لا فرق بين صبى وفتاة
كيف نحمي الطفل من الإعتداء عليه ؟!
ـ دكتورة سامية الجندى : نشدد على أهمية الثقافة الجنسية للطفل
ـ الدكتور ممتاز عبدالوهاب : معظم الاعتداءات الجنسية على الطفل تكون من أشخاص معروفين لديه .
ـ انشغال الأب، و حالات التفكك الأسرى، والطلاق، وجهل الوالدين من أسباب الإهمال العاطفي الذى يؤدى إلى أمراض نفسية للطفل .
تحقيق : طاهر البهي
دخل مراهق العيادة النفسية، مع والده رغماً عنه..
فهو يرفض الذهاب إلى الطبيب النفسى، وكان الصبي يرتدي أكثر من بنطلون، ولوحظ أنه يتفادي الاحتكاك بأي إنسان لاعتقاده أن الكل سوف يؤذيه.
أهمل دروسه، يتصرف بعصبية وعناد أصيب بوسواس النظافة، فهو يقضي داخل الحمام أكثر من ثلاث ساعات.
كان تشخيص الطبيب النفسى، أن المراهق يعاني من الشك والخوف من اعتداء الآخرين عليه، ولهذا فهو يحمي نفسه بارتداء الملابس الكثيرة.
وبالتحليل النفسى وجد أنه قد تعرض لاعتداء جنسى عليه في مرحلة الطفولة، وظل يعاني من آثاره المدمرة طوال السنوات التي سبقت اقتياده إلي العيادة النفسية.
وقضية الاعتداء على الأطفال مشكلة تؤرق العالم كله، فى ظل ازدياد أعداد المدمنين، والمتربصين ببراءة الأطفال، وسهولة التأثير عليهم، حتى باتت هناك تجارة جديدة قذرة في هذا المضمار انتشرت على شبكة الإنترنت.
سألنا الدكتور ممتاز عبدالوهاب أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس:
هل الاعتداء الجنسى على الأطفال يشكل ظاهرة ؟
أجاب : الاعتداء الجنسى على الأطفال من أشد ما يؤرق العالم الآن، بعد أن أصبحت هناك منظمات للرقيق تعمل على اختطاف الأطفال أو شرائهم، ودفعهم لممارسة الدعارة مع أفراد يعانون من الشذوذ الجنسى، وأحيانا نجد الترويج لهذه الجريمة على شبكة الإنترنت.
و الأطفال معرضون لكثير من أنواع العنف، أولها الإهمال الذى قد يكون إهمالا عاطفيا، فعدم تلبية احتياجات الطفل العاطفية يعرضه لنوبات من القلق والاضطراب النفسى، وقد يكون هذا الإهمال بسبب كثرة عدد أفراد الأسرة، فلا يكون هناك قدرة للأم والأب على الإشباع العاطفى لكل الابناء.
كذلك انشغال الأب، أو حالات التفكك الأسرى، والطلاق، وجهل الوالدين كلها من أسباب هذا الإهمال العاطفي، وهو يؤدى إلى امراض نفسية للطفل مثل الاكتئاب والاستعداد للإنحراف .
ويحذر دكتور عبدالوهاب من القسوة فى معاقبة الأطفال، وتعرضهم للضرب والإهانة الشديدة.
كيف نعرف الشخص الممكن أن يعتدى جنسياً على الأطفال؟
الأطفال قد يتعرضون للإعتداء أو التحرش الجنسى من أطفال أكبر سناً، أو من أفراد كبار يعانون من الشذوذ، والشخص المتحرش جنسياً بالأطفال هو إنسان يعانى من اختلال ثقته بالنفس، وأحيانا يشكو من عدم مقدرته على إقامة علاقة ناجحة مع فتاة ناضجة من الجنس الآخر فى صورة زواج، أو لايجد نفسه فى العلاقة الزوجية الطبيعية مع زوجته حيث يشعر بالقهر في حياته، وهذا ما يدفعه إلى محاولة إثبات ذاته مع من يعرف أنه أضعف منه، ويستطيع أن يمارس عليه قوته وجبروته، ويمكن إخافته وإدخال الرعب لقلبه حتى يسيطر عليه.
وبعض هؤلاء المعتدين الشواذ، تعرضوا لاعتداءات عليهم فى صغرهم، فشعروا بالقهر والظلم وظلوا يعانوا من هذه العقدة، ويحاولوا بعد ذلك الاعتداء على الأطفال الآخرين، وهم يستمتعون بوجود ضحايا آخرين يعانون من نفس ما عانوا هم منه.
- لابد أن نتوقع أن معظم الاعتداءات الجنسية تكون من أشخاص معروفين لدينا مثل الجار، أو أحد شباب الحى، أو أحد الأقارب، وأحياناً من العاملين فى المنزل بحيث يكون محل ثقة للأسرة وللطفل، ويسهل عليه التأثير على الطفل والسيطرة عليه ، وهذا الاعتداء قد يكون اعتداء جنسياً كاملاً أو مجرد تلامس للأعضاء التناسلية للطفل، أو قبلات وعناق، ومطالبتهم بالتقليد لمثل هذه المناظر.
ساحة النقاش