مع الاضطرار للعمل والتعلم عن بُعد.. هل تصيبك أعراض الدوار الإلكتروني؟ إليك الحل

يصاب الناس بأعراض الدوار الإلكتروني من خلال استعمال الأجهزة الإلكترونية بشكل يومي (بيكسلز)

5/8/2021

هل شعرت يوما أن ضوء شاشة جهاز الكمبيوتر يخترق عينيك ويسبب لك الصداع، أو شعرت بالدوار أو الغثيان بعد النظر إلى هاتفك؟ قد تعتقد أن هذه الأحاسيس مجرد إجهاد للعين أو تعب ناجم عن النظر إلى شاشتك لفترة طويلة، إلا أنها في الواقع أعراض لحالة تسمى "الدوار الإلكتروني".

في مقالها الذي نشرته مجلة "إيت ذيس نوت ذات" (Eat This Not That) الأميركية، قالت الكاتبة أنجليكا جاسبر -الباحثة في تفاعل الإنسان مع الكمبيوتر والمتخصصة في دراسة ظاهرة الدوار الإلكتروني- إنه قد تبدو هذه المشكلات شرا لا بد منه مع تزايد ظاهرة العمل والتعلم عن بُعد، لكن من المؤكد أن هناك طرقا لتجنب دوار الشاشات.

ما هو الدوار الإلكتروني؟

أوضحت الكاتبة أن الدوار الإلكتروني مجموعة من الأعراض التي تحدث في غياب الحركة الجسدية، على غرار دوار الحركة. وتنقسم هذه الأعراض إلى 3 فئات؛ الغثيان، ومشاكل متعلقة بالعصب المحرك للعين، والشعور بالارتباك بشكل عام.

وتكون الأعراض المتعلقة بمحرك العين -مثل إجهاد العين والتعب والصداع- ناتجة عن إجهاد العصب الذي يتحكم في حركة العين. ويمكن أن يظهر الارتباك في شكل دوخة ودوار. وتشبه العديد من أعراض الدوار الإلكتروني -مثل صعوبة التركيز وعدم وضوح الرؤية- أعراضَ أمراض أخرى. ويمكن أن تدوم هذه الأعراض لساعات وتؤثر على جودة النوم.

ويصاب الناس بأعراض الدوار الإلكتروني من خلال استعمال الأجهزة الإلكترونية بشكل يومي مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف والتلفزيون. فعلى سبيل المثال، أصدرت شركة "آبل" (Apple) تقنية الخلفية المتحركة على شاشات قفل "آيفون" (iPhone) في عام 2013 مما جعل صورة الخلفية تبدو كأنها طافية أو متغيرة عندما قام المستخدم بتحريك هاتفه، وهو ما وجده كثير من الناس غير مريح للغاية، ويسبب الدوار الإلكتروني.

كما أن تصفح مواقع الويب التي تعتمد نفس التقنية، حيث تظل صورة الخلفية ثابتة أثناء تحرك المحتوى أثناء عملية التصفح إلى الشعور بالدوار الإلكتروني.

ولا يوجد توافق كامل بين الباحثين حول سبب إصابة الناس بالدوار الإلكتروني. وحسب بعض النظريات السائدة -على غرار نظرية الصراع الحسي- يحدث الدوار الإلكتروني نتيجة عدم تطابق المعلومات التي تدركها أعضاء الجسم المسؤولة عن الرؤية والتوازن. وتتلقى عيناك معلومات حول تحرك الجسم على الرغم من أنه ثابت، وتتسبب الأجهزة الإلكترونية التي تستخدمها بشكل يومي في حدوث هذا التعارض بين الإدراك البصري والحركة الجسدية.

تتسبب الأجهزة الإلكترونية التي تستخدمها بشكل يومي في حدوث هذا التعارض بين الإدراك البصري والحركة الجسدية (بيكسلز)

الدوار الإلكتروني مع الواقع الافتراضي

تميل أعراض الدوار الإلكتروني إلى أن تكون أكثر حدة عند استعمال أجهزة الواقع الافتراضي والواقع المعزز. وتحجب أجهزة الواقع الافتراضي رؤيتك تماما للعالم الحقيقي وتستبدلها ببيئة اصطناعية أخرى ساحرة. ونتيجة لذلك، يمكن أن يولد الواقع الافتراضي مستويات شديدة من الغثيان تزداد مع مدة الاستخدام.

