معايير الامن والسلامة المهنية المتقدمة وأساليبها الحديثة
Advanced occupational safety security standards and modern methods
د.سفيان منذر صالح
مفهوم ومعايير السلامة المهنية :
سلامة الأفراد وحمايتهم من أهم الموضوعات ومن أبرز التحديات التي تواجه يوميا أهل الاختصاص وأرباب العمل ،لأن حماية العنصر البشري من مخاطر العمل يعني حماية ألاقتصاد الوطني والمجتمع،ومع انتشار الصناعة وتقدمها في هذا القرن وما صاحبه من مخاطر الصناعة وحفظ الممتلكات من التلف .
ومن هذا المنطق كانت حماية العاملين وتوفير بيئة عمل أمنة وصحيحة في المؤسسات عن طريق نشر الوعي الوقائي بينهم وتبصيرهم بالأخطاء المتوقعة في العمل وتكوينهم على استخدام أجهزة الوقاية من خطر الإصابات وتعريفهم بطرق العمل الصحيحة لتقليل الإصابات والمحافظة علي العاملين والآلات والمعدات،وهي واجب إنساني ومسؤولية حتمية ونطاقها واسع فهي تشمل جميع ميادين الحياة أينما وجد الإنسان ،إلا أن الحاجة تزداد في المصانع التي تكون فيها حوادث العمل مرتفعة.
فما هي السلامة المهنية إذا وهل من أهمية لها ؟.
1- تعاريف السلامة المهنية :
السلامة المهنية مفهوم واسع ذو جوانب متعددة ،عرفت عدة تعاريف تتشابه في عدد من أجزائها وتختلف في أخري ، وسوف نتعرض إلى بعض هذه التعريفات منها :
" تعني الأداء الأمني في البيئة ومكان العمل ،والذي يضمن عدم وقوع الحوادث ،أو التقليل منها قدر الإمكان وإلى المستوى الآدنى أثناء التعامل مع الآلات المختلفة.
وبشكل عام يمكن بلورة تعريف للسلامة المهنية كما يلي :
"هي مجموعة من الإجراءات والقوانين التي تهدف إلى حماية عناصر الإنتاج وفي مقدمتها العنصر البشري من التعرض للحوادث أثناء العمل،وتوفير الظروف المادية والنفسية لأداء العمل بإنتاجية عالية".
2- أهداف السلامة المهنية :
تهدف السلامة المهنية إلى الحد من الأخطار التي يواجهها العامل بسبب استخدام للعديد من الآلات والمعدات،وكذلك الصحة من الأمراض المهنية الناتجة عن ممارسة الأعمال المهنية،وأيضا السلامة في بيئة العمل ذاتها وما يصاحبها من أخطار،كل هذه العوامل هي بمثابة الأهداف الرئيسية لمفهوم السلامة والصحة المهنية أي يجب أن تحقق ما يلي:
- حماية العنصر البشري.
- حماية المهارات والخبرات والتخصصات وتنميتها.
- رفع المستوي الفني للعاملين بالتمرين والتكوينالمستمر.
- تحديد طرق الأداء وتسييرها بأقل المجهودات وأقل المخاطر.
- منح الثقة للمنشآت وتشجيعها باستمرار.
- المشاركة في تنمية الاقتصاد
- تثقيف العاملين وتوعيتهم بالالتزام بتعليمات وإرشادات الصحة والسلامة المهنية
- توفير بيئة عمل أمنة تحقق الوقاية من المخاطر وذلك باتخاذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة
- تخفيض تكلفة الإنتاج بتوفير الأموال التي تدفع لنتيجة وقوع حوادث العمل .
- تخفيض تكلفة النفقات المتعلقة بوقت العمل الضائع نتيجة حدوث إصابات العمل.
والأمراض المهنية ، تكاليف استبدال العامل وتكوين من يحل محله ، والنفقات التي تترتب علي ذلك من تأخير في مواعد العمل والتسليم.
- تكريس الجهود لتحقيق الرفاهية للعاملين وتقليل حوادث العمل.
- تحقيق بعض الجوانب غير ملموسة كرفع الروح المعنوية للعاملين والعلاقات الإنسانية.
ولتحقيق هذه الأهداف يجب العمل علي ما يلي :
- تخفيض معدل دوران العمل.
- تخفيض معدلات الغياب.
- تحسين سمعة المؤسسة وعلاقتها العامة.
ويضيف المختصون على هذه الأهداف ما يلي :
- تحديد المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الفرد في العمل وخارجه من المخاطر المهنية.
- كيفية أداء العمل أو الأعمال بطريقة سلمية وأمنه.
- توضيح تأثير الحوادث والإصابات .
- مراعات عدم الإهمال في أداء العمل .
- التعرف والعمل علي حل المشاكل الشخصية والاجتماعية للأفراد في العمل.
- التكوينالكافي في أداء الأعمال الخطرة بمهارة و سهولة.
- الوضوح الكامل عند أداء الأعمال.
3- مفهوم إدارة السلامة المهنية والصحية :
لقد أولت إدارة الموارد البشرية اهتماما كبير للحفاظ علي القوي البشرية العاملة من الآثار السلبية الناجمة عن حوادث وإصابات العمل سواء ما يتعلق منها بالسلامة المهنية OCCUPJTIONDL SAFETY والتي تعني صيانة وحماية العاملين من الإصابات الناجمة من حوادث العمل وكذلك الصحة المهنية.
OCCUPJTIONDL HEATH والتي تعني الحفاظ علي العاملين من الأمراض النفسية والبدنية الناتجة عن العمل،ولذا فان مفهوم السلامة بشقيها الصحي والمهني يتطلب اتخاذ جميع الإجراءات والخدمات من قبل إدارة الموارد البشرية في المنظمة لحماية وصيانة جميع عناصر العملية الإنتاجية أو الخدمات من الإصابات والحوادث الناجمة عن العمل،وإذا أن العنصر البشري يشكل الأهمية الكبيرة التي توليها إدارة الموارد البشرية .
