( أنا النموذج ) ... (أنا الصح)
مقال أكثر من رائع ..!
انتبهتُ ذات يوم وأنا أقود سيارتي إلى واحدة من القواعد النفسية والأخلاقية العامة:
إذا حجزتني سيارة بطيئة أمامي ، قلت: يا له من بليد !! وإذا تجاوزتني سيارة مسرعة ، قلت: يا له من متهور ..!!
إننا دائمًا نعتبر أنفسنا "النموذج" الذي يُقاس عليه سائر الناس ، فمن زاد علينا فهو من أهل "الإفراط"، ومن نقص عنا فهو من أهل "التفريط"..
فإذا وجدتَ من ينفق إنفاقك فهو معتدل كريم ، فإن زاد فهو مسرف ، وإن نقص فهو بخيل ..
ومَن يملك جرأتك فهو عاقل ، فإذا زاد فهو متهور ، وإذا نقص فهو جبان ..
ولا نكتفي بهذا النهج في أمور الدنيا بل نوسّعه حتى يشمل أمور الدين ، فمَن عبد عبادتنا فهو من أهل التقوى ، ومن كان دونها فهو مقصر ، ومن زاد عليها فهو متزمّت.
وبما أننا جميعًا نتغّير بين وقت ووقت ، وبين عمر وعمر ، فإن هذا المقياس يتغّير باستمرار.
الخلاصة :
إياك أن تظن أن مقياس الصواب في الدنيا ومقياس الصلاح في الدين هو الحالة التي أنت عليها ، والتي أنت راضٍ عنها ، فرُبّ وقتٍ مضى رضيتَ فيه من نفسك ما لا ترضاه اليوم من غيرك من الناس ، فدع الخلق للخالق واعمل على إصلاح ذاتك ..
اكبر مشاكل الإنسان عندما يرى نفسه هو الصح وكل من حوله في طريق الخطأ ..
ساحة النقاش