تستعرض الدكتورة صباح عمار، المدرس بقسم الباطنة والجراحة بكلية التمريض جامعة حلوان، بعض الدراسات والأبحاث المتعلقة بحدوث الجلطة حيث تقول: تؤدى الجلطة الدماغية أحيانا إلى فقدان القدرة على الكلام، وغالبا ما يحتاج المرضى إلى تمرينات خاصة لاستعادة النطق من خلال إعادة تنشيط المناطق التى تعطلت فى الدماغ.
فقد أعلن عالم الأعصاب الألمانى (جوتفريد شلاوج) فى جامعة هارفارد الأمريكية أن إعادة القدرة على الكلام لمن فقدها بسبب الجلطة الدماغية ممكنة باستخدام الموسيقى والغناء.
وقال أثناء مؤتمر علمى عقد فى سان دييجو بولاية كاليفورنيا الأمريكية إنه من الممكن أن يسترجع المرضى الذين تعرضوا لتلف مراكز النطق بسبب إصابتهم بجلطة دماغية حادة القدرة على الحديث من خلال الغناء.
وأضاف شلاوج أن الموسيقى تعمل على تنشيط مناطق معينة على جانبى المخ، فيتأثر بها مركز النطق الذى يوجد على الجانب الأيسر من المخ، وأن سلسلة من النغمات البسيطة تمنح المرضى دعامة ما لمساندة محاولاتهم اللغوية، مبينا أنهم يتعلمون فى البداية المئات من الجمل البسيطة مثل "أنا جائع"، "أنا عطشان"، "أرغب فى الذهاب إلى المرحاض".
وأن هناك مرضى وصلوا إلى مستوى كبير من خلال العلاج بالغناء لدرجة أنهم تمكنوا من إلقاء خطبة علنية أمام الجمهور، وعادة ما يتولى مختصون فى الدول الغربية تدريب المرضى على النطق فى المستشفيات وبعد الخروج منها، أما فى الدول التى مازال فيها عدد الأقارب كبيرًا، ومن بينها الدول العربية، فغالبا ما يلعب الأقارب والأصدقاء دور هؤلاء المختصين من خلال زياراتهم المتكررة للمريض وسؤالهم عن صحته.
ومنذ القديم تعد الموسيقى غذاء الروح كما يقول العالم الألمانى، ولذا ينصح بالاستماع إليها والتمتع بها بشكل يومى وقام العالم الألمانى الذى ينحدر أصلا من منطقة مونسترلاند فى ألمانيا بوضع أول كتاب عن هذه الطريقة العلاجية الجديدة.. وأثبتت صور الأشعة الملتقطة للمخ بعد العلاج أن المراكز اللغوية التى حركتها الموسيقى ارتبطت بالمخ بطرق جديدة.
ووفقا لكلام شلاوج فإن عيب الطريقة الجديدة للعلاج يتمثل فى طول مدتها التى تحتاج إلى 75 جلسة علاجية على الأقل، الأمر الذى يكلف الفرد مبالغ مادية طائلة بسبب نفقات البقاء بالمستشفى.
وأوضح شلاوج أنه يمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال تعليم الأقارب والأصدقاء خطوات هذه الطريقة العلاجية الجديدة بحيث يقومون هم أنفسهم بتدريب المرضى عليها يوميا.
ساحة النقاش