إكتشف نفسك بنفسك
كثير منا من يبتعد كثيرا عن حقيقة نفسه واكتشاف ذاته بل ويهتم با نظ لمن حوله ولقدراتهم ومهاراتهم ومواهبهم بل ويحاول أن يقلدهم تقليدا أعمي سخيف فيحاول أن يكون شخصا أخر غير نفسه وذاته الحقيقية الواقعية ويريد أن يصل لتحقيق ما يريد عن طريق افتعال قدرات ومهارات ليست متحققة فيهى أصلا ، بجانب غض الطرف عن مهاراه وقدراته الحقيقية التي وهبه الله ـ عز وجل ـ إياها ، والمكنونة بداخله والتي لم يحاول أن يكتشفها أو يبحث عنها أو يستعملها فيما يحقق أهدافه ويرقي بذاته .
فقد يكون ذاك الشخص لديه من المواهب والقدرات والمهارات ما ليس لغيره ، ولكن للأسف لم يستعمل تلك المواهب والمنح في تحقيق أهدافه ، ولا شك أن هذا يعد من أكبر اأسباب والعوامل التي تعيق تقدم الإنسان وتنأي به عن الطريق السليم الذي ينبغي أن يسير فيه لكي يحقق ذاته وأهدافه.
لقد خلق الله ـ عز وجل ـ لكل إنسان قوة روحية تبدو تلك القوة ويظهر أثرها عندما يريد الإنسان إخراج تلك القوة وتحدي الصعاب .
ومن هنا فإنه يجب علي كل إنسان أن يحقق ذاته بنفسه ولا ينظر لمن حوله واقفا في محله يائسا لادون محاولة للإرتقاء والتحقيق وأن يحفز نفسه بالنظر لمن لم يكونو ثم كانوا.
وسأضرب مثالا لبطل من كوريا الجنوبية ، من مواليد 1928 في العاصمة سيئول لأب عمل في تجارة العطارة الصينية، وكان الابن الأصغر لأربعة سبقوه من الإخوة، واضطر لهجران مقاعد الدراسة وعمره 12 سنة لضيق ذات اليد، ليعمل بعدها في إصلاح مراكب الصيد ومزج الأعشاب الصينية وتنظيف المحلات، ورغم عمله وانشغاله إلا أنه حرص على التعلم بمفرده حتى تمكن من اجتياز اختبارات دخول الجامعة، وهناك حيث استمر تفوقه مما أهله لمنحة حكومية لاستكمال دراسته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما تم له في عام 1959 في مجال إدارة المكتبات، ثم عاد بعدها لبلده واستلم محلا صغيرا لبيع الأدوية مملوكا لإخوته، ثم عمل في المكتبة الوطنية الكورية، ثم أستاذا في الجامعة.