بقلم : سوزى ربيع
إنه سر الأسرار ،يعلو على الزمان والكلمات ،سر جليل ،سر غامض ،شئ غير موصوف ،ضياء فطرى يشمل جنبات النفس فتشع خيراً،و جمالاً،و دفئاً. نور يشمل الكون كله مصدره النفوس المحبة ولا تدري أنها المصدر. إنه مثل القوى التي لا تري ،و لكنها تحس وتؤثر فى وجودنا وتؤثر فى حركة الكون ، فتظل السماء فوق رؤوسنا بلا عمد وتظل الأرض راسخة برواس لا ندرى غورها ،و وتطلع علينا الشمس فتنعم بالنور والدفء،و تدب الحياة ،و يطلع علينا القمر فنستأنس بنوره،و تهب علينا رياح لا ندرك مصدر حركتها ومبعث قوتها ،فتحمل سحاباً لتسقى به أرضًا ميته وتنقل حبوب اللقاح لتثمر أشجاراً ووروداً. ولعل صعوبة وصف الحب فى أنه مزيج من الانفعالات التى تختلط وتتواجد فى آن واحد ،ذلك الخليط من الفرح والحزن،والسعادة والشقاء ،و الألم والراحة ،و القلق والاسترخاء،و العذاب والطمأنية والخوف. الحب هو أحد هذه القوي الكونية العجيبة حين يربط روح إنسان بروح إنسان آخر ، هذه الرابطة التى لا تستطيع أى قوة أخرى ،أو كل القوى مجتمعةأن تصنعها. إن الحب يحتاج فقط إلى إنسان مؤهل للحب ،إنسان ذو إمكانيات معينة تجعله مستحقاً لأن يعيش فى ظل النور الإلهي الذى يضئ له جنبات روحه ويصله بروح إنسان آخر ،و ذلك قدر ومصير مكتوب لبعض الناس وليس كل الناس مكتوب عليهم أن ينعموا فى الحياة بأعمق خبرة روحية على حين فجأة ،بلا مبررات،بلا مقدمات ،حدث كاشف ،حدث كليلة القدر،و كانمأ تتنزل يد ملائكة منزلة من عند الله،فإنه زواج مبارك لروحين لهما مكانة خاصة عند الله.
ساحة النقاش