إعداد: محمد صالح علي

كان الناس بالأمس القريب يعتقدون أن القراءة والكتابة للكفيف أمر مستحيل، بينما كان هناك شاب فرنسي له نظرة أخرى، إنه لويس برايل ، فرنسي كف بصره وهو طفل عمره 3 سنوات عندما كان يلعب بمثقاب الجلود الخاص بوالده ففقأ إحدى عينيه ثم ما لبث أن فقد عينه الأخرى بعد أيام قليلة نتيجة العدوى. ولد برايل عام 1908 في قرية صغيرة بالقرب من باريس، ولم يمنعه فقد بصره من أن يتعلم مثل أقرانه المبصرين،فالتحق بمدرسة قريبة من منزلة ، ولكنه لم يستطع أن يستمر في هذه المدرسة لأنه لم يكن يملك المصروفات الخاصة بهذه المدرسة ، فسافر إلى باريس حيث التحق بمدرسة داخلية للمكفوفين ، وكانت الصدمة أمام لويس عندما عرف أن المدرسة لا يوجد بها كتب خاصة يمكن للمكفوفين قراءتها، باستثناء بعض الكتب الضخمة جدا ذات الحروف الكبيرة ، وهي غالية الثمن ، ولم يكن بالمدرسة غير 14 كتابا فقط من هذه الكتب الضخمة ، ومكث لويس عليها يقرأها بصعوبة شديدة، وما إن ينتهي من قراءة جملة منها حتى يكون قد نسي بدايتها . ، مما دفعه إلى التفكير في طريقة أسرع يستطيع المكفوفون الاعتماد عليها في القراءة والكتابة ، فكانت طريقة برايل التي تعتمد على نظام النقاط البارزة ، التي استوحاها من طريقة كانت تستخدم من قبل ضباط الجيش الفرنسي لتقديم التعليمات للجنود في الليل لقراءتها دون الحاجة إلى أضواء وذلك بتلمس الورق بأطراف أناملهم ، وظل لويس يفكر في الطريقة التي يعدل بها هذه الرموز حتى تكون سهلة بالنسبة للكفيف . وبعد كثير من البحث والتفكير ينظر لويس إلى المثقاب الذي فقأ به عينه ويمسك بقطعة رقيقة من الجلد ثم يكتشف الحل ، إن المثقاب الذي أفقده بصره هو نفسه الذي سيفتح به الباب أمام الملايين من المكفوفين ليتعلموا من خلاله القراءة والكتابة. 

  • Currently 297/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
100 تصويتات / 2470 مشاهدة
نشرت فى 14 يونيو 2009 بواسطة sn1

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

199,106