جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اصل التسميه فى كلمة النيل
ترجع تسمية "النيل" بهذا الاسم نسبه إلي المصطلح اليونانيNeilos ((باليونانية: Νειλος)، كما يطلق عليه في اليونانية أيضا اسمAigyptos ((باليونانية: Αιγυπτος) وهي أحد أصول المصطلح الإنجليزي لاسم مصرEgypt.
**********
*****
*
عيد وفاء النيل
هواأحد الأعياد المصرية التى ترجع إلى العهد المصرى القديم منذ سبعة الآفعام, و مازال المصريون يحتفلون به حتى اليوم. لم يتغير من الإحتفال شئ, سوى أن المصريين لم يعودوا يلقوا بعروسِ خشبية في النيل بل إقتصر الأمرعلى الإحتفال على ضفاف النهر.
**********
****
*
فيضان النيل
فقدشكل فيضان النيل أهمية كبري في الحياة المصرية القديمة. كان هذا الفيضانيحدث بصورة دورية في فصل الصيف، ويقوم بتخصيب الأرض بالمياه اللازمة لماقام الفلاحون بزراعته طوال العام في انتظار هذه المياه.
ففيمصر الفرعونية، ارتبط هذا الفيضان بطقوس شبه مقدسة، حيث كانوا يقيموناحتفالات وفاء النيل ابتهاجا بالفيضان. كما قاموا بتسجيل هذه الاحتفالاتفي صورة نحت على جدران معابدهم ومقابرهم والأهرامات لبيان مدى تقديسهملهذا الفيضان.
وقد ذكرت الكتب السماوية المقدسة (الإنجيل والقرآن) قصة نبي الله يوسف مع أحد فراعنة مصر حينما قام بتأويل حلمه حول السنابل السبع والبقرات السبع، مما ساهم في حماية مصر من مخاطر الفيضان في هذه الفترة لمدة سبع سنوات رخاء وسبع سنوات عجاف .
***********
******
*
أسطورة عروس النيل
وعظمتالحضارة الفرعونية دور المرأة وجعلتها بطلة للأساطير .... كما أسند لهاالفراعنة مهام اله العدل " أمهوت " وكانت " ايزيس " هى آلهة الجمال فيحضارة الفراعنة .... وقد شاركت المرأة فى عهد الفراعنة فى العديد منالمواقع العسكرية بل كانت الحملة العسكرية على الصومال بأمر من " حتشبسوت " التى أرسلت إلى ملك البلاد رسالة توضح فيها بأن هدف الحملة ليس عسكرياًولكنه هدف تجارى .. كما أسندت الملكة قيادة الجيش إلى قائد من بلاد النوبة " غس " حتى يستطيع التفاهم مع أهل البلاد ... وحملت نقوش الحضارةالفرعونية صور عديدة لحواء فى الحياة العامة والمنزل والعمل والحروبالعسكرية ....
وفي المقابل والنقيض انتشرت ظاهرة (( عروس النيل)) التي تقضي بالقاء فتاة شابة مزينة بالحلي في النيل ليفيض
فكيف لحضارة من اعظم الحضارات تقوم على مثل هذه الضحايا فحضارتنا لم تصل الى هذا الحد
تعالوا معي إلى كرمة بن هانئ دار أمير الشعراء أحمد شوقي التي تطل على النيل لنشاهد صورة حية لعروس النيل في الشوقيات:
ونجيبة بين الطفولة والصبا ** عذراء تشربها القلوب وتعلقُ
كان الزفاف إليك غاية حظها ** والحظ إن بلغ النهاية موبقُ
نعمكان الزفاف إلى النيل غاية تتمناها كل فتاة في مصر تعبيرا عن قداسة هذاالنهر العظيم الذي تصوره المصري القديم إنسانا وجعلوه إلها وسموه حابى.
