل
التفاؤل ، أتفاءل في هذه الحياة ... بعد قليل سأشرح لكم صفات المتفائلين و سأشرح خطوات يمكن أن نعيش عليها بطريقة المتفاءل .
إذا التقيت أو إذا الآن فكرتم من الصباح حتى هذه اللحظة ليحاول كل واحد منكم أن يتذكر الأشخاص الذين مر بهم اليوم من الصباح إلى الآن ، و حاول أن تدقق من منهم كانت كلماته إيجابية و من منهم كانت كلماته محبطة لك ، ثم دقق التدقيق الثاني من منهم الذي استرعى انتباهك و انجذبت إليه ، و من منهم الذي تركت كلامه و لم تنجذب إليه ثم لاحظ ملاحظة أيضاً أدق أنك الأمر بيدك إن استمريت تستمع إلى الفريق الذي يثبطك و يحبطك و يجعلك متشاءماً فتستمر بهذه الطريقة ليس اليوم فقط بل الشهر القادم و السنة القادمة و عشر سنوات إلى الأمام و لكن إن رأيت نفسك ( مطنشاً ) ـ مطنشاً خلينا نتكلم باللغة العامية ـ ذلك الذي أحبطك و مقبلاً على تلك الكلمة الإيجابية التي استمعت إليها ربما من ولدك ، ربما من طفلك ، ربما من شخص عامي في الشارع ، يقول لك : يا أخي الدنيا لا تخلى ... الدنيا فيها خير ... كلمة واحدة أحياناً تنعش الإنسان كإنسان مختنق في غرفة مغلقة فإذا بنافذة تنفتح فيشم من خلالها عبير الأوكسجين الصافي ...
تفاءل بالإيمان ... تفاءل بأناشيد النصر ، أناشيد الفرح ، لنبتعد عن أناشيد الحزن ، أناشيد الألم ، أناشيد الضيق ، أناشيد الكرب ، أو أغاني الكرب ، أغاني الإحباط ، و نركز على الأشياء التي تحرك دماغنا و تطير بنا و تجعلنا أقرب إلى عالم النسور إلى عالم محلق فوق و فوق و فوق ....
بودي أن أقفز معكم قفزة خفيفة للتفاؤل لنرى ماذا يمكن أن يحدث لو تفاءلنا ؟
التفاؤل تراه من خلال ابتسامة ، من خلال بشاشة وجه ، من خلال وجه مشرق لما في داخله ...
إن التفاؤل واحد من أقوى صفات المفكر الإيجابي ... شيء كان يتصف به النبي صلى الله عليه وسلم على طول الخط ، في كل حياته و في أشد لحظات الضيق كان متفاءلاً .
و لا يخفى عليكم لا أريد أن أجعلها محاضرة في السيرة النبوية مع أنها مليئة جداً بالتفاؤل و أذكر الآن على سبيل المثال عندما تضايق جداً جداً من عشيرته في مكة و من أهل مكة و لم يستجب له أحد و عادوه العداء الشديد انطلق إلى أين إلى الطائف و تعلمون ماذا حدث له في الطائف حالة شديدة جداً جداً كان متوقع أن يجد قبولاً و أن يجد اهتماماً و أن يجد و يجد ....
و مع ذلك قابلوه بما تعرفونه من صد و تسفيه و رمي حتى بالحجارة حتى سالت قدماه ...في هذه اللحظة ماذا يتوقع أي واحد منا إلا الضيق و الكرب و التشاؤم لأن الدنيا أغلقت في عينيه لكنه صلى الله عليه وسلم يأتيه في هذه اللحظة ملك الجبال مع جبريل فيقول جبريل : يا محمد هذا ملك الجبال معي مره فليطبق عليهم الأخشبين قال صلى الله عليه وسلم : لا عسى أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله .... إنها قمة الأخلاق .. و هذا يذكرني بموقف آخر كان النبي عليه الصلاة و السلام في معركة الخندق كان الضيق شديد جداً جداً حتى اشتد الرعب على المسلمين و هم يحفرون الخندق ليحموا أنفسهم من الأحزاب التي تجمعت عليهم ، و في هذه اللحظة الشديدة جداً جداً من الضيق يزداد الضيق عليهم جوعاً شديداً يقرص البطون قرصاً و يزداد الضيق عليهم بهواء شديد و ريح عاتية و يزداد الضيق عليهم بأن تعترضهم صخرة في هذه اللحظة الشديدة إذا الصحابة يتضايقون جداً ، يا رسول الله هذه صخرة ، فأتى فضرب ضربة فانفلق منها حجر فماذا رأى من خلال الصخرة التي تمثل العقبة رأى من خلالها قصور الحيرة و الشام ، الله أكبر ، صاحها بتفاؤل و ارتفع صوته بتفاؤل ليبث الحماس و الشجاعة في قلوب أولئك الصحب الكرام فقال لهم الله أكبر أضاءت لي قصور الشام .. الله أكبر أضاءت لي قصور الحيرة ... إذاً هو يبعث التفاؤل في النفوس التي على وشك أن تقابل الموت ... التفاؤل واحد من أقوى صفات المفكرين الإيجابيين ..
أريدكم أيها الإخوة أن تسألوا أنفسكم الأسئلة التالية و إذا كان معكم أوراق و أقلام جيد أن تكتبوا الإجابة :
ـ هل ترغب في الحصول على الأفضل في هذا العالم أم أنك مستعد للرضا بالأسوأ ؟
هل ترغب في الحصول على الأفضل في حياتك أم ترغب أن تستمر من أسوأ إلى أسوأ ...
