<!--
أخي القارئ..
اسمح لي بأن أهمس في أذنك بحديث يخصك ، نعم هو من شؤون حياتك وعلاقاتك الخاصة ، لكن لمَّا كان المسلم أخو المسلم لا يقف عن نصحه وإرشاده ، ولا يتردد في إنقاذه ما استطاع ،أريد أن أقول لك: لماذا تتأخر عن الزواج؟؟؟
لماذا تحرم نفسك الاستقرار؟؟؟
نعم أخي لقد حرمت نفسك من خير متاع الدنيا ، وكيف لا يكون الزواج من خير متاع الدنيا ورسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) يقول: « حبب إليَّ من دنياكم النساء والطيب ،وجعلت قرة عيني في الصلاة » [صحيح الجامع: 3124]
وليت شعري أرضيت لنفسك العنوسة عن الزواج ، وأنت تعلم وتسمع قول الودود الرحيم سبحانه:-
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ الروم:21
نعم آيات لقوم يتفكرون في هذا الزواج الذي جعله الله سكناً ومودة ومحبة ورحمة ، فيا الله كم من المودة والمحبة والألفة والرحمة التي تكون في قلب كلا الزوجين ، ألم تر إلى الفتاة تكون في بيت أبيها لا تريد الخروج منه ، ثم ما أن تدخل بيت زوجها وتبدأ بينهما المودة والرحمة حتى يكون هذا العش الجديد السعيد أحب إليها من بيت أبيها.
ثم أخي ألم تسمع إلى قدوتنا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم) حين نادى الشباب إلى الزواج وحثهم عليه فقال: « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء » [صحيح ابن ماجه: 1495]
وكيف أيها المحب لو علمت أن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) عاتب من
عزف عن الزواج من أجل التعبد فضلاً عن ما يدّعيه بعض الشباب والفتيات من إكمال الدراسة ونيل الشهادات العليا ، فعن أنس -رضي الله عنه- أن نفراً من أصحاب النبي(صلى الله عليه وسلم) قال بعضهم لا أتزوج ، وقال بعضهم أصلي ولا أنام ، وقال بعضهم أصوم ولا أفطر. فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: « ما بال أقوام يقولون كذا وكذا ، لكني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني » [صحيح النسائي: 3016]
وقد يزداد الأمر سوء حينما يكون هذا العزوف من فتاة شابة وما ذلك إلا لإكمال الدراسات العليا وأخذ الوظيفة المثلى أو الحصول على فتى الأحلام الذي رسمته لنفسها ، إمَّا عن طريق أضغاث أحلامأو صور أفلام الغرام.
و ما تكون اليقظة منها إلا عندما يفوتها القطار أو بذهاب ريعان الشباب ، فكم نقرأ بين الحين والآخر في الصحف اليومية أو المجلات الدورية صرخات امرأة تقول:- خذوا شهاداتي ومعطفي وكل مراجعي ،وأسمعوني كلمة ماما
قالت إحداهن والبكاء يقطع أحشاءها:
لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة فقـــد قيل ، فما نالني من مقالها ..
فقل للتي كانت ترى فيَّ قدوة هي اليوم بين الناس يرثى لحالها ....
وكل مناها بعض طفل تضمه فهـــل ممكن أن تشتريه بمالها ....
أختاه ولو أن المرء منا يدرك ما يتمنى لقلت لك امض على ما تودين أن يكون لك ، لكن كما قال الشاعر:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فإن الصغير يكبر ، والجديد يقدم ويبلى ، والعمر يمضي ، والشيخوخة تقبل.
فاحذري أختي المسلمة حتى لا تقعي في شباك العنوسة ، وتندمي حين لا ينفع الندم.
وأخيراً أدعوك أخي الشاب وأختي الشابة أن نقول معاً بقلب قانع وصدر منشرح ، وعقل متزن:
نعم للزواج الشرعي..... لا لحياة العزوبية
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->
<!--[endif]-->
ساحة النقاش