الاهتمام الكبير ضد الحوادث ACCIDENT التي تمثل الخسارة التي تلحق بالعنصر البشري أثناء الأداء،نتيجة لتصرفه الخاطئ أو لظروف خارجية تشير إلى كل ما يحصل خلال العمل ويؤدي إلى تعطيل قدرة العاملين علي الأداء لحين الشفاء بشكل كامل.
4- أهمية الصحة والسلامة المهنية :
تكمن أهمية إدارة الصحة و السلامة المهنية :
5-1 تقليل حوادث العمل :
إن الإدارة السليمة لبيئة العمل تجنب المنظمة الكثير من المشاكل المتمثلة بحوادث العمل و الأمراض الصحية ، هذه الحوادث التي تكلف المنظمة الكثير من التكاليف المادية و المعنوية .
5-2 توفير بيئة عمل صحية وقليلة المخاطر :
إن الإدارة مسؤولة عن توفير المكان المناسب و الخالي من المخاطر المؤدية الى الإضرار بالعاملين أثناء عملهم .
5-3 توفير نظام العمل المناسب :
وذلك من خلال توفير الأجهزة و المعدات الوقائية و إستخدام السجلات النظامية حول أية إصابة أو حوادث و أمراض .
5-4 التقليل من الآثار النفسية الناجمة عن الحوادث و الأمراض الصناعية :
إذ أن الحوادث لا يقتصر تأثيرها على الجوانب المادية في العمل و إنما يمتد آثارها الى مشاعر العاملين داخل المنظمة و الزبائن المتعاملين .
5-5 تدعيم العلاقات الانسانية بين الادارة و العاملين :
وهذا بتوفير الحماية للعاملين و الاهتمام بهم من قبل الادارة ، يشعرهم بأهميتهم ويبني جسور التعاون بينهم وبين إدارتهم .
5- الاجراءات المتبعة لتحقيق السلامة المهنية السابقة :
تتخذ الدولة مجموعة من الإجراءات لضمان تنفيذها كالأتي :
6-1 مرحلة التشريع :
بتحديد الشروط الواجبة توافرها في المباني وبيئة العمل واختصاصات أصحاب المشروع وتنظيم العلاقات بين العمال وأصحاب العمل.
6-2 مرحلة التنميط :
بتنميط المواصفات والمقاييس للتركيبات والمباني والأجهزة وأدوات الوقاية ويتم هذا بصفة رسمية أو اتفاقية .
6-3 البحوث الفنية :
المتصلة بالمواد المضرة بالصحة وكيفية الوقاية منها وطرق ووسائل الوقاية من أخطار الآلات.
6-4 التفتيش :
وهي الوسيلة التي بواسطتها يمكن التأكد من تنفيذ البرامج والقوانين والتشريعات والاتفاقيات.
6-5 البحوث الطبية :
بتحديد الأسباب والعوامل الميكانيكية والذهنية التي يترتب عليها الاستهداف للحوادث.
6-6 البحوث السيكولوجية :
المتخصصة بتحديد الخصائص والسمات للفرد المستهدف للحوادث .
6-7 البحوث والدراسات الإحصائية :
بتجميع بيانات الحوادث وإعداد الإحصائيات وتصنيفها حسب الأسباب ونوعية الإصابة ونوعية الأفراد والجنس.
6-8 التعليم والتوعية :
وتشمل الجامعات والمدارس خلال فترة تكوين الأفراد الجدد:
- التكوين: تكوين العمال الجدد على عادات وطرق العمل .
- الدعاية : الخاصة باستخدام الوسائل الإعلامية المختلفة والترويج وهي مرحلة قائمة علي أساس الإقناع .
- التأمين : خاصة علي العمال ضد حوادث وإصابات العمل لضمان تعويض مناسب لعلم وإعانة الأسرة في حالة انقطاع مورد الرزق بسبب حوادث العمل.
6- مسؤولية السلامة المهنية :
إن مسؤولية السلامة لا تقع علي عاتق فرد أو مجموعة أو إدارة معينة ولكنها تعتبر مسؤولية الجميع علي كافة المستويات الإدارية أو غير الإدارية سواء كانت علي مستوي الدولة أو المؤسسة أو الشركة حتى تصل إلى المستوي الإشرافي والمنتج البسيط،كل فيما يخص حسب طبيعة عمل هو مدى صلاحياته،ويمكن إيجاز ذلك فيما يلي :
7-1 مسؤولية الدولة :
الدولة هي المسؤولية عن إصدار القوانين والتشريعات واللوائح المنطقية لأعمال السلامة الصناعية في جميع الأنشطة الصناعية والإنتاجية.
7-2 مسؤولية الإدارة العليا :
وهي المسؤولية عن إصدار اللوائح والقواعد وتظم السلامة كلا حسب تخصصه ليطبق في الشركات والمنشآت الصناعية التابعة لها.
7-3 مسؤولية الإدارة العليا للشركة :
تعتبر الإدارة المشرفة علي تطبيق وتنفيذ القوانين واللوائح المذكورة مسبقا الصادرة عن الدولة أو المؤسسة هذه بالإضافة إلى أنظمة وقواعد السلامة الخاصة بكل نشاط صناعي علي حدة،لذا يعتبر دورها هام ورئيسي.
7-4 مسؤولية القسم أو المشرفين :
وهي مسؤولية مباشرة ميدانية تخص العاملين داخل الشركات أو المصانع ويعتبر المشرف المباشر حلقة الاتصال بين الإدارة والعاملين وهـــــو مسؤول عن تطبيق الأنظمة وقواعد السلامة ومدى الالتزام .