أكيد هذا أمر لا أقبله ... إذاً أريد أن أسمع منكم جواباً الآن هل أنتم جميعاً ترغبون أن تسعوا إلى الأفضل في هذه الحياة .... نعم ..... يا سلام جميل .
ـ هل تبحث دائماً عن الأفضل في الحالات الصعبة ؟
هذا ..أريد السؤال لكم ... أنت بينك و بين نفسك ... بينك و بين نفسك أيتها الأخت الكريمة
هل أنا أسعى إلى الأفضل في الحالات الصعبة يعني في الأسبوع الماضي مرت بك حالة صعبة ربما مع زوجك ... ربما مع أخيك ... ربما في العمل ...ربما ربما ...في هذه اللحظة ماذا كان التفكير ؟ بأي ذبذبة كنت ؟ هل أنا أسعى لأسوء حال أم أفكر أن أكون الأفضل و أفكر أن أكون الأروع و أفكر أن أكون الأبدع ؟ الجواب لكم ... الجواب لكم .
ـ هل تثبط عزيمتي و أستسلم في اللحظة التي يبدو فيها الوضع و كأنه لا يسير كما أشتهي ؟
كثير منا مرت به حالات الوضع يسير بطريقة أنا لا تناسبني ... ليه الناس بهذا الشكل معي ...
أنا أحسنت لأخي ، أحسنت لفلان و لفلان ، ليه هيك يعاملني ؟ الأمور تتجه للأسوأ .. في هذه الحالة هل أصبت بالتثبيط و الإحباط ؟ هنا كل واحد منا أدرى بالجواب ...
إن كنت تريد أن تستمر بالأسوأ و الأسوأ فاستمر بالإحباط و التثبيط و إن كنت تريد أن تعكس الأمر بطريقة إيجابية تفاؤلية خذ الجانب الثاني ... الأمر بيدك .
ـ اسأل نفسك هذا السؤال لماذا أتوقع حدوث الأسوأ في أغلب الأحيان فأبقى خائب الأمل دائماً مع أنني لست كذلك ؟
لماذا ؟ أنت لست كذلك ، كثير من الناس منذ يومين سمعت من إحداهن ، إحدى الأخوات تقول : أنا محكوم علي أكون دوماً تحت الصفر ... كده خلاص أنا محكوم علي أكون تحت الصفر ... من قال هذا ... من قال هذا ... لماذا لا أفكر تفكيراً أعلى ... لماذا لا أتفاءل ؟
ـ هل لدي توقع إيجابي واقع خلاق بديع و أشعر بتمكني و قدرتي على الصمود أمام أي تحدي يواجهني و أفوز ؟
هل لديك هذا التوقع على الأقل ... أظن البعض يقول يا شيخ أنت تحكي عن إيش ..؟
الدنيا مسكرة أمامي بصراحة ما في أمل ... مسدود ...
في واحد من الإخوة قد يكون الآن يقول يا شيخ و الله تتكلم من عالم تاني ..أنا وصلت مع زوجتي لحد سد ما في فائدة أبداً و زوجته تقول زوجي لا يمكن التفاهم معه أبداً ...
هذه التوقعات يا إخوة عندما ابدأ أتوقع أنا من الآخرين أنهم يكونون معي أسوأ و أتوقع أنك وصلت إلى سد فلن تجد إلا سد ... مع أنكم سمعتم بالمقولة التي تقول ما تفكر فيه تحصل عليه أصبحت كلمة منتشرة و شعبية ... عبارة شعبية أصبحت ...
لو وجدت إذا الإنسان إذا بدأ يفكر بشيء يبدأ يتأقلم معه دماغه .. يبدأ يتأقلم معك كل ذرات الجسم فيبدأ حتى من حولك و أقربائك يتأقلمون معك .... تنتشر الطاقة من الدماغ إلى الجسم إلى من حولك إلى أولادك إلى أسرتك .... فكلهم يبدؤون يفكرون تفكيري ...
فإن كنت أفكر تفكيراً أقرب إلى تفكير النسور من فوق و بالارتفاع عن الدنايا يا سلام ترتفع المعاني معك و إن كنت تفكر بطريقة الإحباط و التثبيط و الأسوأ فتحصل عليه ...
فما تفكر فيه تحصل عليه سلباً أو إيجاباً ... عندما تبدأ تقول .... هذا الكلام كنت أتحدث فيه مع أحد الإخوة في السعودية في تبوك ... يقول : كنت أتحدث مع مجموعة من العساكر و الضباط فطلع لي واحد اسمه الرقيب مرزوق .. فالرقيب مرزوق قال : و الله يا أستاذي الكلام الذي تقوله هو فعلاً صحيح ... قال له : كيف ؟ ... قال له : أنا كنت رايح في الصباح لعملي و قلت اليوم سآخذ عقوبة يعني سآخذ عقوبة بس مش عارف ليه ... بدأ يفكر أنه سيأخذ عقوبة ... يقول : صار الظهر و قلت أنا الآن سآخذ عقوبة و فعلاً ما وصل الظهر حتى عمل مشكلة معينة ..و إذ بالضابط يجازيه بثلاثة أيام عقوبة عليه ... قال ما قلته لكم خلاص أنا فكري اليوم أنه رح يصير عقوبة ... و فعلاً صارت عقوبة ... إذاً احذر أن تكون كالرقيب مرزوق ...
ـ هل يا ترى لو كان في استطاعتي أن اختار عندما استيقظ كل صباح فماذا أختار أن أكون سعيداً أم أكون تعيساً ؟
أكيد تحبون أن تكونوا سعداء ... لو كان لديك فعلاً إمكانية و طاقة قوية جداً أو مثلاً جهاز يعمل بالليزر ، فيه زر مكتوب عليه سعيد و زر مكتوب عليه تعيس ....يهيئك هذا الجهاز أنك في الصباح تكبس زر سعيد تبقى طوال اليوم سعيد و يهيئ لك في الصباح أن تكبس زر تعيس فتبقى طوال اليوم تعيس ...
