الكاتبة الرقيقة//سمية شكر

فاكهةٌ محرّمة........

جمالها خارق...فيها نضارةُ تخطف الأنظار وتسحر لبّ العقول .....فيها جمال

النّمور....ذلك الجمال المتوحش المغرور ...

منها ما يُقدّم على طبقٍ من فضّة أو ذهب....ومنها ما هو بعيد يسعى خلفه البعض

بشدّة ولهفة للوصول اليه....

هي لا تميِّز بين فقير أو غنيّ.....لأنها تعشق الاستيطان في أحضان

الجميع.......قد تكون قريبة من الكلّ...تأتينا بكذا شكلٍ

ولون ...قد نراها بيننا ..متعدِّدة الأشكال والألوان ....في كلّ مرة تستعمل سحراً

خاصّاً لا يقدر الجميع على مقاومته...

البعض يحبِّها بشراهة...يستمتعون بالتقرّب منها واليها.يتفنّنون في لمسها

وتذوّق طعمها....تغويهم بعنف فيُدمنون طعمها.

البعض يعتبر الإقتراب منها ممنوع ..لكن حبهم لها مشروع...بالمقابل:ذلك

الطريق إليها بالنّسبة لهم كُتب عليه (ممنوع..)

هؤلاء يعيشون معها صراعا بطله قوّتين متنافرتين ...الأولى تتمثّل بصوت جذّاب

رقيق يُخدِّر العقول وهو يقول:((تعال ..

تعال اقترب ...تذوّقني ..إلمسني لا تذبح رغبتي في الوصول اليك)).....أما الثّانية

فهي صوت آخر من أعماق النفس والضّمير يقول وبصوتٍ حزين:(( ابتعد ..لا

تقترب دع نفسك تُخلص وتتخلّص...إرحم نفسك من إيرادها الى المهالك .لا تدعها

تقترب

بخيلها ورِجْلها من أمامك ومن خلفك..))

وهنا يستمر الصراع فامّا الاستسلام ...وامّا البحث عن عقار سريع المفعول

ينتزعهم من بين أنياب إغوائها...

انّها فاكهة المعاصي.....فاكهة الشهوات والرّغبات المحرّمة....نعم فكلّ ممنوع

مرغوب ...إمّا أن تخطفنا وتجتذبنا نحوها

وإمّا أن ننجح بمقاومتها والبعد عنها .... لتسمو نفوسنا الى الأُفق الأعلى لتنهل

من العطاء الالهي الّلامحدود ......

وأنت وحدك ليس أحد غيرك صاحب القرار...اما أن تكون من آكلي الفاكهة

المحرمة بكل أصنافها وأشكالها واما أن تنجو

من سمومها وهلاكها .......( سمية )

الكاتبة الرقيقة//سمية شكر