7-5 العمال :
هم الشريحة الأولي المعنية بالسلامة المهنية لأنها تخص حياتهم ومسؤولياتهم في هذا المجال تحدد عن طريق وجباتهم وحقوقهم كما يلي :
أ) واجباتهم :
- احترام وتطبيق التعليمات والقواعد والقوانين النصوص عليها في المؤسسة .
- اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحمايتهم وسلامتهم.
- عدم تعريض صحة وسلامة العمال الآخرين للخطر وإجراء الفحوص الطبية.
- الإبلاغ عن المخاطر مهما كان نوعها.
- معرفة برامج الوقاية وطرق تطبيقها .
- التنسيق مع مشرف السلامة المهنية ومع مفتش العمل .
ب) حقوقهم :
وتتجلي حقوقهم فيما يلي :
- الحق في ظروف عمل صحية وآمنة تضمن صحة وسلامة العمال.
- الحق في الاستفادة من طب العمل .
- الحق في تقاضي الأجر الخاص بفترة الغياب عند إجراء الفحوص الطبية.
- حق العامل في رفض العمل إن كان هذا العمل يعرض صحته وسلامته وسلامة الأخريين للخطر .
- الحق في التقاعد الوقائي إن كان يشكل خطرا علي حياته.
- الحق في العودة للعمل وإعادة تأهيله بعد تعرضه للإصابات التي لحقت به.
7- برامج السلامة المهنية :
ويذكر بديع محمد هذه البرامج في النقاط التالية :
- القيام بالفحص الطبي الدوري لجميع العاملين
- إيجاد الخدمات الاجتماعية والنفسية ومساعدة العاملين علي حل مشاكلهم أولا بأول
- نشر الوعي الوقائي بين العاملين عن طريق الإعلانات والندوات وتوجيه انتباههم إلى ضرورة الأخذ بأسباب الوقاية وإتباع وسائلها
- استبعاد العاملين المستهدفين للحوادث وتكليفهم بأعمال لا يتعرضون فيها للأخطار والحوادث.
- القيام من وقت لأخر بحملات مكثفة لمنع الحوادث والعناية بأعمال الإسعاف والإنقاذ والتكوين العمال عليها.
- مواصلة متابعة السلامة المهنية وتخليل ما يقع من إصابات وحوادث ودراسة أسبابها وظروفها ووضع خطة لتفادي وقوعها.
- تحسين المستوى الصحي لبيئة العمل والعناية بنظافة مكان العمل وتعقيمه باستمرار وضمان تهويته وإضاءته.
- تشجيع العاملين علي تطبيق السلامة المهنية وخاصة تلك التي تتصل باستخدام الملابس الواقية والنظارات والخوذة والأقنعة والواقيات وغير ذلك من أدوات الوقاية الشخصية.
- إعداد دراسات في العلاقات الإنسانية للمشرفين وتضمينها منع الحوادث مع نشر تعليمات الوقاية وبث المقترحات الخاصة بها.
8- الإجراءات المتبعة لقسم الصحة والسلامة المهنية :
9-1 مرحلة البحوث الفنية :
تعد أهم وظيفة في جمع كل المعلومات الضرورية التي تساهم في دراسة الصحة والسلامة المهنية بالمؤسسة إذ يقوم بتحليل أسباب حوادث العمل والأمراض المهنية وإعداد الإحصاءات الخاصة بها وكذلك بإعداد البرامج ويكون هذا في وثائق تقنية وتنظيمية .
9-2 مرحلة عملية :
يقوم هذا القسم بالتفتيش والمراقبة والتحقق من سلامة مكان وآلات الإنتاج،تنظيم وتنشيط حملات الوعي الوقائي لدي العمال والعناية بالاختبار المهني للعمال وتكوين العمال ومشريفهم.
9-3 مرحلة وظيفية :
حيث يعمل القسم علي تحسين ظروف العمل ،توفير تجهيزات الوقاية الفردية والجماعية،دراسة مناصب العمل بالاشتراك مع مصلحة طب العمل....الخ.
9-4 مرحلة تنسيقية :
التنسيق مع مختلف أقسام الإدارة من لجان السلامة المهنية وطب العمل،النقابة وكذلك ممثلي العمال وكذلك الجهات المعنية بهذا المجال كضمان الاجتماعي.....الخ.
9- وظائف لجان السلامة المهنية :
تتكون لجان السلامة المهنية من أعضاء مختلفين منهم الإداري والفني والمشرف السيكولوجي ومهني الأمن والطبيب المهني والأخصائي الاجتماعي كما يجب أن تظم العمال ومن وظائفها الأساسية ما يلي :
1- تقليل أسباب الحوادث وظروفها ويكون ذلك بوصف الحوادث وتحديد الظروف التي وقعت فيها ثم تصنيفها من حيث نوعها وأسبابها ونتائجها.
2- الفحص الدوري الموصول للآلات والمعدات والأجهزة لتأكيد من سلامتها .
3- الإشراف علي الظروف الفيزيقية للعمل .
4- نشر الوعي الوقائي بين العمال عن طريق الإعلانات والأحاديث وغيرها لتبصير العمال بمخاطر العمل وتتبع مدى تنفيذهم اللوائح والتشريعات الخاصة بالسلامة المهنية .
5- العناية بالاختبار المهني للعمال وبحالتهم الصحية وبتوزيع فترات الراحة وقد تكلف هذه اللجان علي الخدمات الطبية والصحية بالمصنع علي أن ترفع جميع ما تراه من اقتراحات ووصايا لمنع الحوادث إلى الإدارة .
10- مسؤولية المشرف على السلامة المهنية :
وتتخلص مسؤولية المشرف علي السلامة في ما يلي :
- اعتبار نفسه مسؤول عن السلامة المهنية في قسمه كجزء من عمله مثل مسؤوليته علي الإنتاج والجودة والتكاليف.