وهذا الأمر يمكن أن يجعل استخدام بعض التطبيقات والألعاب مضرا بالنسبة للعديد من الأفراد. ومن جهة أخرى، تصور أجهزة الواقع المعزز بيئة تحاكي العالم الحقيقي، ولكنها يمكن أن تتسبب في إجهاد العصب المحرك للعين، مثل لعبة "بوكيمون غو".

وحتى إذا لم تكن قد استخدمت أجهزة الواقع الافتراضي والواقع المعزز من قبل؛ فمن المحتمل أنك ستستخدمها في غضون السنوات العشر القادمة. ومن المرجح أن تؤدي زيادة شعبية استخدام الواقع المعزز والواقع الافتراضي إلى زيادة أعراض الدوار الإلكتروني.

وحسب تقديرات شركة أبحاث السوق "ريسيرش أند ماركتس" (Research and Markets)، فإن اعتماد هذه التقنيات للعمل والتعليم والترفيه قد ينمو بنسبة تزيد على 60% ويتجاوز حجم هذه السوق 900 مليار دولار أميركي بحلول عام 2027.

أعراض خطيرة

قد تبدو أعراض الدوار الإلكتروني حميدة في البداية؛ إلا أن آثارها قد تدوم لـ24 ساعة بعد استخدام الجهاز، وتؤثر على قدرتك على القيام بأنشطتك اليومية بشكل خطير.

فعلى سبيل المثال، يمكن لأعراض -مثل الصداع الشديد أو إجهاد العين أو الدوخة- أن تؤثر على قدرتك على التنسيق والانتباه. وإذا استمرت هذه الآثار الجانبية أثناء قيادتك للسيارة، فقد يؤدي ذلك إلى تعرضك لحادث سير.

وليس من الواضح ما إذا كان المستخدم أو شركة البرمجيات أو أي طرف آخر يتحمل المسؤولية عن الإصابات التي يحتمل أن تكون ناجمة عن استخدام بعض الأجهزة التكنولوجية وأعراض الدوار الإلكتروني.

ولا يوجد الكثير من المعلومات حول كيفية تأثير الدوار الإلكتروني على الحياة اليومية. وعلى غرار دوار الحركة، فإن بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالدوار الإلكتروني. وتشير البيانات إلى أن النساء وأولئك الذين لا يمارسون ألعاب الفيديو كثيرا والأشخاص الذين يعانون من ضعف التوازن، قد يعانون من أعراض دوار إلكتروني أكثر شدة.

عليك التأكد دائما من معايرة الأجهزة بصريا حتى تكون عيناك مرتاحة قدر الإمكان (بيكسلز)

طرق التعامل مع أعراض الدوار الإلكتروني

في حال كنت تعاني من أعراض الدوار الإلكتروني جراء استخدام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف لفترات طويلة فهناك طرق من شأنها تخفيفها. إن نظارات الضوء الأزرق مصممة لحجب بعض موجات الضوء الأزرق المنبعثة من شاشة جهازك التي يمكن أن تؤدي إلى إجهاد العين وعدم انتظام النوم، كما أن تكبير الشاشة أو استخدام خطوط كبيرة الحجم يساعد أيضا في تقليل إجهاد العين وجعل العمل اليومي أكثر استدامة.

وإذا كنت مهتما بتجربة تطبيقات الواقع المعزز والواقع الافتراضي ولكنك عرضة لدوار الحركة، فعليك التأكد دائما من معايرة الأجهزة بصريا حتى تكون عيناك مرتاحة قدر الإمكان، واستخدم الأجهزة في الأماكن المفتوحة فقط لتقليل خطر الإصابة إذا شعرت بالدوار وفقدت توازنك. وعليك الحرص على أخذ فترات راحة إذا بدأت تشعر بأي انزعاج.

 كيف يمكنك استخدام التكنولوجيا الجديدة بأمان؟

تنامت ظاهرة العمل عن بعد نتيجة تفشي جائحة كوفيد-19، لتزيد ساعات العمل والاجتماعات الإلكترونية. وهذا الأمر زاد الوعي بشأن مخاطر التحديق في الشاشات لأكثر من 40 ساعة في الأسبوع.

لكن مع التطور التكنولوجي وزيادة الأبحاث الرامية لإيجاد طرق لتخفيف أو منع الدوار الإلكتروني الذي يسببه استعمال مختلف الأجهزة، من المحتمل أن يتمكن الأشخاص يوما ما من الاستمتاع بالتقنيات المبتكرة دون الشعور بأي دوار.

المصدر : إيت ذيس نوت ذات

 

المصدر: المصدر : إيت ذيس نوت ذات
wad100100s

mostafa fathy

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 142 مشاهدة

ساحة النقاش

wad100100s
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

5,774