اجعل تجارتك رابحة في الدنيا والآخرة .. وساهم بها في إيجاد فرصة عمل
لقد جاء الإسلام وأرسى أسسا أخلاقية لكل شيء فالسياسة محكومة بالأخلاق وكذلك التجارة فأساس رواجها وتنزيل رحمة الله بها هي مجموعة من الأخلاق الحميدة يتخلق بها صاحب التجارة يقول صلى الله عليه وسلم " رحم الله امرئ سمحا إذا باع وسمحا إذا اشترى وسمحا إذا اقتضى"
وقال صلى الله عليه وسلم " أفضل الكسب عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور" فليس أي بيع ولكنه البيع الذي فيه بر وهذا البر يشمل الرحمة والشفقة والصدق والصدقة وقد أورد د.يوسف القرضاوى في كتابه القيم " الإيمان والحياة " قصة الزائر الغربي الذي جاء إلى مصر وقد اندهش من مواقف عديدة منها أن صاحب المتجر إذا جاءه مشتري في صباح يوم ما ثم جاءه الثاني فإنه يقول له اذهب إلى جاري فلان فاشتري منه حتى يأخذ " الاصطباحة" أي حتى يرزق رزق الصباح: هذا حدث في الأربعينات من القرن الفائت ولكن في هذه الأيام يحدث ما يحدث من تنافس غير شريف وسعار في تحصيل المال والإضرار بالغير.
ولذلك علينا أن نعود بأخلاق التجارة إلى ما أراده الرسول صلى الله عليه وسلم من تجارة رابحة في الدنيا والآخرة يقول صلى الله عليه وسلم " التاجر الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء " فإذا كنت من أصحاب تجارة كبيرة... فهل يمكنك أن تجعل تجارتك بابا من أبواب فنح فرص عمل لكثير من العاملين أو تحسين دخل لغير القادرين.
إن الأمر بسيط ألا وهو أن تجعل جزءا من صدقاتك أو زكاة مالك عبارة عن جزء من تجارتك تعطيها كمشروع صغير لمبتدئ في هذا المجال وتراعي ما يلي:
1) أن تعطيه من الأصناف التي عليها إقبال وبيع وشراء وليس من الأصناف الراكدة
2) أن تمنحه بعض النصائح من واقع خبرتك في مجال عملك.
3) أن تعطيه السلعة بسعر مناسب حتى يحقق البائع الجديد هامش ربح مناسب له.
4) أن تنظر المعسر وتمهل المتأخر. يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( أن رجلا فيمن قبلكم وقف للحساب وحاسبته الملائكة فوجبت له النار فقال تعالى للملائكة انظروا لعبدي حسنة وهو أعلم، فسألت الملائكة الرجل: أما من حسنة كنت تعملها ؟ قال الرجل نعم كانت لي تجارة وكان لي غلمان فكنت أبعثهم لتحصيل المال وأقول لهم إذا وجدتم معسرا فتجاوزوا عنه. فقال الله تعالى " أنا أحق بالتجاوز عنه " وأمر ملائكته بالتجاوز عنه وإدخاله الجنة).
5) أن تتابعهم وتسأل عنهم وتعينهم وتنصحهم فهذا مشروعك مع الله في التجارة الرابحة.
ويشمل هذا المجال من كان له تجارة بقالة وخاصة الجملة وتجارة الملابس وغيرها ومن له تجارة مستلزمات البناء وغيرها وهذا المجال مفتوح لكل راغب في الخير ليساهم في علاج مشكلة البطالة متأسيا بسيد البرية محمد.
نعم المال الصالح للرجل الصالح
لقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم المال حينما يكون في أيدي صالحة تكتسبه من حلِّه وتنفقه في محلِّه. وقد فرض الله تعالى في المال زكاة هي زكاة النقدين وعروض التجارة وغيرها كما أن في المال حق سوى الزكاة مثل الصدقات والوقف وغيرها.
والمشروعات الصغيرة أو المتناهية في الصغر تحتاج إلى تمويل مالي من الزكاة والتبرعات والصدقات والهبات والقرض الحسن. لذلك عليك أخي المسلم أن تجعل لهذا المجال" مجال المشروعات الصغيرة للفقراء " جزءا من نفقتك في الخير ويكون هذا الجزء من أبواب الخير الكثيرة التي تنوى بها التقرب إلى الله ومنها:
1) إخراج زكاة المال يقول الله تعالى في وصف المؤمنين ( الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ومما رزقناهم ينفقون )
2) ثواب القرض الحسن: يقول صلى الله عليه وسلم " رأيت مكتوبا على ساق العرش الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر "
3) ثواب الصدقة: وقال تعالى " مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (البقرة261 ) مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء ). يقول صلى الله عليه وسلم " ما نقص مال من صدقة " وقال صلى الله عليه وسلم ( داووا مرضاكم بالصدقة ) .
وأحيانا للحفاظ على المال ولضمان الجدية لمن يقام له المشروع الصغير، قد يعطي صاحب المشروع المال على صور عديدة تضمن الجدية ومنها:
- إعطاؤه المال كقرض حسن يرد بعد زمن محدد.
- نظام المشاركة المنتهية بالتمليك.
- البيع بالأجل البعيد مع وجود فترة سماح كافية.
- نظام التأجير الشرائي.
وغيرها من النظم التي يعلمها المحاسبون المتخصصون،وإليك بعض الأمثلة للمشروعات الصغيرة والتي تختلف من مكان إلى آخر...
1) مبرد عميق ( ديب فريزر ) لبيع المجمدات.
2) تجارة محدودة ( خضروات – فواكه – أحذية – ملابس ).
3) دراجة بخارية ( تستخدم كوسيلة مواصلات مؤجرة في بعض الأماكن ).
4) ماكينة خياطة أو تطريز.
5) نول منزلي لصناعة السجاد.
ساحة النقاش