تعرضنا فيما سبق للعديد من الأكلات المرتبطة بسياق معين ، مثل احتفاليات الزواج ، وعاشوراء ، والعشيان الموسمية ..الخ
الا أن هناك العديد من الوجبات الخاصة التى تتميز بها المنطقة منها مايلى :
<!--( فتة الحليبة ) وهى وجبة افطار شائعة فى أنحاء الداخلة ، وهى عبارة عن تقطيع الخبز الشمسى الى قطع صغيرة ، يضاف اليها الحليب الساخن (من البقر المنتشرفى المنطقة ) ومغه القليل من السكر ، ثم يترك حتى يتشبع الخبز بالحليب قبل الأكل . ويطلق على هذه الوجبة بنفس مكوناتها مسميات مختلفة ، مثل( مغلية ) فى قرية الراشدة ، وبعض القرى الأخرى
<!--( الرز والفتة ) وهو الوجبة العامة والمسيطرة على عادات الطعام فى كافة الواحات الداخلة فى وجبة الغداء ، وكثيراما يتناولها الفلاحون ليلا بعد عودتهم من الحقول ، ويتم اعداد الفتة أولا فى الأنجر( طبق كبير من الصاج ) ،وتضاف عليها تقلية الثوم ثم يضاف الأرز فوقها ، ويتوج الأنجر بقطع اللحم .
<!--( الجبنة المعطونة ) وهى من أنواع الجبن الذى تتميز به الواحات الداخلة دون غيرها ،
تخصصت فى صناعته قريتى أسمنت والمعصرة ( المتجاورتين جغرافيا) وتبدأ خطوات صناعته مثل الجبن القريش المعروف ، الاأنه بعد خطوة ( حصير الجبن ) يتم تعبئته فى أوانى فخارية ، تسمى الواحدة منها ( طرشية ) وهى أشبه بالزلعة المعروفة فى صعيد مصر ، وبعد التعبئة يوضع الملح ( بكثافة ) بين طبقات الجبن وفوقه ، ثم يتم غلق الطرشية بسدة من ليف النخيل ، وفوقها طبقة من الطين ، للمزيد من احكام الغلق ومنع دخول الهواء الى داخلها ، وتترك الطرشية لمدة تتراوح من 4-7 أشهر ، حتى تكون صالحة للأكل ، وأشد ما تتسم به هذه النوعية من الجبن ، هو أنها فائقة الكراهة فى الرائحة التى تنتج عن درجة التعطن الشديدة طبقا لمدة غلق الطرشية ، وبرغم ذلك فأنها تتسم بطعم غاية فى الاغراء، ومن المعتاد أن تلحظ الاقبال على شرائها فى سوق مدينة موط ، حيث تجلبه السيدات المنتجات له من أسمنت والمعصره .
<!--( اللبسان ) وهو نوع من الخضر ( الشيطانية ) مايعنى بأنها لاتقاوى لها ، فتنبت مع محصول القمح بدون بذور ، وهو نبات شتوى ، وتناوله مطبوخا فى كافة مناطق الواحات الداخلة ، يؤكل كوجبة خضر مطبوخة منفردة ،أو طبخه مع الأرزفى وجبة متكاملة تسمى ( رز اللبسان ) وهو نبات يشبه الخبيزة أو السبانخ ، ويتم تخريطه بنفس طريقتها ، وهو يشتهر شتاء حيث يطلق عليه السكان هنا ( المضاد الحيوى ) لأمراض البرد ، خاصة ماتتسم به الواحات من برودة قارسة فى ليالى الشتاء ، أما عن طريقة اعداد اللبسان للطعام ، فهو يتسم بمرارة شديدة ، مما يفرض غليه وتصفية ماءه لأكثر من مرة للتخلص من هذه المرارة غالبا ما يؤكل كوجبة افطار للفلاحين ممن تضطرهم مواعيد استحقاقهم لمياه الرى ليلا ، وتعرضهم لطقس الشتاء الصحراوى ، ورز اللبسان يعشقه الكثيرون من السكان على اختلاف وتفاوت طبقاتهم ، بسبب قناعتهم الكاملة بفائدته الغذائية والطبية .
<!--( الطليعة ) وهى من الوجبات المهمة التى تستمد شيوعها من انتشار تربية الأبقار، مما تتوافر معه الألبان بكميات كبيرة ، ما يجعل الحليب متاحا للعامة بيسر وسهولة ، والطليعة هى اللبن المختمر ، فى مرحلة ماقبل ( الخض ) أى كامل الدسم ، ويكون قوامه أشبه بالجيلى ، ويؤكل بالملعقة ، وغالبا ما يكون لوجبة العشاء ، لما تشتهر به الطليعة من فوائد هضمية .
<!--( المريسة ) وهى مشروب يرتبط بالصيام فى شهر رمضان كمشروب ( مثل الخشاف ) قبل تناول طعام الافطار وهو من العادات الآخذة فى الاندثار ، ولم تكن تنتشر سوى فى مدينة موط عاصمة الداخلة ، وهى عبارة عن بلح مخلى من النوى ، ويضاف اليه حبات المشمش الجاف بعد نقعها فى الماء ليوم سابق ، وبعد خلط السائلين معا، يشرب باردا .
<!--( العصيدة ) وهى تختلف تماما عن العصيدة الخاصة بالبدو فى سيناء ومطروح ، فهى هنا عبارة عن مطبوخ بلح العجوة مضاف اليها بعض الدقيق وتترك على النار حتى يغلظ قوامها قليلا ، ثم تؤكل خاصة فى وجبة العشاء الشتوية ، فهى وجبة غذائية تبعث الدفء ، لما تضمه من سعرات حرارية عالية ، فضلا عن وفرة عناصرها من الانتاج المحلى ..
ساحة النقاش