من يشاهد فيلم الطريق لنجيب محفوظ واللذى قام ببطولته الفنان الرائع رشدى اباظه مع النجمه شاديه وسعاد حسنى ..
يدرك تماما ما يمثله الطريق الصحيح من وجهة نظر المؤلف العبقرى فبطل الروايه يبحث عن والده السيد السيد الرحيمى بعد موت امه التى انشأته فى بيئة فاسده بلا أخلاق أو مبادىء ..فيأتى صابر(رشدى اباظه) الى القاهرة لينزل فى لوكانده يملكها زوج كريمه (شاديه ) والتى من المشهد الاول تطرقع بأصبعها أمامه ليتذكر بنات الهوى فى الاسكندريه وندرك نحن ان هناك رابطا ما بينهما
ثم يذهب الى دار الاخبار لنشر اعلان عن والده ويقابل هناك الهام (سعاد حسنى)
والتى يحاول صابر التقرب منها وينجح بعد محاولات من ذلك فى نفس الوقت اللذى ينجح ايضا من التقرب من كريمه (لاحظ أختيارالكاتب لاسم كريمه والتى تعطى كل شىء يحبه صابر)
يمضى الكاتب مع صابر فى بحثه عن والده واللذى عبر عنه صابر فى حديث له مع الهام انه اللذى يمنحه الحريه والكرامة والسلام..وحين سال صابر (الهام انتى عندك ايمان) أخبرته نعم فالايمان بالله والعمل هو ما يعطيها ما يبحث عنه هو (الحريه والكرامة والسلام ) ولكن صابر حين سالته الهام (وانت يا صابر عندك ايمان)قال لها (مش قوى) وبعدها أغوته كريمه فقتل زوجها ثم قتلها وحين جائت له الهام فى المقابر حيث كان مختبئا لتخبره ان الشرطة تبحث عنه ولابد ان يسلم نفسه قال وهو يقطع صورة ابيه (مش عاوز حد يساعدنى انا عرفت طريقى خلاص هاعتمد على نفسى هاشتغل مش عاوز حد يساعدنى) فقالت الهام فى حسره (ياريتك عملت كده من الاول) ثم جائت الشرطه لتقبض عليه ويقدم للمشنقه.................
الفيلم رائع فى كل عناصره الاخراج والاداء والموسيقى والتصوير والاضاءه وحتى فى أختيار الاماكن ..والمخرج قدم لنا بعض المشاهد التى تعتمد على الرمز بحيث لاينسى المشاهد الفكره الرئيسيه من القصه أجملها فعلا مشهد صابر بعد زيارته لامه فى السجن وخروجه من الباب ليمشى فى الطريق واستمر المشهد حوالى دقيقه كامله حتى غاب البطل من المشهد وهو يعبر عن شخصية صابر اللذى سيمشى فى الطريق وحيدا حتى النهايه دون وقوف او التفات......
أرجو ان اكون قد ساهمت ولو بقدر قليل فى شرح فكرة العبقرى نجيب محفوظ وفى القاء الظلال على جمال هذا الفيلم الرائع واللذى أستمتع به فعلا كل مرة أشاهده فيها واللذى انصح الجميع بمشاهدته ولكن بعين الناقد الفنى .....
......أخوكم سعيد سويلم