هل أحد منكم يختار زر التعاسة .... لا يختار .... بس صدقوني في أناس يختاروا ... في أناس بالصباح أول ما يصحوا لا في ذكر الله عز وجل .... صلاة الصبح ( مطنشها ) ... وضوء لا يتوضأ
أذكار ما سائل عنها أبداً أبداً ... و طلع على عملوا ... هذا كبس زر السعادة و لا زر التعاسة ..
إذاً كثير من الناس ...أنتم قبل قليل قلتم مستحيل ... الذي يجري أن نكبس هذا و هذا لا .....
نحفز السعادة أكيد ، فزر السعادة يقول لك : إذا أردت أن تكون سعيداً صلى الفجر في وقتها و إذا استيقظت من نومك فقل الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا .... تفاءل بهذا الكون تفاءل بهذا الوضع
يا إخواننا السعادة و التعاسة ليس شيئاً مفروضاً على الإنسان إنما شيء يمكن للإنسان أن يختاره بنفسه
] و هديناه النجدين [ بيدك أنت أن تفعل ذلك ..
اسمع هذه القصة عن شخص غربي ، هذا الشخص الغربي اسمه فاندر ، جاءه شاب ، هذا الشاب يقول أنا معجب بفتاة و متضايق منها جداً جداً جداً ... مذيعة شبه عارية ...تطلع على القناة الفلانية ...أنا يعني من قلبي أحبها و لكني متضايق منها جداً جداً لدرجة أنها تسبب له توتر و قلق و إشكالات في ليله و نهاره و ما يستطع الابتعاد عنها ...كل يوم لها برنامج يومي يبدو و يفتح و يتابعها و هي شبه عارية تقريباًَ و يريد أن يتخلص من هذا الأمر .
عرض نفسه على الصحة النفسية ...عرض نفسه على الأطباء ... ما استطاعوا أن يصلوا معه إلى حل جاء إلى فاندر بعشرة دقائق استطاع أن يخرج هذه الفتاة من دماغه نهائياً و إلى الأبد .
كيف ...؟ أجلسه على الكرسي ، جلس ، قال له : أريدك الآن أن ترتاح فارتاح خذ نفساً عميقاً أخذ نفساً عميقاً ...أريدك الآن و أنت جالس على الكرسي و ترتاح أن تتخيل التلفزيون موجود أمامك و تفتح على هذه القناة التي فيها هذه البنت ... تضايق قال لا أريدها ... قال له : اسمع مثلما أقول لك ... فتح التلفزيون بخياله .. كله بخياله ... فتح التلفزيون بخياله على القناة ... تسمع فلانة جيداً قال نعم أسمعها ..كلامها مزعج جداً جداً إنها تكاد تطير عقلي .. هل ترى جيداً ما تلبس ..
قال نعم ... هل ترى تفاصيلها تماماً ..تمام ... ممتاز ..
الآن ما هي مشاعرك ... قال : جداً متضايق منزعج زادت الحالة النفسية الموجودة لدي ...
قال له : طيب الآن أريد أن تمد يديك إلى اليسار و تخيل أن صخرة موجودة بجوارك خذ هذه الصخرة بكل قوة و اكسر بها هذا التلفزيون .... فهذا و هو جالس مد يده بالخيال و رفع الصخرة بثقل و كسر بها التلفزيون الخيالي ... بعدما كسره ارتاحت نفسه تماماً ... قال له : أين هي الآن ..
قال : راحت ... قال له : طيب خلاص بإمكانك الآن أن ترجع إلى بيتك و كل ما طلعت هذه البنت في التلفزيون امسك الصخرة و اكسر التلفزيون ...قال له : كيف ... قال : الريموت كنترول
الموجود في يدك اعتبره كصخرة أنت في يدك تضع على رقم 7 التي تطلع بها الفتاة صح و لا لا ..
و لا الناس غصب عنك يجبروك يقولون لك تعال انظر و شاهدها ...قال : لا أنا بيدي ... قال له : طيب الصخرة بيدك رقم 7 خلاص اقفز على رقم 8 فأقنعه و ظلت مشكلته التي عاش سنتين و ما كانت تنحل عنده و خلاص بعد ذلك اليوم لم يعد عنده شيء ..إذاً هناك قضايا معينة يمكن للإنسان أن يتخلص منها و لو استمرت سنين لدينا و لذلك لا تتعجبوا إخواني الأحبة أن بعض هذه المعاني و الأسئلة هنا فعلاً قد تهزك من الأعماق و تغير لك المسار تماماً ، لأنها أسئلة مدروسة و أسئلة مهمة تشدك إلى التفاؤل ، تشدك إلى النجاح ، تشدك إلى الإيجابية ، و لا زلنا نحن نتحدث بمفتاح الإيجابية الأول الذي هو التفاؤل ..إذاً لو كان باستطاعتك أن تختار عندما تستيقظ كل صباح فماذا تختار ..
آمل أن يكون اختيارنا السعادة فعلاً ...نعرف إيش هي السعادة حقيقة ...بيدك أن تختار في أناس يختارون التعاسة يختار أن يكون هو كئيب ... يختار أن يذهب إلى أسوأ الناس فيشتكي له حالته .
يختار أن يذهب إلى الناس السلبيين و يجلس معهم ... أنت تختار بنفسك ... إذاً انتبه إلى نفسك بعد اليوم
ـ عندما أكون في وضع ما هل أبحث عن منافعه أم ينتابني القلق بخصوص المشكلات التي قد تنشأ ؟
عندما أبحث قضية معينة هل ذهني يتجه إلى المنافع و الإيجابيات في هذا الأمر أم يتجه إلى المشاكل و السلبيات التي يمكن أن تحصل ... أنت أدرى في الوضع ...