- إعطاء تعليمات كافية لكل عامل جديد وكل عامل قديم بدا عملا جديدا أو يستخدم آلة جديدة .
- مراعاة تطبيق لوائح وإجراءات السلامة المهنية واتخاذ الإجراءات التصحيحية في حالة تجاهل تطبيق هذه الإجراءات .
- التحقق من توافر معدات السلامة المهنية الشخصية للعاملين
- إتباع قاعد السلامة المهنية ليكون قدوة للآخرين
- إشراك مرؤوسيه في برامج السلامة المهنية بالاتصال الشخصي المباشر مع كل منهم وبالمناسبة الجماعية معهم .
- عدم السماح باستخدام آلة جديدة في قسمه قبل التحقق من الأجهزة الوقائية وتدربوا علي الآلة بطريقة آمنة .
- مراقبة محيط ونظم العمل باستمرار لاكتشاف وتصحيح أي ظروف خطرة أو غير آمنة .
11- الوقاية :
تعريف : هي مجموعة من الإجراءات المتخذة لمنع أو التخفيض من حوادث العمل والأمراض المهنية مع تقديم وسائل وقائية أو علاجية .
12- الوقاية الارغونومية :
تهدف الى تكيف العمل للخصائص الفيزيولوجية للعامل , فهي متعلقة بتحفيض التعب الفيزيقي والنفسي للعامل باتباع الاجراءات التالية :
* تنظيم اوقات العمل
* تنظيم ايقاع او وتيرة العمل
* الاعداد الجيد لمركز العمل وتحسين محيط العمل
13- تعريف نظام الوقاية من حوادث العمل :
هو نظام يضم كل الإجراءات التي تتخذ لمنع أو تقليل حوادث العمل و الأمراض المهنية ، كما يقدم وسائل الوقاية ويوفر الظروف المناسبة للعمل .
14- أسس نظام الوقاية :
إن أسس لنظام الوقاية دورا مهما في التقليل من وقوع حوادث العمل ومنع تكرارها ولا شك أن هذا النظام يقوم على أسس مادية وبشرية بحيث تزيد من رفع الوعي الوقائي لدى العمال وتساعد على الحفاظ على عناصر الإنتاج .
15-1 الأسس البشرية :
15-1-1. اختيار العمال وتكوينهم في مجال الوقاية :
تعتبر عملية الاختيار السليم للعمال في المؤسسة من أهم الأنشطة التي تقوم عليها إدارة الموارد البشرية وهي الخطة الأساسية للوقاية من حوادث العمل وخاصة تلك الناتجة عن العوامل الإنسانية إن اختيار عامل لا تتوفر فيه المواصفات والقدرات التي تتطلبها الوظيفة يكون بسبب في عدم تكيفه معها وبالتالي يكون عرضة للأخطار والإصابات الناتجة عن حوادث العمل ، وهو يتكون من سلسلة خطوات رئيسية ومرتبة بطريقة منطقية وتكون وفق الخطوات التالية :
المقابلة المبدئية ، استفاء طلب الوظيفة ، الترشح للتعين ، الفحص الطبي ، قرار التعيين النهائي .
ولا بد من استعمال الأساليب العلمية في اختيار العاملين مما يحقق التكيف السريع مع موقع العمل وبالتالي يساهم في :
- تخفيض دواران العمل و التغيب وهذا ما يؤدي إلى تخفيض نفقات التعيين والتدريب.
- تقليل حوادث العمل الناتجة عن غياب القدرات والمواصفات التي تتطلبها الوظيفة .
- يحقق زيادة ثقة العامل بنفسيته وقدراته مما يزيد من روحه المعنوية وتنمية علاقته الإنسانية والاجتماعية مع بقية العمال وزيادة التكيف والتفاهم مع الآخرين .
15-1-2. التكوين في مجال الوقاية من حوادث العمل :
تتضح أهمية تكوين الأيدي العاملة فيما يلي :
- ضمان أداء العمل بفعالية وبسرعة وذلك من خلال تنمية مهاراتهم وقدراتهم على أداء العمل بأسلوب أفضل وآمن .
- ترغيب العامل في عمله وذلك لإن زيادة إنتاجه مرهون برغبته في أداء عمله وحبه له .
- توفير الدافع الذاتي لدى الأفراد لزيادة كفاءاتهم وتحسين مستوى أدائهم من خلال توعيتهم بأهداف المؤسسة وسياستها .
- رفع الروح المعنوية عند تلقي العامل لمهرات والمعلومات عن العمل خلال مرحلة التكوين الأمر الذي يعطيه إحساس بالأمن وبأهميته .
- العمل على استقرار المؤسسة لأن الأفراد المدربين هم أصل من أصول المشروع يعملون على ضمان استقرارها واستثمار فعال للمؤسسة .
15-1-3. برنامج تكوين العمال للوقاية من حوادث العمل :
إن الهدف من هذا التكوين هو تلقين العامل المبادئ العامة المرتبطة بأسباب وأخطار العمل بحيث يتم أساسا على الوسائل والطرق الواجب إتباعها أثناء القيام بالعمل ، ولكي يكون البرنامج فعالا وناجحا لا بد من توفير النواحي التالية :
- العلم والمعرفة بالأسس والنظريات الخاصة بالعلاقات الإنسانية .
- الاقتناع بتغيير الأفكار القديمة و الميول وإحلالها بأفكار جديدة تتفق ومبادئ العلاقات الإنسانية .
- الخبرة والمهارات في تطبيق العلم والمعرفة بالعلاقات الإنسانية .
ولترقية الوقاية يجب قبل كل شيء الوقاية قبل العلاج وللوصول إلى الهدف يجب أن نأخذ برأي المختص في هذا المجال و الأرغونومي وطريقة عمله وتدخله بهدف وضع برنامج الوقاية .
