فذهب أبو نصر وباع السمكة الكبيرة في السوق واشترى بثمنها فطيرتين باللحم و الحلوى وقرر أبو النصر أن يذهب ليطعم الشيخ منها فذهب إلى الشيخ وأعطاه فطيرة (كان الشيخ يفعل الخير لوجه الله تعالى ، ولم يكن ينتظر لفعله ثمناً) فرفض الشيخ شاكرا“ ورد الفطيرة للصياد وقال له خذها فهي لك أنت وعيالك ”لو أطعمنا أنفسنا هكذا ما خرجت السمكة“ وفي الطريق إلى بيته قابل أبو نصر الصياد امرأة ومعها طفل. فنظرا إلى الفطيرتين في يده. وكان الطفل يبكي من الجوع، فقال أبو نصر الصياد في نفسه: هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فماذا افعل ؟ ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها، فقال لها... خذي الفطيرتين وأطعمي ابنك فابتهج وجه المرأة وابتسم ابنها فرحاً... وعاد أبو نصر الصياد مهموما مغموما فكيف سيطعم امرأته وابنه؟ وبينما هو يسير كثيف البال مغموما... سمع رجلاً ينادي من يدلني على "أبو نصر الصياد“؟ فدله الناس على أبي نصر الصياد فجاء الرجل إلى ”أبو نصر“ فقال له الرجل: يا أبا النصر إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة ثم لم أستدل عليه وعلمت أنه مات... والآن وقد وجدتك... خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم مال أبيك فهي ملك لك! يقول أبو نصر الصياد فصارت عندي بيوت وتجارة كثيرة... وأصبحت من أغنى الناس .... ثمّ صرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله.... ومرت الأيام وأنا أكثر من الصدقات حتى أغرتني و أعجبتني نفسي ....!!! وفي ليلة من الليالي رأيت رؤيا في المنام: وضع الميزان... وسمعت المنادي ينادي ... يا أباالنصر... هلم للحساب... لوزن حسناتك... وسيئاتك... ثمّ أحضر الميزان ووضعت حسناتي ... ووضعت سيئاتي.... فرجحت السيئات !!! فقلت: أين الأموال التي تصدقت بها!؟ فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات ... فبكيت وقلت: كيف النجاة؟ ثمّ سمعت المنادي يقول: هل بقي له من شيء؟ فسمعت الملك يقول: نعم بقيت له (الفطيرتان) ... فوضعت (الفطيرتان) في كفة الحسنات فهبطت كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات... ثمّ سمعت المنادي ينادي: هل بقى له من شيء؟ فسمعت الملك يقول: بقى له شيء دموع المرأة حين أعطيت لها الفطيرتين فوضعت
المصدر: قصص ومعانى
نشرت فى 3 إبريل 2011
بواسطة saas279
ساحة النقاش