عندما تكونين في أي مشكلة اسألي نفسك أيتها الأخت أنا ذهني يتجه الآن إلى الشك ، إلى الظن السيء ، إلى الحسد ، إلى ضيقة العين ، إذا رأيت مثلاً إحدى الأخوات اشترت شيئاً ما في بيتها ، أمر معين ... زرتها في بيتها فوجدتها اشترت شيء معين ، الخاطر الأول الذي يخطر في بالك هل أن تقولي لها ما شاء الله ، ألف مبروك ، فرحت لك من كل قلبي ، أم يتجه داخلك إلى أن تقولي من أين جابت الفلوس ، يا لطيف ، ياخ ... هدول طبعاً عدا الآخرين المشترين أشياء ... زوجي بس هو يلي ما بيفهم و لا يعرف يعيش و لا عارف يزبط أموره ... مسكينة تعيش في تعاسة لأنها فكرت بطريقة غير صحيحة لو فكرت بهذا القانون أن الرزق للجميع ، يسمى بالغرب بقانون الوفا ، في الإسلام يسمى بقانون الرزق للجميع ، ما قدر لماضغيك أن يمضغا فلا بد أن يمضغا ...
فإذا رأيت أنا غيري عنده أموال طائلة جداً فأنا أفرح لأن هذا رزق من الله سبحانه و تعالى ساقه للجميع و لا يمكن لو أن الأمة اجتمعت على أن يمنعوك لقمة قد كتبها الله لك لا يمكن أن يمنعوك إياها ... لا يمكن لا يمكن ..
و أذكر لكم طرفة في هذا الموضوع كان زوج مع زوجته جالسين مع الأولاد و أمامهم أكلات ...سندويشات ... فأخذ سندويش ووضعها في فمه و عضها و هو يعضها جاءه تلفون ..تمام
هنا احتار هل يخرج السندويش و لا يكملها ... اختار أن يخرج السندويش معضوضة اخرج السندوش و أمسك التلفون ... المهم زوجته كانت بجنبه فأخذت السندوش و عضت نفس العضة و أكلتها ... إذاً اللقمة هذه ما هي لقمته ...بعد أن دخلت فمه خرجت ... ما هي مقدرة له .. ما هي مكتوبة له ... يعني سبحان الله ربنا سبحانه و تعالى كتبها لزوجته ..هذه قصص نسمعها ربما كثيراً لذلك كن مطمئناً تماماً تماماً .... ما قدر لماضغيك أن يمضغا فلا بد أن يمضغا ...
من صفات المفكرين الإيجابيين :
أ ـ الذين ينجزون ...دوماً عندهم إنجازات ، إنجازات على مستوى نفسه ، إنجازات على مستوى الآخرين ، إنجازات على مستوى أسرته ...... إنهم يترقبون النجاح و يرفضون قبول الإخفاق .
أمس جاءني تلفون تقريباً الساعة 12 ليلاً امرأة تقول : لي ولد ثلاث سنوات يرسب في الثانوية هل عندك حل له ؟ قلت لها : دعيه هو يكلمني لا أريدك أنت أن تكلميني لأنه سأعطيها حل هي ستكلمه به بطريقة غير مناسبة .. خليه هو يكلمني و لما تقولين له أن يكلمني لا تقولين له خذ هذا فلان اتصل عليه ، استفد منه ، تعلم منه ، لا تحكيه هكذا .. قولي له : في واحد عنده جواب عنده شيء يمكن أن يفيدك ..إذا أحببت هذا تلفونه يمكن أن تتصل عليه بحيث أن لا تستخدم أسلوب القصر و أسلوب الإجبار لأولادنا ... إلى الآن طبعاً ما اتصل !! ... النقطة قبول الإخفاق فالإخفاق يولد إخفاقاً عند البعض و لكن عند الكثيرين الإخفاق يولد نجاحاً و الفشل يولد نجاحاً ... إذاً من صفات المفكرين الإيجابيين أنهم ينجزون ....
ب ـ أنهم يبحثون عما هو جيد في كل حالة صعبة .
كلما اشتدت صعوبة الحالة يفكر عما هو جيد فيها ... عن الجيد فيها ... تمام .
عندما ضرب الصخرة الرسول صلى الله عليه وسلم بدل من أن يفكر في تلك الآلام و تلك الجيوش و الأحزاب التي تجمعت عليه و يفكر في آلام الصخرة و آلام الجوع فقد كان يربط حجرين على بطنه في ذلك الوقت كما تعلمون ..بدل من أن يفكر في هذه السلبية و هذا الإخفاق كان يفكر بالحجر الذي عندما طار من الصخرة قال : الله أكبر فتحت لي قصور الشام ...أين هذا الفكر العالي ..
عندما كان مهاجراً من مكة المكرمة تعلمون كيف مكث في الغار ثلاثة أيام من باب الأخذ بالأسباب و كيف أنه عندما ساخت ساقا فرس سراقة فوعده بسواري كسرى ... في لحظة شديدة جداً ..الوضع كما ترون ... الصورة ليست خافية عليكم ... و يلاحقه سراقة في هذه اللحظة يقول :
يا سراقة ما رأيك بسواري كسرى ...أي أفق أي بعد كان ينظر إليه ... أي تفاءل عجيب ...
هذا هو النجاح الذي ينبغي أن ننظر إليه نستشف من وراء الآفاق فننظر إلى أبعد من عشر سنوات .
