ما هو المشتل؟ وما أهميته؟


مساحة صغيرة من الأرض تتسع لمئات الشتول
المشتل هو مساحة من الأرض الزراعية أو المكان المخصص لإجراء عملية التكاثر والرعاية، وإنتاج العديد من شتلات النباتات؛ حيث تزرع البذور أو بعض الأصناف بغرض إنتاج الشتلات، ونباتات الزينة، والأسيجة النباتية، والمتسلقات، والنباتات العشبية المزهرة، وغيرها…؛ لتلبية احتياجات مشاريع التشجير والتجميل والتنسيق.
وتقسم المشاتل في المنطقة العربية من حيث استخدامها والغرض من إنشائها إلى:
1- مشاتل عامة: وهي المشاتل التي تنشئها الجهات الحكومية أو الشركات الزراعية الكبيرة المرتبطة بالبلديات؛ وذلك لإمداد عدد كبير من الحدائق العامة بالنباتات.
2- مشاتل خاصة (صغيرة): وهي التي تنشأ ضمن الحدائق الخاصة، وفيها يتم إكثار النباتات بأعداد صغيرة وفي مساحات محدودة؛ وذلك بغرض توفير الشتلات اللازمة لزراعة هذه الحدائق الخاصة.
3- مشاتل تجارية: وهي المشاتل التي تنشأ لأغراض تجارية، وفيها يتم إكثار النباتات بأعداد كبيرة في مساحات كبيرة نوعًا؛ وذلك لغرض الإنتاج التجاري؛ أي لبيع الشتلات، والاتجار فيها بغض النظر عن ملكيتها أو تبعيتها.
أما من حيث التخصص والمحاصيل الزراعية التي تنتجها فتقسم المشاتل إلى أربعة أنواع، هي:
1- مشتل الفاكهة: وهو متخصص لإنتاج وإكثار شتلات الفاكهة.
2- مشتل الخضر: وهو متخصص لإنتاج وإكثار شتلات الخضر.
3- مشتل الزينة: وهو متخصص لإنتاج وإكثار نباتات الزينة والزهور المختلفة.
4- مشتل الغابات: وهو متخصص لإنتاج وإكثار شتلات أشجار الغابات والأشجار المستخدمة في تشجير الشوارع والحدائق والمنتزهات العامة أو كأحزمة خضراء حول المدن.
أهمية المشاتل
تأتي أهمية منتجات المشاتل من ازدياد اهتمام المواطنين في المنطقة العربية بتقديم هدايا خضراء (زريعة) لتوضع على شرفات المنازل أو في داخلها، أو لتزرع في حديقة المنزل أو العمارة.. هذا في المدن، أما في الضواحي؛ حيث المساحات أرحب، أو في الأرياف؛ حيث الأراضي الزراعية الواسعة.. فيلاحظ كثرة الاهتمام بعمليات التشجير.
كما بدأت بعض الدول العربية تولي عملية التشجير اهتمامًا كبيرًا، خاصة في لبنان وسوريا والمغرب ودول الخليج، حيث يتم سنويًّا توزيع مئات الآلاف من الشتلات بهدف زراعتها في أراضي الملكيات العامة كالغابات المحمية. أما الأملاك الخاصة فيضطر المواطنون إلى شراء شتلاتهم من التجار المختصين.
أما على المستوى الفردي وعلى مستوى المنظمات الأهلية مثل الجمعيات البيئية والنوادي المختصة والبلديات والأشخاص المستنيرين.. فيلاحظ ازدياد الاهتمام باللون الأخضر الطبيعي، كما ازداد السعي لملء الفراغات داخل المنازل وخارجها بنباتات أو شجيرات أو حتى أشجار تضفي على الأماكن رونقًا خاصًّا وجمالاً لا يمكن استبدال أي زينة أخرى به، وقد تكون شجرة مثمرة في حديقة لمنزل أرضي فتعطي للمكان حياة جديدة ومتعة للمهتمين بها بما في ذلك من فوائد نفسية وتربوية جليلة.