نتابع شاعرنا شوقى وهو يخاطبه:
لاقيت أعراسا ولاقت مأتما ** كالشيخ ينعم بالفـتاة وتزهقُ
في كل عام درة تلقى بلا ** ثمن إليك وحــرة لا تصدق
حول تسائل فيه كل نجيبة ** سبقت إليك متى يحول وتلحق
موقف عمرو بن العاص من هذه الظاهرة :
يقول الفقيه والمؤرخ أبوالقاسم عبدالرحمن بن عبدالحكم في كتابه "فتوح مصر والمغرب":
"لما فتح عمر بن العاص مصر أتى أهلها إلى عمر حين دخل شهر بؤونة فقالوا له:
ـ أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجرى إلا بها.
ـ فقال لهم وما ذاك؟
ـقالوا: كلما جاءت الثالثة عشر من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بينأبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليه من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثمألقيناها في النيل.
ـ فقال لهم عمر: هذا لا يكون في الإسلام وإن الإسلام يهدم ما قبله.
فأقاموا شهور بؤنة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري كثيرا ولا قليلا حتى هموا بالجلاء.
فلمارأى عمر بن العاص ذلك كتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنهبذلك، فكتب إليه عمر بن الخطاب أن قد أصبت أن الإسلام يهدم ما قبله وقدبعثت إليك ببطاقة فالقها في النيل إذا أتاك كتابي.
فلما قدم الكتاب على عمر بن العاص فتح البطاقة فإذا فيها:
من عبد الله أمير المؤمنين إلى نيل مصر.
أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر، وإن كان الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد الجبار أن يجريك.
فألقىابن العاص البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بشهر، وكان أهل مصر قد تهيأواللخروج منها والجلاء لأنه لا يقوم بمصلحتهم إلا النيل وأصبحوا يوم الصليبوقد أجراه الله تعالى ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة واستراحوا من ضحاياههذا العام وما بعده من أعوام."
وظلالمؤرخون بعد ابن الحكم يتناقلون هذه الرواية فيما كتبوه مثل المقريزيوالكندي وابن تغري بردى والقطاعي وابن دقماق والسيوطي وياقوت الحموي وابناياس.
رأى بعض المفكرين والمؤرخين من هذه الظاهرة
وظلتحكاية إهداء عروس للنبل كل عام في عيد وفاء النيل راسخة في الأذهان،واستمرت عادة إلقاء دمية خشبية على شكل فتاه آدمية بدلا من الفتاة الآدميةالتي كانت تزف إلى النيل، جزءا من مراسم الاحتفال حتى الآن ومازال كتابمحدثون وشعراء يرددون الحكاية، حتى السينما أخذت من حكاية عروس النيلموضوعا لأفلامها.
ولقدبالغ الناس في تجسيد الأسطورة فقالوا إن الفتاه تظهر مرة أخرى وقد تحولنصفها الأسفل إلى سمكة لأن النهر لا يلتهم عرائسه بل يجعلها تعيش فيأعماقه كالأسماك.
ومنذكشف شامبليون أسرار اللغة المصرية القديمة بعد اكتشاف ضابط الحملةالفرنسية بوشارد لحجر رشيد أثناء الحملة الفرنسية على مصر، بدأ الباحثوندراسة جادة للتاريخ المصري القديم، ومن هؤلاء الباحث الفرنسي بول لانجيهالذي تفرغ لدراسة حكاية عروس النيل.
وخرجالباحث من دراسته بأن المصريين القدماء كانوا لا يلقون بفتاه في النيلولكنهم كانوا يحتفلون بإلقاء سمكة من نوع الاطم، وهذا النوع من السمك قريبالشبه بالإنسان ويصفه بعض العلماء بإنسان البحر تتميز أنثاه بأن لها شعراكثيفا فوق ظهرها، ولها ما يشبه أرداف المرأة. أما وجهها فأقرب إلى كلبالبحر وحين تسبح فوق الماء تتمايل كأنها راقصة.