ج ـ أنهم لا يستسلمون أبداً ... بنشدون نفاذ البصيرة و الهداية في مواجهة التحديات فهم يعلمون أن موقفهم أهم من الحياة نفسها ..
تذكر : حالتي النفسية أو موقفي من الحدث أهم من الحدث نفسه ... لأن الحدث بذاته لا معنى له إلا المعنى الذي أعطيه أنا له .
لذلك هذه هي صفات الإيجابيين يمكن أن نتصف بها و يمكننا أن نترقبها ليكون لدينا ترقب إيجابي دائماً ... إذا نمت في الليل أترقب في الصباح أشياء حلو ... أترقب نجاحات ..أترقب إقبال على الله أكثر ..أترقب علاقة طيبة مع آخرين ...و هكذا ...
أما إن ترقبت الفشل سأجد الفشل على باب الدار ...إذا فكرت بالفشل سيأتي الفشل على باب الدار إذاً لنتفاءل و لنكن متفاءلين .
خطوات باتجاه التفاؤل :
هذه الخطوات درسها الباحثون و جمعتها لكم من نخب ما كتب في علم تطوير الذات البشرية فإن أعجبكم شيء منها يمكن أن تأخذوها ، إذا أردت أن تكون متفاءلاً ، لأنه الآن سؤال في أذهانكم و الله التفاؤل جيد لكن كيف نكون متفاءلين كيف دلنا على الطريقة .. في خطوات :
ـ اقطع على نفسك وعداً أنك ستصبح قوياً .
لا تفكر في الضعف ..وعد على الأقل على نفسك لا توعدني أنا ..أوعد نفسك أني من اليوم أكون قوياً .
ـ اقطع على نفسك وعداً بالتحدث عن الصحة الجيدة و عن السعادة .
عن الصحة الجيدة و ليس عن الأمراض ، و عن السعادة لأنك عندما تتحدث عن الصحة الجيدة تصبح الصحة الجيدة و العافية و الجسم النظيف و التفكير الجيد يصبح هذا الشيء ما تفكر فيه و لكن إن كنت تفكر بأمراض القلب و بالبحصة و تشتكي لهذا و تبكي لهذا و تحكي لهذا عن أمراضك أنت تكون قد خالفت طريق المتفائلين .
ـ اقطع على نفسك وعداً بجعل كل أصدقاءك يشعرون بأن في كل واحد منهم شيئاً مهماً ناجحاً و محفزا .
خذ وعداً على نفسك اليوم ، الآن في هذه اللحظة ، أنك إن تحدثت مع زميلك آلا تبرز أخطاءه ، أبرز في زميلك أو اقنعه أن لديه شيء إيجابي ربما في بريق عينيه الجميلتين ، ربما يكون في طريقة تفكيره ، ربما يكون في جلسته هذه الإيمانية التي تدل على أنه شيخ في العلم المهم فكر في شيء و لفت نظر أصدقاءك إليه ..
فمثلاً الزوجات اليوم بدل أن تذهبي إلى الزوج و تنبهيه إلى عيوبه أتمنى من كل امرأة الآن موجودة بيننا زوجة أو أماً أو أختاً و لها أقرباء أن تأخذ وعداً على نفسها اليوم أن تبدأ و تبرز جانباً إيجابياً محفزاً عند شخص من الأشخاص الذين يقربون لك أو لهم احتكاك بك .
ما الذي سيحدث لو فعلنا هذا .. احذر أن تقول الناس ما فيهم خير .. هذا فلان كتلة من السوء ..
ليس كتلة من السوء فيه خير و لو 1 % أبرز هذا الخير ... خذ وعداً على نفسك اليوم بجعل كل أصدقاءك يشعرون بأن في كل واحد منهم شيئاً مهماً ..أنتَ عندكَ شيء مهم ..أنتِ عندكِ شيء مهم ...عندكِ شيء مهم بلا شك ... هذا شيء رائع جداً ...
ـ اقطع على نفسك وعداً بالنظر إلى الجانب المشرق في كل ما ترى و تسمع .
ـ اقطع على نفسك وعداً بأنك ستفكر بالأفضل فقط و أنك ستعمل لإنجاز الأفضل فقط ..سأعمل الأفضل سأنجز الأفضل .. سأتكلم مع زوجتي بأفضل الكلمات في الدنيا .. ليه إذا أردت أن تحدثك هي بأفضل الكلمات .. من اليوم اقطعي عهد على نفسك أن تتحدثي بأفضل ما عندك أن تقدمي أفضل ما عندك للآخرين عند ذلك الآخرون سيردون لك الخير بإذن الله تعالى .. و أنك ستعمل لإنجاز الأفضل و أنك ستتوقع حدوث الأفضل فقط لأنك ستحقق الأفضل فقط عش للأفضل ..
عش للأفضل ..
ما هو الأفضل عندي لأقدمه للآخرين ... ما هو أحسن ما لدي أقدمه للآخرين ... و لاشك أن كل واحد منا لديه شيء متميز على الأقل .. على الأقل الكلمة الحلوة ، الابتسامة الحلوة ...
الابتسامة دوماً تأسرني و دوماً أتحدث عنها في محاضراتي ... و دوماً أود من كل الحاضرين أن يبتسموا و إذا لم يبتسموا طلبت منهم أن يبتسموا و إذا لم يبتسموا أشرح لهم معاني الابتسامة و قيمتها و ماذا تفعل الابتسامة من إشارات دماغية ...
