النقد والتعليق:
نرحب دائمًا بمحبي هذا الفن الرفيع، فن الخط العربي الأصيل، وتحية خاص لأهل المغرب الشقيق الذين يشاركوننا الإبداع، ولا يفوتنا هنا أن نشير بكل الاهتمام إلى تكرار المشاركات من المغرب، وهو ما يدل على تمسك الشباب بفن الخط العربي رغم كل موجات الفرنسة التي اجتاحت المغرب العربي.
اللوحة التي نحن بصدد الحديث عنها الآن للأخ طارق فتوح وهي المشاركة الثانية له معنا وهي عبارة عن آية الكرسي، السطر الأول منها مكتوب بخط النسخ إلى جانب البسملة أيضًا أما باقي الآية فمكتوب بخط الرقعة والذي سيكون حديثنا عنه إن شاء الله تعالى.
خط الرقعة خط سهل رشيق يتميز بالسرعة في كتابته، وهو ما يجعله أكثر إنجازًا كذلك يمتاز خط الرقعة بأنه يجمع في حروفه بين القوة والجمال في آن واحد خاصة وأن حروفه لا تضبط بالشكل أي لا تحتاج إلى "التشكيل" اللهم إلا في الضرورة كما أن حروفه تكتب بقوة القلم ولا يحتاج أحد حروفه إلى الرسم باستثناء نهايات حروف الواو والراء والدال المتصلة.
وفي هذه اللوحة جاءت الحروف قوية ويتضح بها درجة الميل الصحيحة وهو ما أعتبره شخصيًا سر جمال خط الرقعة، كما اهتم مبدعنا بنهايات الحروف فجاءت جميلة ورشيقة مثل كلمة " أيديهم" فحركة الياء والهاء مع الميم جاءت بشكل جميل متناسق.
أيضًا جاءت بدايات حركة القلم قوية معبرة إذ ظهرت فيها بوضوح (قطة) القلم خاصة في حروف الألف والدال.
أجاد الكاتب في تفتيح الفراغ في حروف الخاء والضاد والظاء في الكلمات " تأخذه" ، "الأرض"، "حفظهما" إذ من الضروري أن يظهر الخطاط الفراغ الناتج عن كتابة هذه الحروف والذي يسمى أيضًا "بالبياض"
جاء باللوحة بعض نقاط الضعف نجملها فيما يلي:
حرف اللام ألف في كلمة " لا تأخذه… "جاء الألف الأول بها بدرجة ميل شديدة إلى اليسار حيث يجب على الخطاط عمومًا إذا تكرر حرف أو كلمة في اللوحة أو الجملة الخطية أن يجتهد قدر الإمكان في جعلهما متماثلين، إذا إن هذا يبرز "حرفية" أو مهارة الخطاط، والقاعدة أن يكتب حرف اللام ألف كما في الشكل"
حرف الألف يكتب بطول ثلاث نقاط من سمك القلم الذي يكتب به إلا أنه ظهر عند تكراره في أكثر من كلمة بأطوال مختلفة ظهرت جلية في كلمة "ذا الذي" حيث جاء حرف الألف في كلمة "الذي" أقصر من الألف الذي يسبقه وهو ما جعله يبدو غير منسجم مع أقرانه، خاصة وأنه جاء بعد ألف مماثل له وهذا ما تكلمنا عنه من ضرورة اجتهاد الخطاط في إظهار الحروف على مدار اللوحة بشكل متماثل.
جاء حرف الياء في كلمتي "يعلم"، "يؤده" بدون السن الرأسي له بينما الصواب في القاعدة أن تكتب الياء (أو الباء أو التاء أو النون) إذا جاءت مبتدأة ذات السن المرتفع مع الحروف "بس"، "بص" "وبع"، " بق"، "بو" " بي" كما "بالشكل"
ولكنها تحذف في بعض الحالات مثل "ببا"، "بب" ، "بنج" كما بالشكل
جاء حرف الهاء المربوطة واضحًا جميلا على مدار اللوحة مثل كلمات "تأخذه"، "عنده" ، "يؤده"، لكنه جاء ضعيفًا في كلمة " علمه"… عند اتصاله بحرف الميم إذ أنه هو نفس شكله ولكنه في الأخيرة جاء منتهيًا… والأصح أن يكتب بهذا الشكل.
أما أبرز ما جاء من نقاط الضعف باللوحة فهو حرف الفاء خاصة الفاء الوسطية في مثل كلمة " خلفهم" ، و"يشفع" إذ إن هذا الحرف له قاعدة في كتابته لا يصل إليها الخطاط إلا بعد كثرة التمرين والدقة في الكتابة وتكون طريقة كتابته كما بالشكل.
كأسة " النون" "والصاد" في مثل كلمة "من" ، و"الأرض" والتي لها نفس القاعدة في الكتابة حيث تكتب بهذا الشكل.
جاء حرف الهاء في كلمة "هو" به ميل شديد واضح والأصل في حرف الهاء في خط الرقعة أنه يتكون من "ثلاث نقط" ثم "ألف" ثم حرف "الفاء" الوسطية كما بالشكل.
وأخيرًا يا أخي العزيز أتمنى لك دوام التوفيق في الكتابة مع دوام ،التمرين مع ملاحظة بناء السطر وكذلك الوضع في الاعتبار إظهار القوة في الكتابة التي لا تخلو من الجمال واللين الذي لا يصل إلى الضعف.
المصدر: إسلام أون لاين
نشرت فى 11 إبريل 2010
بواسطة princesslines
عدد زيارات الموقع
1,452,577
ساحة النقاش