ويخضع هذا البرنامج بصفة خاصة العمال الجدد ليتسنى لهم التكيف مع مواقع العمل ومعرفة مصادر الخطر منذ البداية وأهم المواضع التي يمكن أن يتناولها هي :
- تحديد مصادر الخطر وطريقة تجنبها .
- تحليل خطوات العمل بدقة وتوضيح الطريقة السليمة لأدائه .
- توضيح استعمال الوسائل الوقائية وطريقة صيانتها .
- الإجراءات الواجب إتباعها أثناء وقوع حوادث العمل المختلفة .
- المواد المستعملة والوسائل السليمة في نقلها وتنجب مخاطرها .
15-1-4. وسائل السلامة في عمليات النقل اليدوي :
هذه العمليات مألوفة في شتى المجالات بالرغم من إستخدام وتطوير وسائل النقل الميكانيكية .
تبين من الدراسات في بعض الدول الأوربية أن حوالي %20 من حالات الضعف و العجز سببها آلام المفاصل و أن %60 من هذه الآلام يرجع السبب الرئيسي لها الى تعرض الجهاز العظمي والعضلي إلى بعض الاجهادات الناتجة عن عمليات النقل و الرفع اليدوية ، وهذه الحالات ينشأ عنها خسارة بالاقتصاد القومي و العالمي وعليه يجب مايلي :
أولا : إختيار الشخص المناسب لهذه الأعمال ويتطلب ذلك مايلي :
- إختيار العناصر البشرية ذوي الصحة الجيدة .
- خلو هذا العنصر من أمراض العمود الفقري أو التشوه الخلقي .
- إستخدام العمال الجدد أو كبار السن .
- وضع برامج تدريبية على الأداء السليم الآمن .
ثانيا : الطرق الآمنة في أعمال الرفع ، ويعتمد على مايلي :
- الاعتماد على عضلات الأرجل .
- الوضع السليم في أعمال الرفع فعند بدء الرفع يكون العامل في وضع الانحناء (القرفصاء) ثم ينهض بالحمل مع الاحتفاظ بالعمود الفقري مستقيما ويتم كذلك كمايلي:
1- أخذ وضع الانحناء (القرفصاء) مع أبعاد الرجلين عن بعضهما .
2- مسك الحمل بحيث يكون أقرب ما يمكن للجسم .
3- فرد الظهر قبل القيام بالحمل بحيث يكون العمود الفقري مشدود ومدعما بالعضلات المشدودة في الظهر و البطن .
4- في حالة رفع الحمل (عند النهوض) يتم فرد الأرجل .
5- إستخدام مهمات الوقاية الشخصية مثل القفازات و الأحذية .
6- عدم رفع أحمال كبيرة عند الشعور بتعب أو عند الشعور بحدوث تقلص بالعضلات.
15-1-5. في حالة إشراك عدد من الأفراد في عمليات الرفع و الحمل فإنه يجب أن يكون هناك تنسيق بين حركاتهم بالإضافة أن يكون واحد منهم مسؤولا عن إصدار المعلومات .
15-1-6. الإعلام في مجال الوقاية :
للإعلام الوقائي دور أساسي في مجال الوقاية من حوادث العمل حيث ينتشر الوعي الوقائي لدى العاملين ويكسبهم ثقافة وقائية ويتم ذلك بتحديد الأخطار التي يمكن أن تصيب العامل أثناء أداءه لعمله واحترام للتعليمات والاحتياطات اللازمة خاصة عند العمال الجدد وأهم الوسائل الإعلامية المستعملة في هذا المجال نجد :
15-1-7. اللوائح والتعليمات الوقائية :
يقصد بها مجموعة النظم التي يجب أن يسير عليها العمل في المنظمة بحيث تضمن الوقاية لمقومات الإنتاج من حوادث العمل وللقوى البشرية من العطب أو الإصابات المهنية .
إن هذه اللوائح والتعليمات هي طريقة يتسنى من خلالها إظهار مواقع الخطر في كل عملية الإنتاج وذلك من اجل إتباعها من طرف إدارة المؤسسة مع ضرورة أن يعلم كل عامل ويتم التعرف عليها بواسطة الوسائل التالية :
- إعطاءها له بشكل مباشر .
- أن تكبر وتعلق على لوحات .
وهناك عدة مواضيع تشملها اللوائح والتعليمات منها :
- مكان العمل ، المعدات والآلات .
- الأدوات اليدوية : أن لا تكون تالفة أو غير مناسبة ، عدم استعمالها بشكل سيء أن لا توضع في أماكن غير مأمونة .
- المواد وكيفية تناولها : خاصة المواد الثقيلة أو الصعبة التناول ، المواد المرتفعة الحرارة ، المواد الخطيرة ، والسامة .
15-1-8. الوسائل الإعلامية في مجال الوقاية :
1-الأفلام والمحاضرات:
الأفلام التي تعمل لأغراض تعليمية هي أكثر قيمة من الأفلام لأغراض الدعاية وهي مفيدة في مجال نشر وسائل الوقاية أو طرق العمل الحديثة تحمل تفسير أو تشرح أمور صعبة معقدة بطريقة مرتبة أو تعيد الحوادث السريعة بطريقة العرض البطيء وتتيح للعمال الفرص لطرح الأسئلة ، فالإعلام والمحاضرات تساهم في رفع الوعي الوقائي لدى العامل وذلك لإتاحة فرصة الاتصال المباشر بين المحاضر والمستمعين .
2- الإعلانات والملصقات :
تعد من أهم الوسائل في مجال الوقاية من حوادث العمل ولكي يكون للإعلانات والملصقات صدى إيجابي بين العمال يجب مراعاة ما يلي :
- الإعداد الجيد لها من حيث الشكل واللون والخط ووجه التأثير
- أن تستجيب لطبيعة الخطر الموجود .