قبل حوالي شهر و نصف تقريباً كنت في دورة في مكان صعب على أهله أن يبتسموا .. الابتسام صعب عليهم جداً ... في سجن ... مدمني مخدرات تقريباً و بعضهم أخلاقيات و بعضهم إعدام و بعضهم مؤبد و بعضهم عشرين سنة و بعضهم كذا و بعضهم كذا .. كانت الدورة معهم تحدي بالنسبة لي فجلست و أنا جئت لأتكلم عن الإيجابية و الإيجابية و ما أدري إيش ... فقلت لهم : أريد منكم ابتسامة طبعاً كان الطلب غريباً جداً لم يبتسم أحد بل زاد العبوس أكثر .. تطلب منا ابتسامة و نحن بهذا الوضع كأنك أنت من كوكب آخر طبعاً الحق معك لأنك أتيت لنا من بلاد برية و نحن هنا في سجن جداً ضيق و لنا سنوات بعيدين عن الحرية ...المهم تحدثت عن الابتسامة و ما تفعله في الدماغ و أن وجه الإنسان يتكيف بتكيفات كثيرة جداً جداً يعني تستطيع أن تجعل وجهك بتكيفات عجيبة جداً ... تتوقع كم كيفية يمكن أن يكون لوجه الإنسان ... 40 تكيف ... 48 ...70 ...
مئات ... يعني أي حركة يمكن أن تغيرها تعطي شكل ... درسوها فوجدوها تقريباً تصل إلى 7000 آلاف شكل يمكن أن تلعب بها ...
أشكال معقدة و بيدك أن تتصرف فيها .. شكل المبتسم .. شكل المتألم ... شكل الحزين ... المتفاءل
المطمئن .. شكل الواثق ... شكل الحاقد ...شكل المتقطب .. أشكال كثيرة جداً جداً لا تخفى عليكم ...
الذي حدث بعد أن كلمتهم كل هذه الكلمات لم يستجب أحد أيضاً للابتسامة ... قمت و رسمت لهم رسمة على السبورة هكذا عين و عين و فم عابس ، قلت لهم انظروا إلى العين الآن ماذا تلاحظون قالوا نلاحظ أن العين أيضاً فيها عبوس ...قلت : طيب انظروا جيداً إلى العين لن أغير فيها شيء فقط سأغير الابتسامة إلى وجه عريض... لما غيرت الابتسامة قلت : انظروا إلى العين أيضاً ... قالوا سبحان الله تغيرت العين مع أني لم أغير رسم العين ... تغيرت اللمعة لمعة العين حتى بالرسم ..
و لذلك الآن سنقوم بهذه التجربة الحلوة جداً جداً كل واحد منكم أريده أن ينظر إلى الذي بجانبه و يبتسم و يرى ماذا سيحصل بعينيه ...
تتوقعون ماذا حدث لهم ... ابتسموا و ضحكوا و جاءني شخص بعد انتهاء المحاضرة في اليوم الأول قال لي : و الله كنت واصل لدرجة من اليأس و ما عندي طاقة في جسمي لو قلت لي احمل هذا الكرسي لهناك لما استطعت أن أحمله ... و لكن بعد أن أعطيتنا هذه الكلمات الخفيفة الله يتوجهلك بالخير أنا الآن صرت أفكر بأولادي ، صرت أفكر أني الآن بعد ثلاثة أشهر فقط سأخرج من هذا المكان قبل ذلك كان يقول أن خلاص محكوم علي لمرحلة للنهاية ... للقنوط ... يا لطيف يا إخواننا يأتي الشيطان للإنسان و يبث في خرطومه في قلبه بالسموم و الوساوس و أشياء ليحبطك و يجعلك لا تفكر إلا بسلبية فإذاً بث الإيجابية كيفما استطعت ... تحدث بإيجابية كيفما استطعت ... فإن هذا ينعكس عليك ... و الله أنا تفاجأت تماماً أنتم لاحظتم الآن هذا السرور الذي حدث معكم حدث للإخوة هؤلاء فبدؤوا يتململون في أماكنهم و بدؤوا يتطاولون في أعناقهم و بدؤوا يريدون أن يسمعوا الأشياء أكثر فأكثر ...
و في الاستراحة نصف ساعة جلست في الاستراحة هذا يأتي بملاحظة و هذا يأتي باقتراح و هذا يأتي بمشكلة و هذا يأتي و يقول لي كيف يمكن أن أحل مشكلتي و هكذا سبحان الله كان هناك إيجابية رائعة جداً جداً .
ـ اقطع على نفسك وعداً بأن تكون متحمساً لنجاح الآخرين كما تكون متحمساً لنجاحك .
هذه تحتاج شيء من المجاهدة ... أنتم تقولون أنها صعبة أنا أسئل سؤال و بصراحة هل تعرفون شخصاً من أقربائكم أو ممن رأيتموه في هذه الحياة خلال سنوات عمركم يتحمس للآخرين كما يتحمس لنفسه ... الذي يعرف يرفع يده ... ما شاء الله ... هذا جيد ... لا يقل عن ثلاثين يد ارتفعت الآن يعرفون أشخاصاً يحبون النجاح للآخرين و يبذلون جهداً لنجاح الآخرين و يتحمسون لنجاح الآخرين كما يتحمسون لنجاحهم العجيب ، إننا رأينا ذلك في التاريخ بكثرة و العجيب أننا رأيناه أيضاً عند غير المسلمين ، عند بعض غير المسلمين تجده يتحمس لأن ينجح معه أعضاء شركته و أفراد أسرته و الذين معه كما تحمس لنجاحه فقد ذكر عن غيتس ـ من أغنى أغنياء العالم ـ بيل غيتس أن جميع المدراء الموجودين عنده بأعماله هم أيضاً من أغنياء العالم ...من أغنياء العالم .. لما سأل بذلك أجاب جواباً إنسانياً فقال : أنا أؤمن بقانون الوفا فأنا لا أخاف الذي سيصلني سيصلني و أنا أؤمن أن نجاح غيري نجاح لي و قوة أصدقائي قوة لي ، قلت : سبحان الله هذا مبدأ من أهم مبادئ الإسلام مبادئ الروعة في الإسلام عندما تآخى الأنصار و المهاجرون تلك المآخاة التاريخية العجيبة جداً كانوا يستشعرون هذا القانون و قدموا التضحية العجيبة جداً جداً و أمثلتهم عجيبة في هذا ... الذي قسم بستانه بستانين و الذي قسم بيته قسمين و هكذا ...