ثانيًا: مستلزمات مشتل


يتطلب إنشاء مشتل من النوع الصغير مستلزمات عدة هي:
- قطعة أرض صغيرة بمساحة ثلاثين إلى خمسين مترُا يمكنها أن تستوعب ما يزيد على مائتين وخمسين علبة أو حوضا زراعيا مختلف الأحجام.
-ملء هذه الأحواض أو الصفائح من التربة الجيدة التي يمكن أن تؤخذ من الأرض مباشرة إذا كانت صالحة، وإما أن يتم إحضارها من مناطق أكثر ملاءمة. وفي بعض الحالات يتم دمج تربة محلية وتربة أخرى أكثر غنى بالمواد العضوية الطبيعية، أو مضافا إليها بعض الأسمدة الطبيعية المخصصة لهذا العمل، ويكون لونها مائلا إلى السواد.
-مصدر مياه بسيط لري هذه الأحواض والصفائح، ومن الضروري التأكد من جودة ونوعية المياه المستخدمة وانخفاض نسبة الملوحة فيها.
-أما البذور فهي إما أن تتوفر في المنازل عن طريق الفواكه المستهلكة منزليا أو يتم شراؤها من المختصين، كذلك الأمر بالنسبة للفروع الصغيرة التي تستعمل بديلا عن البذور فإنها يمكن أن تجلب من الطبيعة أو من البساتين.
-يلزم توفر مجموعة من الأدوات والمعدات الزراعية لتنفيذ العمليات الفنية والعادية داخل المشتل بشرط توفرها بالعدد المناسب الذي يتناسب مع مساحة المشتل.
ويمكن تقسيم الأدوات إلى:
أ- أدوات تجهيز البذور: ومنها محور الفصل، المبارد، سكين قطع، دلو.
ب- أدوات زراعة البذور: كمية مناسبة من الصفائح المعدنية (مثل علب الزيت والسمنة والحليب) أو الأحواض البلاستيكية الخاصة للزراعة.
جـ- أدوات خدمة الأرض: الفأس، المنقرة، الشقرف، الكرك، المشط.
د- أدوات التطعيم: مقص العقل، مطواة التطعيم، ساطور.
هـ- أدوات تقليع الشتلات: فأس، كريك، جاروف.
و- أدوات فصل الفسائل: خطاف، عتلة (عوجة)، مطرقة.
ز- أدوات ري: صفيحة، رشاشات، خراطيم.
ح- أدوات لمقاومة الآفات الحشرية والأمراض: رشاشة ظهر، آلة تعفير.
ط- أدوات عامة: أكياس ورق، مسامير، عربة يد عجلة أمامية.
ومن أهم مستلزمات المشتل تحلي صاحب المشروع بروح الفلاحين الطيبين الذين يحبون عملهم، ويقدمون له كل ما يحتاج إليه من رعاية وحنان أبوي، وبدرجة عالية من الصبر ريثما تكبر الشتول، وتصبح عرائس جميلة؛ فتحلو بأعين المهتمين الذين سيسعون إلى شرائها.


ثالثا: عملية الشتالة


تمر عملية الشتالة بعدة مراحل، أبرزها ما يلي:
مزارع يقوم بتهيئة المكان للقيام بعملية التطعيم (الرقع)
-المرحلة الأولى: وتتطلب إيجاد مولود قابل للحياة، ويتم هذا الأمر بطريقة من اثنتين؛ إما انطلاقا من البذور أو النواة، وإما انطلاقا من الفروع المنتقاة التي يتم قصها بطريقة ماهرة بواسطة مقص خاص بهذا العمل. وهي توليد النبتة أو الشتلة والاعتناء بها.
ويعتبر المهندس الزراعي "خالد عبد الفتاح" الذي يباشر عمله في منطقة عكار في لبنان الشمالي أنه باعتماد الطريقة الثانية يمكننا توفير بعض الوقت، كما أنه يمكن أن نضمن حصولنا على النبتة القابلة للحياة.
وبالطبع، فإن الاختيار الأنسب هو دائما الاختيار المتوفر بين أيدينا والأقل كلفة حسب حالة كل مزارع على حدة. ويعتبر الأستاذ "خالد" أنه في حالة الأشجار المثمرة مثل التين والكرمة والجوز واللوز والمشمش، إضافة إلى المنجة والأفوكة وغيرها، فإنه يمكننا إذا كان لدينا الوقت الكافي أن نأخذ بعض النواة الجيدة والمنتقاة بعناية من أفضل المنتجات، وغرسها مباشرة في التربة أو وضعها لعدة أيام في الماء لتسريع عملية خروج البراعم، ومن ثم غرسها في التراب مع إبقاء البرعم خارجا، وفي هذه الحالة فإن الشتلة بحاجة إلى سنة كاملة تقريبا للتأكد من ضمان نموها.
أما في حالة الزراعة عن طريق اقتطاع فرع صغير يحتوي على عقدة.. فإن الأمر لن يكون بحاجة لأكثر من ثلاثة أشهر فقط لضمان نموها الطبيعي؛ فخلال هذه المدة تكون قد نمت جذورها وتغلغلت في التراب، وبدأت تغذيتها الطبيعية التي تظهر نتائجها في نمو البراعم الجديدة والوريقات الصغيرة.
أما إذا كان الأمر متعلقا بنباتات الزينة كأنواع الورود المختلفة والزهور.. فيمكن ببساطة استعمال البذور الجاهزة التي تباع في المتاجر المتخصصة، وبأسعار زهيدة نسبيا. ولا بد في البداية وبكل تأكيد من اختيار الأنواع المطلوبة تجاريا، ويمكن في كل إقليم أو دولة اختيار الأنواع النادرة من الشتول التي تكون غير مألوفة، وبالتالي يمكنها تأمين مردود تجاري أفضل.
فعلى سواحل البحر المتوسط تعتبر نباتات الزينة الإفريقية من الأصناف الأغلى ثمنا، أما من الأشجار المثمرة فإضافة إلى أشجار الحمضيات والأصناف المختلفة من اللوزيات فإن شجرة "المنجة" من الأشجار المطلوبة، رغم أنها قد انتقلت حديثا من الداخل الإفريقي أو من المناطق الآسيوية الحارة.
أما أشجار الزيتون فإن زراعتها تنتشر بكثرة منذ زمن بعيد، وقد أخذت تنتشر مجددا بسبب ما يشاع مؤخرا حول أهمية زيت الزيتون في التغذية الخالية من الدسم. كذلك يلاحظ بائعو الشتول عودة محدودة لزراعة أشجار "الخرنوب" لأهميتها في صناعة دبس الخرنوب الغني بالفيتامينات، كذلك لأهميتها في صناعة مواد التجميل الطبيعية.

 

 

المصدر: شخصى
tashger

MH

  • Currently 100/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
33 تصويتات / 1656 مشاهدة
نشرت فى 25 أغسطس 2010 بواسطة tashger

ساحة النقاش

tashger

tashger
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

440,445