مواقف
بقلم: أنيس منصور
ليس صحيحا أننا نحب بلادنا أو نحب انفسنا, ولا نقبل المناقشة في كراهيتنا لانفسنا وبلادنا. وتسويد الدنيا في وجوهنا. وسد الطرقات علينا: امامنا وخلفنا. ثم نشكو من سوء الحظ وان العالم كله يتآمر علينا. لأننا نملك ما لايملك. ولاننا الدولة الوحيدة الافروأسيوية, ولاننا نملك قناة السويس والأهرام والنيل. وجوا معتدلا وشواطيء ونقول: انها أجمل شواطيء الدنيا. مع اننا لم نر الدنيا.
نقرأ صحفنا فلا نجد فيها إلا كل ما هو قاتم.. فاسد. ونقرأ الصحف المستقلة التي تطلب من القاريء ان يطلق رصاص الرحمة علي كل من يري. وان يبدأ بنفسه ثم بمن يعول. ثم اننا نفطر علي الخرافات ونتناولها غداء وعشاء. ونسمع ونصدق الهجاصين من المؤرخين العرافين قراء الكف ضاربي الودع من مدرسة( هيكلا موسي) ـ نوسترداموس ـ العصر والأوان. وطبيعي ان يكون هذا العراف قد افرزته الخرافة والكذب علي الشعب والجيش.
وتندهش ـ ومن حقك ـ كيف يقبل شعبنا.. كيف يقبل جيشنا مثل هذا الهوان. اين الرصيد الاستراتيجي للكرامة والامانة وما ننشر ونسميه عبق التاريخ ـ أي تاريخ وأي عبق؟! وأصله ما عداش علي مصر.. ويبقي صحيح أنت المصري.. والمصريين اهمه.. هل كل هذا كذب وفشر وهل كل هذا وهم وخرافة؟
واذا كان الهوان صنعنا. والخرافة منطقنا, والسواد لوننا, واليأس ديننا فلا حق لنا في الحياة ـ بل كثير علينا ان نعيش. ولابد ان يجيء من هو اشجع واقوي فيرفض ان يكون محمد نجيب الثاني والثالث والمليون.
ـ يا أمة ضحكت من أجلها ومن علمها ومن ماضيها وحاضرها الامم.
ساحة النقاش