ـ اقطع على نفسك وعداً بأنك ستنسى أخطاء الماضي و تغذ الخطى نحو إنجاز أهداف عظيمة في المستقبل .
هذه خطوات قوية عميقة جداً خاصة هذه ... أيهما يا إخوة إذا سألت نفسك الآن أيهما أغلى عليك ماضيك أم مستقبلك .. الماضي مضى فكر بمستقبلك ... مستقبلك بيدك أما الماضي خرج من يدك فكر بمستقبلك و ليكن كبيراً عميقاً جداً ... قبل حوالي عشرة أيام كنت في دورة بالشارقة و طلبت من الحاضرين و الحاضرات أن يفكروا بمشاريع كبيرة قلت لهم ماذا لو هيئت لك الأموال بين يديك مبلغ ضخمن جداً أريدك أن تحلم بمدة 3 دقائق في حلم كبير .. في حلم كبير ... و لا أنس أن أعطيكم هذا التمرين الآن ... أريدك أن تحلم في حلم كبير و معك الإمكانات المادية موجودة يعني اعتبر أمامك شيك موجود على بياض فماذا يمكن أن تحلم فكر وحدك ، ماذا يمكن أن تحلم ، ما هو المشروع الرائع الذي يخدمك إيجابياً و يخدم الوطن إيجابياً و يخدم البلد إيجابياً فكر في ذلك .. خذ دقيقة كل واحد يفكر بحلم يحلمه في حياته .. الآن مبلغ كبير موجود بجانبك ماذا يمكن أن تفعل ...
طيب .. أعطونا مشاريع ... نسمع يا جماعة نصغي ... مؤسسة لمساعدة المعاقين جيد ... مؤسسة لمساعدة الفقراء و المرضى .... أعطي هذه الدورة مجاناً للعالم ...رائع جداً أنا معك بهذه القضية ...
قالت إحدى الأخوات بالشارقة : ما أحلم به هو إنشاء دار للأيتام ..قالت : أرى الآن طوابقها الأربع و أرى اللوحة بألوانها و أرى هكذا الاسم هكذا موجوداً عليها و مسجد يجوارها .. قلت لها
المسجد له مئذنة أم مئذنتان ...قالت مئذنتان ... و مسجد كبير ..و الأيتام هؤلاء ليسوا أيتاماً تقليدين بل في هذا المركز مكان للإبداع ليكونوا أبدع الناس ، ليكونوا متقدمين في الكمبيوتر و الإنترنت و أحدث العلوم العصرية ، قلت : ما شاء الله ...
إذاً فكر في أشياء كبيرة ، احلم بأشياء كبيرة و ستجد أنها تتحقق ...
ـ عد أنك تحاول محاولة واعية أن تبدو ودوداً في جميع الأحوال .
ودوداً و ليس مهاجماً ... هل تعدون بذلك ؟ أن تكون ودوداً مهما هاجموك ... عد في هذا الوعد .
عدي نفسك و اقطعي وعداً على نفسك أن تكوني ودودة مع جارتك ...مع حماتك ...مع كنتك ..
ـ عد أنك ستقضي وقتاً أكثر لتطوير نفسك بحيث لا يكون عندك وقت لتنتقد شخصاً آخر .
يا سلام .... يا سلام ... أنا هذا الأمر ... هذه الخطوة التاسعة استفدت منها كثيراً في حياتي ...
كانت مجالس الكثيرين من طلبة العلم ، و ربما أكون واحداً منهم أن نجلس و نفرغ وقتاً لانتقاد الآخرين فنقول المشروع الفلاني رائع جيد لكن فيه كذا و كذا و كذا ... النقطة الفلانية رائعة لكن فيها كذا و كذا و كذا .... الآن أريد عهداً و وعداً مني و منكم و لكم ... وعد لكم ... ثق تماماً أنك إن نفذت هذه الخطوات و الوعود ستكون بإذن الله تعالى ناجحاً و متفاءلاً في هذه الحياة ، خذ وعداً على نفسك اليوم أنك تقضي وقتاً أكثر في تطوير نفسك قراءة و فهماً و أعكف على نفسي و أفهمها و أغوص في أعماقها و أغوص في مشاكلها و في أمراضها و أعالج نفسي بدل الوقت الذي أقضيه في انتقاد الآخرين و لماذا فعلوا هكذا و لماذا فعلوا هكذا ...
ـ عدك بأنك ستصير عصياً على الهموم و الغموم ، حليماً عند الغضب ، صامداً عند الخوف ، سعيداً ، بحيث لا تسمح بحضور ما يعكر صفوك .
أنت بيدك الزر ، أن تكبس على الزر الذي يعكرك و الذي يزعجك و يؤلمك و يضايقك ....
هذه الخطوات مهمة جداً ، الإيجابية طريق النجاح .... الإيجابية طريق النجاح ...
أريد أن يسأل كل واحد منكم هذا السؤال لماذا أكون إيجابياً ... كل واحد منكم يجيب لنفسه ، آمل إن كان معكم أوراق و أقلام أن تكتبوا .... أنت ما الذي ستستفيده من هذا ....
