هؤلاء عرفتهم
فـــــاتـــن حمـــامـــة
زيارتين إلى منزل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة كانتا كفيلتين بأن ألمس عن قرب كثير من السمات الشخصية لهذه السيدة التي صعدت إلى القمة مبكرا جدا، ولم ينجح - كما لم تنجح - أحد فى اقصائها عن تلك المكانة الرائدة التى تربعت على عرشها .
ملاحظاتى الشخصية - على هامش الحواران - عن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، أنها سيدة أنيقة الملبس، تميل إلى الألوان الوقورة، مجاملة إلى أقصى حد، لماحة، تجيد قراءة ما بين السطور، إذا تحدثت إليها نظرت فى عينيك لتقف عند المغزى والقصد، متواضعة ولكن ليس إلى حد أن تغفر لك حد التطاول بالقول أو المعنى أو الفكرة، بسيطة فى اختيار كلماتها، ولكن فى ذات الوقت فانها دقيقة كل الدقة فى اختيار مفرداتها، ولكن عليك قبل محاورتها أن تتوقع استفسارا بسيطا، تستكشف من وراءه سيدة الشاشة العربية مدى اجتهادك فى الوقوف على معلومات عنها مادمت أنت الساعى إلى محاورتها، فهى - وهذا حقها تماما ترفض أن تتحاور مع جاهل أو مدعى، وإذا كنت متواضع المعلومات لا سمح الله، فان السيدة فاتن حمامة سوف تبحث عن أقرب فرصة لإنهاء الحوار، أما إذا كنت محاورا لديك الحجة والمعلومة لتتبادل أطراف الحوار، فإنها سوف تمنمحك كل الوقت، لأنها تعلم أن الوقت لا يضيع هباء.
أذكر أن سألتنى فاتن حمامة سؤالين عن أفلامها التى اختارها النقاد ضمن أجمل مائة فيلم فى السينما العربية، وأجبت، ثم عادت لتسألنى عن أجمل أفلامها عندى، فقلت أن المثل الفرنسى يقول «ان الأذواق لا تناقش» وهو رأى شخصى ليس أكثر، ثم نطقت : إنه فيلم الحرام لبركات ويوسف إدريس.
فوجئت بها تقول همسا : .... وأنا كمان .... وكانت المرة الأولى التى لم تقل فيها : «كلهم أبنائى» !!
ساحة النقاش