- تعليقها في أماكن بارزة يراها العمال .
- تغييرها باستمرار حتى لا تصبح قراءتها روتينية .
توجد نوعان من الإعلانات وهي :
1) الإعلان السلبي :
وهو ذلك الذي يبين الأضرار التي تلحق بالعامل إذا لم يلتزم بالحذر ومن ثم يجب أن يبين له الخطر بطريقة واقعية لكي يتسنى له الوصول إلى نتائج مرضية .
2) الإعلان الإيجابي :
هو الذي يبين الفائدة من التزام الاحتياطات والحذر بحيث يقوم بعرض نموذج يؤدي إلى إتباعه ويكون له قيمة في الوقت الذي يعاني فيه العمال قلق قد يؤدي إلى وقوع حوادث العمل .
3- المباريات والمسابقات :
تنظم بعض المسابقات بين الأقسام للمؤسسة خاصة التي تعمل في أحوال متشابهة على أساس عدد الحوادث في فترة زمنية معينة مع منح جوائز للقسم الذي يظهر نتائج أفضل .
4-الحملات الإعلامية :
تعد من الوسائل المفيدة في تقليل من حوادث العمل وزيادة الوعي الوقائي لدي العاملين وتتمثل في تنظيم يوم أو أسبوع للوقاية ، توظف فيه مختلف الوسائل الإعلامية للتوعية والتوجيه إلى المعارض التي تستعمل كوسيلة لتعرف العامل بالأخطار واستبعادها ، أو توزيع المجلات والمطبوعات والمقالات الخاصة بالوقاية من الحوادث، ورفع مستوى الوقاية بالمؤسسات وزيادة فعاليتها .
15-1-9. طب العمل :
ويعتبر أحد الركائز الأساسية في الوقاية من الحوادث وذلك انطلاقا من الأهمية البالغة لوقاية العمال من حوادث العمل والأمراض المهنية ، إن طب العمل يعمل على الحفاظ على الموارد البشرية باعتبارها مكسب للمؤسسة وتنميتها ويعمل على حمايتها من الوقوع في الحوادث .
1- أهداف طب العمل : يهدف إلى :
- ترقية وصيانة الحالة البدنية والعقلية للعمال في كافة المهن من أجل الرفع في مستوى قدراتهم الإنتاجية والإبداعية .
- حماية ووقاية العمال من حوادث وأخطار العمل والأمراض المهنية ، من كل الأضرار اللاحقة بصحتهم .
- تعيين العمال في مواقع عمل تناسب قدراتهم الفيزيولوجية والنفسية ، إضافة إلى تكيف العمل مع الفرد.
- تشخيص العوامل المضرة بصحة العمال بأماكن العمل ، ومراقبتها بهدف التقليل منها أو القضاء عليها .
- تخفيض حالات العجز وضمان تمديد الحياة النشطة للعامل .
- تقييم مستوى صحة العمال في وسط العمل .
- تنظيم العلاج الإستعجالي للعمال والتكيف بالعلاج المتواصل .
2- تنظيم طب العمل بالمؤسسة :
إن طب العمل إلزامي داخل المؤسسة وذلك للتكفل بالعاملين ويجب أن يتم إنشاء مصلحة مستقلة به ، تظم أطباء مختصين في طب العمل والنظافة الصناعية وفي حالة عدم القدرة على ذلك يجب اتخاذ الإجراءات التالية :
- المساهمة في إنشاء مصلحة لطب العمل ما بين الهيئات على أساس إقليمي .
- إبرام اتفاق مع القطاع الصحي .
- إبرام اتفاق مع هيئات مختصة في طب العمل أو طبيب مؤهل.
3- مهام طب العمل :
يجب أن يكون الطبيب مختصا في طب العمل حتى يتمكن من المساهمة الفعالة في تنفيذ برامج الوقاية ويقوم بالمهام التالية :
• الفحص : بإجراء فحوصات مختلفة للعمال سواء بعد الإصابة أو قبلها خاصة العمال الجدد.
• المراقبة : يجب أن يقوم طبيب العمل بمراقبة ظروف العمل باستمرار لمعرفة مختلف العوامل المسببة للحوادث و الأمراض المهنية ويقوم بتقديم النصائح اللازمة لمشرف العمل والتنسيق مع مهندس السلامة المهنية و مسؤولي المؤسسة
• الاستشارة : يعتبر طبيب العمل مستشارا لمختلف الأطراف المعنية بالوقاية (الإدارة ، العمال ، لجنة الوقاية ، مهندس الوقاية ، مشرف العمل ) ويقدم من خلال مهامه كيفية تحسين ظروف العمل ، اختيار العمال وأجهزة الوقاية اللازمة وسبل الوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية
4- الخدمات الصحية :
تستهدف هذه الخدمة وقاية العمال وزيادة قدرتهم وإقبالهم على أداء العمل ومن أهم هذه الخدمات :
- خدمات الطوارئ :
والمتمثلة في توفير الإسعافات الأولية للعاملين فور أصابتهم مع إجراء بحوث لاستقصاء الحوادث المهنية وتهيئة الظروف لمنع تكرارها .
- العلاج الطبي :
توفير الخدمات العلاجية للعاملين في حالات الأمراض المهنية أو حالة إصابة .
- الخدمات الصحية الوقائية :
وتشمل الخدمات العلاجية والوقائية بالإضافة إلى تهيئة بيئة عمل صحية .
- التأهيل الطبي :
توفير الخدمات الصحية للعاملين المصابين بالعجز وتوفير أجهزة تعويضية مناسبة .
