إعداد: محمد صالح علي
بدون ذراعين.. بدون ساقين.. فقط هو عبارة عن جزء علوي من جسم إنسان".. ربما لا يصدق أحد أن هذه مواصفات إنسان على قيد الحياة، فضلا عن أن يصدق أن صاحبها شاب نجح في أن يصبح رئيسا لإدارة شركتين من كبرى المؤسسات الأمريكية.
"نيك نيكولاس" الشاب الأسترالي البالغ من العمر -24 عاما- هو صاحب هذه المواصفات، ورغم أنه ولد معاقا في أسرة أسترالية فقيرة إلا أنه قرر ألا تقف إعاقته حاجزا أمام طموحه ليحول حياته من حياة بلا أطراف إلى حياة بلا حدود.
لقد وضع نيكولاس نصب عينيه أنه ليس وحده ذا إعاقة، "فجميع البشر لديهم إعاقات، فالخوف إعاقة، والخجل إعاقة، والتردد إعاقة، والكمال لله وحده، ولكن الأمل والثقة والإرادة هي الأشياء الأساسية التي يجب أن يحصل عليها الشخص السوي في حياته"، بحسب ما ذكره لصحيفة "المصري اليوم"، وبرنامج العاشرة مساء بقناة دريم الفضائية.
وبهذه الإرادة استطاع نيكولاس الذي يعيش حاليا في الولايات المتحدة أن يكمل تعليمه المدرسي والجامعي ليحصل على ثلاث شهادات في الاقتصاد وإدارة الأعمال عام 2003، بجانب إجادته للسباحة وركوب الخيل والجولف وكرة القدم.
كما أصبح رئيسا لواحدة من أكبر المؤسسات الأهلية في أمريكا التي ترعى الإعاقة وهي"attitudeisaltitude"، ورئيسا لشركتين من أكبر الشركات الأمريكية.
فترات عصيبة
ورغم روح الإرادة والتحدي التي تسيطر عليه إلا أنه لا ينكر أنه مر بفترات عصيبة خاصة في مرحلة الطفولة جعلته يحاول الانتحار.
وواجه نيكولاس تحديات مالية خلال مشوار حياته: ففي عام ١٩٩٠ غيرت الحكومة الأسترالية القانون، ولم يسمحوا للأطفال المعاقين بالذهاب للمدارس العادية، ولم تدفع أية مساعدات مالية لوالديه لمساعدته على إكمال تعليمه، ولكن أهله قرروا أن يتكبدوا عبء مصاريف مدرس خاص له، ليستكمل تعليمه من المرحلتين الابتدائية والثانوية.
وفي الجامعة كانت المصروفات غالية جدًّا وأهله لا يقدرون على دفعها بمفردهم، لذا قامت إحدى الشركات الخاصة بمساعدته على استكمال تعليمه.
وعن أهم العوامل التي ساعدته في التغلب على هذه التحديات، تمثلت في أبويه اللذين تمكنا من تشجيعه وغرس الأمل بداخله ونجحا في إعادته إلى حب الحياة مرة أخرى والتمسك بها؛ حيث ظلا يرددان على أذنيه دوما مقولة "نظرتك لنفسك.. هي ما تجعل الآخرين ينظرون لك".
جولة عالمية
وبعد هذا النجاح الذي حققه يحرص نيكولاس على مساعدة كل صاحب إعاقة من خلال توفير المناخ الصحي والطبي للمعاقين وإمدادهم بالأجهزة التعويضية.
وحاليا يجوب "نيكولاس" العالم سعيًا وراء عمل علاقات مع الحكومات والمؤسسات الأهلية في مختلف أنحاء العالم لتغيير نظرة المجتمعات للمعاقين وتفعيل دورهم في المجتمع؛ حيث قام بزيارة 19 دولة زار فيها مؤسسات رعاية المعاقين والملاجئ والسجون والمؤسسات المعنية برعاية الأطفال الأيتام، راجيًا بذلك نشر الأمل في نفوسهم وتقديم الدعم لهم.
ساحة النقاش