وكان المصريون القدماء يزينون سمكة الاطم بألوان زاهية ويتوجون رأسها بعقود الورد والزهور ثم يزفونها إلى النيل في عيد وفائه.
ومنذ أعوام تم كشف سمكة من هذا النوع في بحيرة قارون بالفيوم.
ويقال ايضا ان انهم اكتشفوا فى نهر النيل دميات من الفخار ومعنى هذا انه لم يلقوا بفتيات حقيقيه
أماإلقاء عروس حقيقية في النيل، فلم تعرفه مصر إلا في عهد المماليك حيث جاءوابالفتيات المدربات على السباحة تدريبا جيدا والقوا بهن في النهر ثم يتركنليسبحن حتى الشاطئ في كرنفال الاحتفال.
إنإلقاء عروس حية في النيل ليس إلا خرافة فجميع من أرخوا لمصر قبل ابنعبدالحكم مثل هيكاه وهيرودوت وتيودور الصقلي وبلوتراك وكليمان السكندريالذين كتبوا عن الحياة والعادات الفرعونية والغرائب والتقاليد في مصرالقديمة لم يتناولوا من قريب أو بعيد حكاية عروس النيل.
كما أن عبدالحكم كتب هذه الحكاية بعد فتح عمر بن العاص لمصر بمئتين وثلاثين عاما ولم يكن من معاصريها وربما رويت له.
وواضحمن متن الرواية أن النيل استمر ثلاثة شهور لم يجر فيه كثير ولا قليل ولوحدث هذا لهلك كل من في مصر كما أنه من المستحيل علميا ارتفاع النيل ستةعشر ذراعا في ليلة واحدة.
ويؤكدالباحث مختار السويفي أن الحضارة المصرية حضارة راقية لم تعرف على مرالعصور الضحايا البشرية لأي إله أو معبود مهما علا شأنه. ويقول السويفي إذا كان للنيل عروس فهي أرض مصر التي يدخل عليها النيل في موسم الفيضانكما يدخل الرجل على عروس في ليلة زفافها.
كماأن نقوش المعابد المصرية والبرديات التي عددت مظاهر الحياة والتقاليدوالعبادات لم تذكر حكاية عروس النيل، ولو كانت هذه حكاية حقيقية لماأغفلتها النقوش.
وتذكرالدكتورة نعمات أحمد فؤاد إحدى عاشقات الحضارة المصرية في كتابها "القاهرةفي حياتي" أن حكاية عروس النيل ليس لها أساس تاريخي، ولم ترد غير القصةالتي ذكرها بلوتراك والتي تقول إن ايجيبتوس ملك مصر أراد اتقاء كوارث نزلتبالبلاد فأشار إليه الكهنة بإلقاء ابنته في النيل ففعل ثم ألم به ندم شديدفألقى بنفسه في النيل فهلك مثل ما هلكت.
ويقولعباس محمود العقاد في كتابه "عبقرية عمر"، "إن رواية عروس النيل علىعلاتها قابلة للشك في غير موضع فيها عند مضاهاتها على التاريخ، وقد يكونالواقع منها دون ما رواه الرواة بكثير.
ورغم ذلك عاشت الأسطورة في وجدان مصر وتناولها الأدباء والشعراء والفنانون والسينما ومازالت كتب كثيرة ترددها كواقع.
لكن الحضارة المصرية بأصالتها وعمقها تؤكد كل يوم وعيها وتحضرها.
لقدقدست مصر النيل العظيم شريان الحب والنماء نبع الخير والخضرة والازدهار،واحتفت به وظلت تناجيه في أناشيدها المقدسة، وصاغت الملاحم في عشقه،ولكنها أيضا قدست الإنسانية والإنسان، ولم تضح بروح إنسان من أجل فيض النهر النيل الخالد وهذه شهادة لمصر لا ضدها.
ساحة النقاش