عندما يكون الإنسان مختلفاً ومتميزاًعن الآخرين .. في أفكاره وأسلوبه في الحياة يمكننا أن نعتبره من الذين لامثيل لهم .. لأنهم غيروا حياتنا ..أوأضافوا لحياتنا جديداً لم يسبق أن عرفناه.. فلا يوجد مثيل لبيل جيتس .. وزوكربيرج .. وشكسبير ونيوتن ودارون والفارابي وابن الهيثم ....وطه حسين وعباس محمود العقاد وإحسان عبد القدوس ومحمد حسنين هيكل .. ولا المخترعات والمبتكرات الحديثة كالموبايل ..ويوتيوب وفيس بوك وجوجل وواتساب وتويتر وانستجرام
إن من يستطيع استغلال ذكائه ويتعلم العديد من المهارات - وخاصة النادرة - ويعمل بجد وإخلاص .. غالبا يحقق النجاح الذي يجلب له الثروة والشهرة.. أقول غالبا لأن القاعدة العامة لها استثناءات بسبب الظروف التاريخية والجغرافية والسياسية والإجتماعية .. وهو مانسميه أحيانا الحظ ..وفي كل العصور يذهب النجاح بالثروة والشهرة إلي من نسميه أحيانا المحظوظ وأحيانا أخري القائد أوالزعيم أوالعالم .. وأيضا الإنتهازي.
إذا سألنا عن الشخصيات المختلفة الأكثر تأثيراً في تاريخ الإنسانية .. فإننا نحتاج لمعايير نستند إليها في تحديد تلك الشخصيات .. ولكني أميل إلي اختيار ما نشره موقع ( بالتوداي دوت بي إس) المستند إلى نظام حسابي طوره العلماء استناداً إلى أن الشخص(المختلف) هو من يبقى حاضراً 200 عام بعد وفاته .. ويظل مؤثراً في تاريخ البشرية مثل :
نابليون بونابرت .. وليم شكسبير ..إبرهام لينكولن ..جورج واشنطن ..إدولف هتلر..أرسطو .. ألكسندر الأكبر ..كارل ماركس ..يوليوس قيصر..مارتن لوثر كينج .. جوزيف ستالين..إلبرت أينشتاين .. كريستوفر كولومبس ..إسحاق نيوتين.. موزارت..لويس الثالث عشر..بيتهوفن.. ليوناردو ديفنشي .. تشيرشيل .. توماس اديسون.. ديزموند فرويد.. غاندي.. يوهان سبستيان باخ .. جاليليو.... جان بول سارتر
هناك الكثير من رجال الأعمال والفنانين والإعلاميين الناجحين ..وأخيراً وجدنا فئة جديدة استوعبت لغة العصر وصار بعضهم أشهر وأغنى من كثير ممن كنا نعرفهم في الماضي .. يطلون علينا من خلال الميديا الحديثة .. وكلهم تجمعهم كلمة (الإنفلونسرز) أو (المؤثرون الرقميون) .. أي الذين لدى أحدهم شهرة ضخمة يصل عدد من يعرفونه ويتفاعلون معه ويتأثرون أحيانا بأفكاره إلي ملايين الأشخاص.. عدد يفوق سكان العديد من دول العالم وليس سكان دولة واحدة .. فالملايين الذين يعرفون (زوكر بيرج )مؤسس فيس بوك..بشهرته الطاغية قد لايعرفون الآلاف من زعماء الدول والمليونيرات والفنانين والعلماء.
وعلى مدى التاريخ البشري ساهم (المختلفون ) في تغيير نمط الحياة ..كانوا ملهمين فقدموا للبشرية ماساهم في تطورها ... وجعلونا نتقبل الحياة بحلوها ومرها وساعدونا على أن نعبر الصعاب وقدموا لنا حلولا اعتقدوا أنها تسعدنا .. لقد صنعوا تاريخ البشرية وطوروا أسلوب الحياة ..
هل ماقدمه للبشرية العمالقة العظام : بيل جيتس وجيف بيزوس و زوكربيرج وغيرهم.. يقل أهمية عما قدمه ابن سينا أو الفارابي أو الخوارزمي ؟
ان المسألة ليست في مجال المقارنة والأفضلية ..ولكن كل واحد أدي للبشرية خدمة نقلتها خطوة إلى الأمام .. على حسب إمكانياته وظروف عصره فكل واحد كان مؤثراً بشكل ما .. له ماله وعليه ماعليه. مخترع الديناميت هو نفسه صاحب جائزة نوبل في العلوم والآداب .. يعني المسألة نسبية تحددها ثقافة البشر وظروفهم التاريخية والجغرافية. . وكل واحد كان يعتبر نفسه عبقرياً بما قدمه للآخرين لدرجة أن أبا العلاء المعري تباهى بأنه استطاع أن يقدم للبشرية مالم يستطع الأوائل أن يقدموه رغم أنه جاء بعدهم بسنوات طويلة .. وتراثه بالفعل يقول أنه قدم فعلا الجديد .. لكنه لم ينظر إلى الحياة على أنها سلسلة مترابطة يقدم فيها كل جيل جديداً يساهم في التطور البشري .. ولنتذكر هذا الموقف الذي يلخص المسألة كلها عندما جاء من يسأل المعري: ألست أنت القائل:
وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم يستطعه الأوائل ؟
فاجاب مبتسما وهو يهز رأسه فخراً :نعم أنا .. فقال السائل: الأوائل وضعوا ثمانية وعشرين حرفاً للهجاء.. فهل لك أن تزيد عليها حرفاً واحداً؟ فسكت أبو العلاء ثم ردد: والله ما عهدتُ لي سكوتاً كهذا السكوت من قبل.
ولا ننتظر الاجابة فكل (المختلفون) يكملون حلقات السلسة ليسرد التاريخ علينا صفحاته.. والمهم أن نستفيد ونفيد.