الضغوط النفسية . . أسبابها . . والوقاية منها تعتبر الشخصية المتزنة والمتمتعة بالصحة النفسية إذا تكاملت جوانبها وانتظمت في كيان نفسي متضامن لاتنهكه الصراعات التي قد تدب داخل هذا الكيان ,أما إذا تعرضت الشخصية لاختلاف وعدم اختلاف بين كامل مكوناتها تعرضت لصراعات موصولة وإحباطات متعددة
أدى هذا إلى سوء توافقها الشخصي والاجتماعي وبدت عليها مظاهر الاضطراب والشذود والإنحراف . والضغط النفسي جزء لايتجزأ من حياتنا اليومية في هذا العصر ,وهذا لايعني أن الضغوط النفسية لاتتراكم في نفس الإنسان وشخصيته فالكثير منا يعاني من تأثيراته المباشرة كما يظهر في علاقات وأعراض نفسية وعضوية متنوعة والبعض الآخر يبقى خفياً لايظهر إلا عندما يتعرض الشخص لآثاره المخربة والمتعثرة بشكل تدريجي فهو يؤثر على نفسية الشخص وأجهزة الجسم نتيجة تعرض الشخص للقلق والإحباط الذي قد يجد الطبيب صعوبة في كشف أسباب ارتفاع الضغط الشرياني أو الصداع أو آلام الظهر مع مايرافق ذلك من أعراض نفسية مثل فرط التهيج وضعف التركيز والعصبية .
إن هذه الأعراض هي بعض العلائم الذاتية النفسية والعضوية لاضطرابات الضغط النفسي .
معنى الضغط النفسي : حالة من التوتر الشديد تحدث بسبب عوامل خارجية تضغط على الفرد وتخلق عنده حالة من اختلال التوازن واضطراب في السلوك أما مصادر الضغوط النفسية فكثيرة منها مايرجع إلى متغيرات بيئية خارجية كالطلاق والوفاة ,وخسائر مادية كبيرة والهجرة وترك العمل ومنهامايرجع إلى متغيرات داخلية كالصراع النفسي والطموح الزائد والتنافس وطريقة التفكير .
ويمكن النظر للضغط النفسي من وجهتين أثنتين هذا بالإضافة إلى أن هناك مواقف تخلق الضغط النفسي :
1- العلاقة الأسرية المضطربة : إن العلاقة الإجتماعية أو الأسرية المضطربة تخلق ضغطاً نفسياً على الشخص وقد يستحوذ على كامل الشخصية ويصبح القضية الأولى في حياة الفرد .
2- عدم القدرة على الاسترخاء : إن الإلحاح على إنجاز أو أداء عمل ما ,ثم التصدي لعمل آخر من غير أن تترك لنفسك فرصة للراحة وتهدئة للذهن واسترخاء للجسم معناه إطالة الضغط وزيادة التوتر وإمداده بزخم قوي ينهك الشخص .
3- الثورات الانفعالية والغضب : إن كبت الحالات الإنفعالية المستمر وعدم التعبير عن معناه لتحويل آثارها الى داخل العضوية وتبقى في الداخل بشكل دينامي أيضاً إن هذه التراكمات للإنفعالات المكبوتة سوف تحدث اضطراباً في أي عضو ضعيف عند الشخص أو ذي الاستعداد للإصابة بالمرض ويفضل دوماً تحرير هذه المشاعر وتبريرها بأسلوب مناسب .
4- سلوكية الاتقان والكمال في الحياة: إن بعض الأشخاص يشعرون دوماً بالفشل والاحباط بسبب عدم عثورهم على الشخص الكامل المتقن إذ من المستحيل أن يكون الإنسان كاملاً بالصورة المثالية فالفرد الذي يفشل في التعامل مع الفشل والإحباط يكون دوماً حبيس مشاعر الضغط والتوتر ورفض الذات .
5- الميل نحو التنافس المفرط : إن الميل التنافسي الصحي ( الشريف ) الذي لاإفراط فيه ظاهرة سوية عند الإنسان ولكن التنافس المستمر واتخاذه أسلوباً في الحياة وهدفاً لكل أنشطة الفرد يعتبر باعثاً على الضغط النفسي .
6- الصلابة في السلوك : إن عدم المرونة في التعامل مع الناس ومواجهة المواقف يعني البحث عما يزعج ويتعب في حين أن المرونة في السلوك والتصرف يترك للشخصية حريتها ونموها السوي .
7- فقدان الصبر أو التحمل : إن الالتزام بالجدية المطلقة أو النسبية في علاقتك مع الناس ينمي الضغط وسلوك الإثارةوإذا كان الشخص عجولاً وغير صبور ويتوقع من الآخرين إنجاز الأعمال بسرية فإنه من الاضطرابات وذلك عند شخصية مهيأة وذات استعداد مسبق للوقوع في الاضطراب وهكذا تكون حادثة مثل وفاة عزيز ,خسارة , صدمة عاطفية بمثابة المثير الضاغط والأخير الذي ظهرت بعده الأغراض على شكل تناذر أو زملة مرضية .