15-2- الأسس المادية :
15-2-1. أجهزة الوقاية الفردية :
إن عدم توفير الأجهزة الوقائية يعتبر عاملا رئيسيا في ارتفاع حوادث العمل وحدوث إصابات، ولكي نضمن حماية للعامل لابد من تحقيق جهاز الوقاية أثناء أداء العامل لعمله ،وذلك من أجل حمايته من الأخطار وضمان وقايته ويتضمن ما يلي :
- تسهيل الحركة أثناء العمل وهذا في حالة الارتداء أو الخلع بدون صعوبة ، وأن لا تشكل عائقا إضافيا بالنسبة للعامل ، وعليه استعمالها قبل الشروع في العمل وجعلها بعد الانتهاء من العمل في مكان معين ، وأن تكون أجهزة الوقاية الفردية مصنوعة من مواد لا تتطلب صيانة دقيق أو صعبة و أن تكون في أحسن نوعية ممكنة .
15-2-2. الصيانة والوقاية من الحوادث :
باعتبار الصيانة الإطالة في العمر الإنتاجي للآلات وتنقسم وظائفها إلى وظائف رئيسية وأخرى ثانوية حيث تشمل الوظائف الرئيسية صيانة المباني والملحقات وكشف دوري للآلات والأجهزة من أجل اكتشاف ما فيها من عيوب والقيام بالدراسات الهندسية واقتراح التغييرات الواجبة للقضاء على العيوب والتقليل من آثارها التي تتمثل في إصابات أو حوادث العمل أما الوظائف الثانوية تعني حماية المصانع من الحرائق والعمل على نظافة مكان العمل لما لها من دور في حسن سير العملية الإنتاجية
وبما إن الصيانة في الأعمال مكلفة لأنها أحد عناصر التكاليف غير المباشرة ، يجب على الإدارة العناية بها والعمل على تخفيض التكاليف وضمان أمن العمال والمعدات .
16- أهداف الصيانة :
تهدف عملية الصيانة في مجال الوقاية إلى تحقيق ما يلي :
إطالة العمر الإنتاجي للآلات والمعدات ، الرفع من الطاقة الإنتاجية ، تقليل توقف الآلات وضمان تشغيلها بالكفاءة المطلوبة ، تفادي تكاليف الضرر والعطب نتيجة حوادث العمل الراجعة لأسباب تقنية مرتبطة بالصيانة ، رفع معنويات العاملين بالمؤسسات الصناعية المحافظة على سلامة العاملين والمساهمة في الكفاية الإنتاجية.
17- أنواع الصيانة :
17-1- الصيانة العلاجية :
تشمل إصلاح تجهيز أصابه عطل بكيفية سريعة من أجل إعادته إلى نشاطه العادي .
17-2- الصيانة الوقائية :
تشمل نشاطات التدخل المنظم والمرتب على التجهيزات من أجل تجنب حدوث عطل أثناء التشغيل كما تعمل على تفادي الأخطار والخلل قبل حدوثه.
17-3- الصيانة التصحيحية التحسينية :
تشمل نشاطات البحوث والدراسات والتحسينات التي تشهدها التجهيزات من أجل إعادة صيانتها وتقليل تكاليفها .
17-4- التفتيش :
يهدف إلى التأكد في صحة جميع الإجراءات المتحركة والثابتة للآلات حتى لا تتعطل فجأة فلابد أن يكون التفتيش دوري .
18- أسس السلامة في التجهيزات الكهربائية :
عند تركيب الأجهزة الكهربائية مثل المحولات ولوحات التوزيع والمفاتيح الكهربائية فإنه يجب مراعاة مايلي :
1- إختيار المكان المناسب والمأمون لهذه الأجهزة لمنع أو تقليل إحتمال حدوث إتصال بين الأفراد والأجهزة النابضة بالتيار .
2- الحد من إنتشار الأجهزة والمعدات في أماكن متفرقة على قدر الأمكان .
3- وضع لوحات تحذيرية قرب الوصلات والأجهزة الكهربائية .
4- يجب أن يكون المختصون بالأمن والسلامة على علم تام بأماكن هذه التركيبات وكيفية التشغيل وفصل التيار .
5- يجب أن تكون الأسلاك والكابلات المستخدمة في التوصلات مناسبة للتيار .
6- وضع المحركات الكهربائية (خصوصا الغير مغطاة) في أماكن بعيدة عن الغبار أو الرطوبة والأبخرة التي قد تسبب التأكل بالمحرك والتوصيلات .
7- توصيل الهياكل الكهربائية للأجهزة بالأرض لتفريغ أي شحنات كهربائية التي قد تصل الى الهياكل .
8- إستخدام مفاتيح كهربائية حسب موصفات الآمان خصوصا بالمناطق الخطرة والأجهزة الكهربائية الأخرى ووسائل الإضاءة وخاصة التيارات ذات الضغوط العالية (من 750 فولت فأكثر).
9- إستخدام قاطعات التيار الأتوماتيكية التي تعمل على فصل التيار في الحالات الخطرة .
10- فيما يتعلق بالعاملين بالتجهيزات الكهربائية يراعي مايلي :
- تكوينالعاملين على كيفية الأداء العملي السليم وتوعيتهم بالمخاطر الكهربائية وكيفية للتغلب عليها .
- توفير معدات الوقاية الشخصية المناسبة حسب طبيعة العمل .
