authentication required

السلام عليكم اخواتي في الله

أتمنى أن تكن جميعاً بخير

أنقل لكن اليوم موضوع يعالج مشكلة العناد عند الاطفال

السؤال:

ابني شديد العصبية وعنيد جدا وكثير الصراخ مما يسبب تهوري عليه، وأحيانا أضربه، خاصة أنه يسبب أذى لنفسه ولأخيه الأصغر سنا منه وعمره سنتان.

أنا أعترف أني سبب في عصبيته، ولكني أريد المشورة في كيفية التعامل معه هو وأخيه الأصغر؛ لأني أشعر بأني أفقد السيطرة عليهما أو إقناعهما بسماع كلامي.

الجواب:
تقول أ.فاطمة محسن، من فريق الاستشارات التربوية:

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.. أختي الكريمة.. أهلا بك في صفحة "معا نربي أبناءنا"..

حبيبتي.. أود أولا أن أثني على شجاعتك في اعترافك بأنك سبب في عصبية ولدك، وبذلك تكونين قد وضعت يدك على أول الطريق؛ لأن ذلك سيسهل عليك الكثير، مادام لديك الاستعداد للحل.

أرى أن المشكلة لها شقان:

الأول: وهو عصبية ولدك والتي أدت بطبيعة الحال إلى الصراخ المستمر.

والثاني: وهو مشكلة العناد والتي يعاني منها الكثير من الآباء والأمهات، وذلك بسبب عدم وعينا بكيفية التعامل مع أطفالنا، وعدم فهمنا للمرحلة السنية التي يمرون بها، وسأتعرض معك لعلاج هاتين المشكلتين، بالتفصيل بإذن الله:

أولا-علاج العصبية:

لعلاج العصبية يجب أن نضع أيدينا على سبب تلك المشكلة، وهو ما لم تذكريه لنا، فقد يكون ذلك بسبب علاقتك المضطربة مع زوجك، والتي يحس بها الطفل على الفور، حتى لو كان صغير السن مثل ولدك؛ لأنه قد يلمس ذلك في التعامل بينكما، أو أنكما قمتما من قبل بالتشاجر أمامه.

ولذلك يا أختي أنصحك بتوطيد العلاقة مع زوجك وحل مشاكلكما سويا أولا؛ لأن تلك المشاكل تؤثر عليك بالسلب في علاقتك مع أبنائك، وبالتالي لا تتحملين عصبيتهم ومشكلاتهم.

و قد يكون هناك سبب آخر، وهو الغيرة من أخيه الأصغر، والذي بالتأكيد توليه اهتماما أكثر دون أن تدري، وذلك بسبب حداثة سنه، لكن ولدك لا يستوعب ذلك، فقد كان مدللا قبل مجيء أخيه، ثم زال فجأة الاهتمام به، فعصبيته وإثارته للمشاكل ما هي إلا حيل للفت الانتباه، فأرجو منك الاهتمام به وليس التظاهر بالاهتمام، وخصصي له وقتا بمفرده حين ينام أخوه وعيشي معه في عالمه وحلقي معه في عالم الخيال الخاص به وأشعريه أنك له وحده.

ثانيا- علاج العناد:

أما بالنسبة لمشكلة العناد فإننا للأسف لا نفهم أحيانا طبيعة المرحلة العمرية للطفل، فنعتقد أنها مشكلة وأحيانا نضخمها.. أريد أن أقول لك يا أختي العزيزة إن العناد هو سمة من سمات هذه المرحلة وإنه لا يصبح مشكلة إلا إذا ضخمناها وأعطيناها أكثر مما تستحق، ويجب علينا فهم الآتي:

1- أن العناد يكون من سن سنتين إلى أربع أو خمس سنوات.

2- أن العناد ما هو إلا محاولة من الطفل لإثبات ذاته والشعور باستقلاليته.