حقيقة هذا جزء من دورة تدريبية و عادة في الدورات التدريبية يغلب فيها أن يشتغل المتدربون أكثر من المدرب و لكن الملاحظ الآن أنكم مهيئون للسماع أكثر من التفاعل الكتابي و الكلام ، فلا بأس بذلك ، مهيئون أن تسمعوا محاضرة و ليس بشيء تدريبي و لا بأس بذلك و لكن اجعلوا هذه الكلمات أمامكم خطوات عملية الذي لا يجد الفرصة الآن لأن يكتب آمل أن يعود إلى البيت و يكتب ... لماذا أكون إيجابياً ؟؟ ...أنا حضرت دورة إيجابية ...ماذا سيفيدني ...ماذا سأربح من وراء الإيجابية هذه ؟
2 ـ تحمس و استشعر هذا الحماس في كل شيء :
تحمس ، كن متحمساً حتى تكون إيجابياً و استشعر هذا الحماس في كل شيء ، كل من حولك استشعر أنهم متحمسون و أنهم مقدمون إلى إنجاز و إلى إيجابية و ليس إلى سلبية .
الحياة فيها ناس متحمسين جداً و لكن ربما إلى الفساد متحمسين جداً و لكن ربما إلى الإساءة للآخرين ، متحمسين جداً و لكن ربما إلى الأخلاق السيئة و نحن نريد أن نوجد أناس متحمسين جداً إلى العطاء ، متحمسين جداً إلى مساعدة الآخرين ، نريد هذا الحماس أن نشاهده في أعين الكبار كما نشاهده في حماس الطفل الصغير الذي يعده أبوه مثلاً بلعبة معينة أو بشيء معين كيف ترى الطفل يتفاعل مع هذه اللعبة و كيف ترى الطفل يتحرك و يجري و ينطلق ... هذا الحماس الطفولي ينبغي أن يكون موجود عندنا بمشاريعنا الكبرى ، بمشاريعنا الأخلاقية ، بمشاريعنا الدعوية ، بمشاريعنا لنشر الفضيلة ..أوجد الحماس في أعمالك اليومية ...
قد يسأل سائل فيقول : أنا أعمل عمل و لكن مليت منه ملل فظيع ... إذا بقيت تفكر بهذه الطريقة ستستمر شهر و شهرين و ثلاث ... قف مع نفسك وقفة و أعد النظر إلى هذا العمل إما أنه مناسب لي أو ليس مناسباً .. إن كان مناسب لي و لظروفي الآن انظر إليه نظرة جديدة ، قم بالحماس في عملك ، تحمس و أنت تعمل هذا العمل ، الحماس جذوة داخلية تتقد من داخل الإنسان فإذا به يتحرك أكثر و أكثر و كلماته تبدأ أكثر حماسة و أكثر قوة و نبراته تبدو أكثر مصداقية أيضاً ...
حاول أن تحصي إنجازاتك ، اعمل سجل لإنجازاتك و نفذ ما يقوله لك هذا السجل ... كيف الإنجازات ...؟ كثير من الناس يظن أن الإنجازات هي اختراع صاروخ ، الإنجاز هو اختراع طائرة ، الإنجاز هو كذا ....الإنجازات هي أقل من هذا بكثير ، بكثير ...أنت إذا انضبطت و جئت على المحاضرة بهذا الموعد هذا إنجاز ... إذا حضرت خلال الشهر الماضي مثلاً محاضرة أو محاضرتين هذا إنجاز ... إذا صليت الفجر في جماعة هذا إنجاز ...
حدثوني عن إنجازات ممكن الإنسان يعتبرها إنجازات يمكن أن تكون قد قمت بها أنت هذا الأسبوع أو قام بها من تعرفه ...
عمل صالح .... صدقات ... إنجازات أخرى أيضاً ... مساعدة صديق .. مساعدة أسرة ..إعطاء دين لأحد الإخوة ز... إنجاز عملي في أسرتي ، في بيتي ..إماطة الأذى عن الطريق إنجاز ... كلمة حق إنجاز ... إصلاح بين شخصين إنجاز ... بسمة إنجاز ... يا سلام ...
إذاً أريدك أن تجعل لك سجل لإنجازاتك ماذا أنجزت في هذه الحياة ... واحد ، اثنين ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ... عندما تصاب بألم أو تصاب بخيبة أو تصاب بسلبية أو تصاب بحزن أو تصاب بكآبة ..
افتح دفتر إنجازاتك و اقرأ منه ، اقرأ بدفتر إنجازاتك ماذا فعلت ، ماذا أنجزت ، ماذا قدمت ، هذا السجل ماذا سيقول لك ، قطعاً سيقول لك الإنجاز يولد الإنجاز ، و النجاح يولد نجاحاً ...
قطعاً سيقول لك أنك إنسان لست هامشياً في هذه الحياة بل قدمت لهذه الحياة شيء ستجد عقباه في هذه الحياة خيراً و ثناءً و في الآخرة أيضاً ثواباً عند من لا يضيع عنده الثواب .
3 ـ تحدث عن النجاح و الناجحين ( اقرأ قصص الناجحين و المتفوقين )
بدل أن تتحدث عن الفاشلين ، بدل من أن تتحدث عن المخطئين في هذه الحياة ، بدل من أن تتحدث عن الرشوة و الرشاوي و المرتشي و قصص يعني مزعجة و متعبة للإنسان فتحدث عن النجاح ..هل يمكن أن نأخذ عهد على أنفسنا على الأقل لثلاثة أيام القادمة أول ما تبدأ تتحدث عن الفشل أو عن السوء أو عن ...كذا ... توقف ، قف ، اعمل لجام و ابدأ تحدث عن النجاح ...
ساحة النقاش