لقد قمنا في اعلاة بالتطرق الى اهم ما وصى به الايزو وبكل اصدراته اعتمادآ على الاساس ايزو 9001 لموضوع مقالتنا ودورتنا المشار اليها في اعلاه وبالاختصار والخلاصة من باب ...... لقد أصبحت حوادث العمل تمس استقرار المؤسسات وتماسكها لاسيما في الدول النامية ومنها العراق لأنها تمثل مشكلة كبرى إنسانية واجتماعية واقتصادية ,لذا وجب الوقوف على أسباب الحوادث لوضع الوسائل الضرورية لمنع حدوثها ,ولن يتحقق هذا إلا من خلال تأمين المنظمة لبيئة العمل المناسبة ,وتخصيص جزء من مدخراتها من أموال على الأعمال الخاصة بالوقاية , وكذلك في أي برنامج من هذا القبيل ,لكي تغطي نفسها بنفسها لذا لابد للمنظمات بالالتزام بقواعد السلامة المهنية لأنها تعطي الاستقرار والرضا عن العمل ,وزيادة الفعالية والانتاجية ,لذا يجب على كل عامل حماية نفسه وزملائه من الحوادث ,والحفاظ على المعدات واتباع التعليمات وحسن استعمال أدوات الوقاية الفردية والمحافظة عليها , لأن الوقاية هي من مستلزمات النجاح .
اهم نظريات الحديثة التي تطرق اليها الايزو المفسرة لحوادث العمل :
اختلفت النظريات المفسرة لحوادث العمل باختلاف منطلقات الدراسة المعتمدة من طرف الباحثين وأهم هذه النظريات ما يلي :
13-1 نظرية الاستهداف للحوادث :
6 هذه النظرية من أقدم النظريات التي وضعت لتفسير حوادث العمل من الناحية السيكولوجية و من أكثرها شيوعا فهي تفترض وجود صفات وراثية شخصية ، بدنية ، نفسية وعضلية ، ضعف الذكاء ، ضعف البصر ، الحالة الانفعالية ، ترى هذه النظرية إن العمال الذين يرتكبون الحوادث بصفة متكررة أكثر من غيرهم من العمال الذين يعملون في الظروف نفسها ، إذ يطلق على هؤلاء اسم (مستهدفي الحوادث) .
7 وقد أجريت عدة دراسات لمعرفة مميزات المستهدفين للحوادث أهمها الدراسة التي قام بها (توماس جانكيز لصالح منظمة المعايير الدولية الايزو iso) والتي استخلص منها :
8 عدم الانتباه ، قلة الإدراك ، الانفرادية ، العدوانية ، مخالفة عادات وتقاليد الجماعة الميل إلى إيذاء وعقاب النفس ، الاعتزاز بالنفس ....
9 أشار الباحث إلى أن الصفات ملازمة للأفراد المستهدفين للحوادث مهما اختلفت الصناعات وأن أفضل وسيلة للوقاية هي الكشف عنهم واستبعادهم خاصة إثناء القيام بعملية اختيار العمال الجدد .
13-2 النظرية الوظيفية :
تتسم هذه النظرية بخلاف سابقتها بالشمول والتكامل في تفسيرها لظاهرة حوادث العمل فجميع النظريات السابقة أرجعت سببها إلى سبب واحد في حين ترى هذه النظرية أن الحوادث لها أسباب وعوامل مترابطة فيما بينها بحيث لا يمكن إرجاعها إلى عامل واحد بل إلى مجموعة من العوامل والأسباب الإنسانية والتنظيمية .
وفي أهم الدراسات التي أكدت هذه النتائج الدراسة التي قام بها Heinrich حيث توصل إلى أن العوامل الإنسانية تسبب في 80% من الحوادث أما الظروف البيئية فتسبب 12% تقريبا ، بينما توصلت الدراسة التي قام بها مجلس الأمن القومي بالولايات المتحدة الأمريكية نلخصها في الجدول التالي :
10 جدول (02) يوضح نسبة وقوع حوادث العمل
11 سبب الوقوع 12 النسبة
13 ترجع إلى تقنية غير مأمونة 14 18 %
15 ترجع إلى عوامل إنسانية غير مأمونة 16 19 %
17 ترجع إلى خليط من العوامل التقنية والإنسانية غير الأمنية 18 63 %
13-3 النظرية القدرية :
13-4 مفاد هذه النظرية أن الناس يقعون على طرفي خط أحدهما عند الطرف السعادة والآخر عند طرف التعاسة ، والسعيد له حصانة من الإصابات والحوادث ، والشقي محروم من هذه الحصانة وأنه يميل للوقوع في الحوادث والمزالق ويلاحظ من أول وهلة أن هذه النظرية لا يحكمها أي أساس منطقي كما أنها تفتقد لإجرائية الموضوعية العلمية وقد أكدت نتائج البحوث عكس ما يشير إليه أنصار النظرية القدرية إذ أن الحوادث تقع لبعض الأفراد كنتيجة منطقية ولأسباب ومتغيرات يمكن ملاحظتها. النظرية الطبية :
19 وتقول هذه النظرية أن الشخص دائم الإصابة إنما يعاني خللا جسديا أو عصبيا و أن هذا الخلل هو السبب في هذه الحوادث ونحن ننكر أن يكون هذا هو السبب القوي الفعال في هذه الحوادث المتكررة.
13-5 نظرية الضغط والتكيف :
20 هذه النظرية تؤكد علة أهمية طبيعة بيئة العمل ومناخ العمل كعامل محدد أساسي للحوادث إذ تعد نظرية مناخية تقسم البيئة إلى :بيئة داخلية وخارجية أو هناك ضغوط سلبية متعددة تفرض على الفرد إما في البيئة الداخلية ( سمات الشخصية ، مرض الأعضاء ، تناول الكحول ... ) أو من البيئة الخارجية ( تزايد الإضاءة ، مستوى الضوضاء ، زيادة عبء العمل الجسدي ... ) .
21 وحسب هذه النظرية فإن العامل الذي يقع تحت ظروف الضغط والتوتر يكون أكثر عرضة للحوادث من العامل المتحرر من الضغوط التوترات .
22 ولقد أشار " كيير Keer" إلى أن نظرية اليقظة altreness ،ونظرية stress وكذلك نظرية استهداف الحوادث تكمل بعضها بعضا ، فهذه النظريات ليس
ساحة النقاش