3- ألا يقابل الآباء والأمهات مقاومة الطفل بمقاومة مضادة، ولا ضرر من أن نستجيب لإجابات الطفل بكلمة "لا" بالتجاهل، مع مراعاة أن تكوني حازمة معه في شئونه اليومية، مع إظهار المحبة الدائمة له، مثل أن تقومي بالثناء على أفعاله بين الحين والآخر، وأن تتلفظي بكلمة أحبك؛ لأن الأطفال لا يعلمون أننا نحبهم إلا إذا قلناها صراحة، وقد يساعد ذلك في تخفيف حدة التوتر السائد في المنزل.

4- يجب أن تتفقي أنت وزوجك على أسلوب تربوي واحد حتى لا يتشتت الطفل، فمن الواضح أنه لا يتواجد كثيرا بالمنزل، فحاولي أن تخصصي أنت وزوجك ولو نصف ساعة يوميا لمداعبة طفليكما، وأن تجعلا تلك الساعة هي أحلى ساعة بالنسبة لهما، حتى يحب الطفلان تواجد أبيهما بالمنزل.

ثالثا- مهارت للتواصل:

وهناك عدة مهارات للتواصل قد تفيدك في التقليل من عصبية طفلك وتخفيف حدة العناد لديه، وهي كالتالي:

1- تقبلي طفلك كما هو.. عندما يشعر الطفل بتقبلك له أنت ووالده على ما هو عليه، فإن ذلك يجعل التواصل معه سهلا ويصبح التعبير عن مشاعره أفضل، ولا أقصد بذلك أن تتركيه يفعل ما يحلو له، بل أن نتقبله مع المحاولة في الإصلاح؛ لأن عدم تقبلك سلوكه يجعلك دائما متحفزة لأي سلوك خاطئ يصدره.

2- قومي بالتركيز على طفلك أثناء الكلام.. أي إذا كنت واقفة فاجلسي أو انزلي لمستواه.. انظري في عيني طفلك؛ لأنه قد ينشغل بعدة أشياء أثناء الحديث ويا حبذا لو قمت بنطق اسمه أو الربت على الكتفين أو لمس يديه أو شعره.

3- إذا قام بالحديث معك عن اهتماماته أو مشاعره فلا تقاطعيه لتوبخيه على فعل خاطئ قام به؛ لأنه بذلك يحس أنه فقد اهتمام والديه بمشاعره.

4- حاولي أن تجعلي طلباتك سهلة وواضحة حتى يستطيع استيعابها ولا تعطيه أكثر من أمر في المرة الواحدة.

5- استخدمي الكلمات الإيجابية أكثر من السلبية.. فمثلا لا تقولي "لا تفعل كذا"، بل قولي "من الأفضل أن نفعل كذا".. ومثال ذلك: إذا وجدته يكتب بالقلم على الحائط فلا تقولي لا تكتب على الحائط، بل قولي ما رأيك أن نكتب في كتابنا؛ لأن الأطفال يستجيبون للمطالب الإيجابية أكثر من السلبية.

6- استخدمي كلمات المحبة والعطف لتشجيعه.. حيث إن كلمات السخرية والاستهزاء تشعره بأنه مكروه، أما كلمات العطف فتزيد من ثقته.

7- يا حبذا لو ختمت يومك معه بقصة قبل النوم..ضميه إليك واحكي له قصة طريفة واجلسي معه على سريره حتى ينام نوما هادئا مستقرا وقبليه قبل النوم، فإن تلك اللحظات لها تأثيرها الخاص على الطفل.

8- أرجوك ثم أرجوك لا تضربي ولدك بهذه السن..فالضرب بالفعل مطلوب للتربية، ولكن ليس بهذا العمر، ويكون كذلك بشروط... كقول علي بن أبي طالب "لاعبوهم سبعا.. وأدبوهم سبعا.. وصاحبوهم سبعا"، ولا أنسى أن أذكرك بقول النبي صلوات الله وسلامه عليه "عليك بالرفق فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه"، صدقت يا رسولنا الكريم.

متعك الله بالصبر وأثابك على تربية أبنائك، وأدخلك بها الجنة، وجعلهم قرة أعين لكما بإذن الله.

دمتن في حفظ الرحمن

sueznas

معاً لبناء مصر

  • Currently 276/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
91 تصويتات / 666 مشاهدة
نشرت فى 10 يونيو 2009 بواسطة sueznas

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

251,295