2- قد ينظر إلى الضغط النفسي على أنه مثير أو عامل حاسم للمرض ,بل على أنه استجابة تمثل ردود فعل عضوية ونفسية محدثة اضطرابات متعددة في العضوية - على أنها أعراض عضوية ناتجة عن عوامل انفعالية وأن هذه العوامل هي الضغط أو الشدة النفسية وتضم الاضطرابات السيكلوماتية (وهي اضطرابات عضوية ذات مصدر نفسي ) مدى واسع يشمل : الصداع , الربو , القرحة , السكري , ضغط الدم
علامات الضغوط النفسية : إن التطورات التكنولوجية قد زادت عن مشاغل الحياة اليومية وأعبائها وتضاءل وقت الفراغ وانحسر ,إذ إننا نجد رجال الأعمال مرتدين ألبسة السباحة على الشاطئ في يوم مشمس يتمشون وهم يحملون أجهزة الهاتف النقالة ويخططون لأعمال ولقاءات اليوم التالي ولم يعد هناك وقت للراحة أما أعراض وعلامات التعرض للضغوط النفسية فهي علامات عضوية وعلامات نفسية .
1- العلامات العضوية: وهي متنوعة :حموضة المعدة - غثيان - ألم بطني تشنجي - إمساك - فقدان الشهية - أرق - كوابيس وأحلام مزعجة ألم في الظهر والكتفين - تسرع في القلب
2- العلامات النفسية : وهي كثيرة - الضيق - الكابة - فرط التهيج - فقدان الصبر - الغضب - صعوبة الكلام والملل والإنهاك وضغط التركيز .
أسباب الضغوط النفسية : بالنسبة للمجتمعات الصناعية يبدو أن أصحاب المهن التالية أكثر تعرضاً لمخاطر المهنة على مستوى الضغوط والتوتر النفسي الشديدين
وقد يهتم المجتمع بالجماعة أكثر من الفرد وقد يفرض المجتمع نفسه والصراع والرقابة الاجتماعية المفرطة وقد يتعرض المجتمع لبعض العوامل الهدامة التي تؤثر على الصحة النفسية للأفراد مثل الفساد والانحلال وعدم الاستقرار والاضطراب والتفكك ,وتعتبر الوقاية من الضغوط النفسية من أهم مستلزمات المجتمع نحو أفراده لكن يبدو لنا أن الضغوط النفسية خبرات يمر بها كل إنسان وهي ليست ذات مصادر بيئية خارجية فقط وإنما هي من صنع ذات الشخص أيضاً ومن داخله ويحاول كل شخص أن يواجه المواقف الضاغطة والباعثة على التوتر باتباع أساليب عديدة تبعد الخطر عن الشخص وتعيد له حالة التوازن إلا أن بعض الناس يخفقون في ذلك بسبب طبيعتهم الشخصية وسماتهم النفسية فإنهم يفشلون في ذلك ويبقون تحت رحمة الضغط والتوتر ,فتظهر عندهم اضطرابات مرضية متنوعة وفيما يلي بعض الاستراتيجيات لإضعاف الضغط النفسي :
1- على الفرد أن يتخلص من آفة السرعة في العمل وأن يعمل بهدوء وانتظام
2- يجب تحاشي إنجاز أعمال كثيرة في أوقات محدودة
3- التخلص من محاولة نظر الشخص على أنه مثالي
4- يجب أن يعبر الشخص عن نفسه وانفعالاته وأن يقول لابثبات
5- تطوير أساليب تمكن من تعديل سمات الشخصية غير المرغوبة في نفس الشخص
6- تخصيص أوقات للراحة وممارسة الأنشطة والتأمل وخاصة الاسترخاء
إذاً فالضغط النفسي يؤدي إلى إظهار الاضطراب النفسي بطريقة سافرة فهو كالقشة التي قصمت ظهر البعير مثل الذين ينتقلون من حضارة إلى آخرى تغاير طريقة الحياة التي تعودوا عليها .
حيث تظهر هذه الضغوط لديهم بطريقة صحيحة على شكل عقد وانفعالات ودوافع مكبوتة لكننا لانستطيع أن نرجع اضطرابات الشخصية إلى عامل واحد بل إلى عدة عوامل داخلية جسمية ونفسية تتظافر مع عوامل خارجية مادية واجتماعية . ونتمنى للجميع صحة نفسية جيدة ....مع تحياتى / مصطفى حافظ محمد الجندى
ساحة النقاش