تعيد الفنانة " شهناز الجمّال" شيئاً من أحلام الاستمتاع بالزخرفة الإسلامية، أو ما يطلق عليه "الآرابيسك" المعرضة لمخاطر الضياع والاندثار، فالعاملون في هذا المجال قلة قليلة منهم "شهناز" التي استقبلتنا بالترحاب فكان لموقع eSyria هذه المقابلة:
* ماذا عن بدايات "شهناز" ومتى انتقلت إلى التخصص بفن "الآرابيسك"؟
** «تفتحت عيناي على أعمال والدي الفنية من زمن بعيد، وقد منحنى الله موهبة الرسم، فبدأت برسم اللوحات ولاسيما ذات العلاقة بالطبيعة فأرسم الورود وما شابه، وبدأت مع الزمن الاهتمام بفن الزخرفة الإسلامية التي عمل فيها والدي لزمن طويل في دول الخليج، وشاء القدر فيما بعد أن تزوجت شخصاً يعمل في الديكور والخط العربي، فتابعت العمل في مجال الفن التشكيلي والزخرفة الإسلامية بشكل خاص».
* حبذا لو تحدثينا عن المعرض الذي أقمته في دار الأسد للثقافة والفنون بتاريخ /8/2/2009/ واستمر لغاية الثاني عشر من الشهر الجاري؟
** الحقيقة أن معرضي الذي ضم نحو ثلاثين لوحة لا يعكس فقط رغبات التأصيل والتحديث وإنما الرغبة باستعادة فن الزخرفة العربية الإسلامية بطريقة معاصرة جميلة ، وقد حاولت من خلاله أن أقدم شيئاً جديداً بفن الزخرفة الإسلامية التي أعشقها بطريقة معاصرة، حيث أدخلت الفن التشكيلي على الزخارف الإسلامية وعلى الخط العربي علماً أنني لا أخط لكني أتذوق الخط العربي وأحبه».
*يقال أن فن الآرابيسك يكاد أن ينحصر في دور العبادة "المساجد" فهل تجدين مكاناً لك في هذا الفن؟
**«أعتقد
إحدى لوحات الفنانة شهناز
أن الزخارف الإسلامية لم تعد مرتبطة بالمساجد والجوامع فقط ، فقد أضحت اللوحات قابلة لأن توضع في البيوت (الصالونات)، والفلل بشكل أجمل من أي فن آخر».
موقع eSyria حضر المعرض الذي أقامته "شهناز" في دار الأسد للثقافة والتقى على هامش افتتاحه مهندس الديكور"مروان الصوفي" والمختص بالخط العربي وسأله عمّا يميز لوحات الفنانة "شهناز" فقال: «لا شك أن مزج الفنانة شهناز للخط العربي مع الزخرفة الإسلامية في لوحاتها قد زاد اللوحات جمالاً وغنىً، ففي لوحاتها نشاهد تداخل الخطوط (خيط عربي، خط عربي) بالزخرفة الإسلامية، وهذا أمر غاية في الصعوبة تميزت به الفنانة "شهناز"، ويمكن القول أن عملها هذا هو من التراث العربي الإسلامي الذي لم يعد موجوداً إلا في الكتب وبعض لوحات الفنانين وهم قلة وخاصة النساء، وقد أضافت عليه الفنانة بعض التقنيات التي لم يعمل بها أحد من قبل فاستخدمت الخرز في بعض لوحاتها».
أما السيد "أحمد المفتي" الباحث في التراث العربي والإسلامي وأستاذ فن العمارة بجامعة دمشق كلية الفنون فرأى في لوحات الفنانة "شهناز" صبر المرأة وقال: «صبر المرأة واضح في لوحات فنانتنا، كما أنها تفردت بأسلوبها في عملية تكنيك اللون، والمواد التقنية المستخدمة، واستطاعت أن
أحمد المفتي
تمزج بتقنية عالية بين الخط العربي والزخارف الإسلامية، وكلاهما من الفنون التجريدية، وهذا شيء طبيعي لأن الحرف العربي ولد وتطور، والزخرفة الإسلامية كذلك في أحضان القرآن الكريم».
ويضيف "أحمد المفتي" فيقول: « الآرابيسك في لوحات الفنانة "شهناز" واضح وجميل جداً ومتناسق أيضاً، إلا أن الفنانة أخذت نوع واحد من النباتات نبتة (الأكاسيا) واستطاعت أن تنسج عليها، لتنتقل بعد ذلك إلى تلوين وتنويع بعض الخطوط العربية بتناسق دقيق جداً، والذي فاجئني أيضاً يتابع السيد"المفتي"أنها استخدمت أسلوب الرسم على القماش الخام، وهذا الأسلوب يحتاج من الفنان كما نعلم في اللوحة الزيتية لأن يكون هناك تأسيس باللون، ثم العمل لإظهار اللون، إلا أنها بذكائها استخدمت الألوان التي يُرسم بها على الحرير، فرسمت على القماش الخام مباشرة وهذا ما أعطى اللوحة جمالية وشفافية رائعة، حتى تمثل فيها قول المتصوفة: (إذا وصلت الأحاسيس بمعالم الإدراك إلى سبر غور النفس زالت كثف الحجب ببوادر الأنوار)، وهذه الأنوار تتجلى كما يقال عند المتصوفة بدرجات حين يرتقي الإنسان من التخلي، فالتحلي، فالتجلي والفنانة "شهناز" وصلت إلى مرتبة التجلي من خلال اللون في لوحاتها كما استطاعت أيضاً أن تمزج بين الألوان الإسلامية والألوان الحديثة في أغلب
المهندس مروان الصوفي
لوحاتها بتوزيع جميل مع تكوين يدل على اتزان، وعلى دراسة متمكنة وتجربة طويلة».
بقي أن نشير أن الفنانة "شهناز الجمّال" تحمل شهادة G.C.E من المدرسة الانكليزية بالكويت، تعمل في الفن التشكيلي والزخرفة الإسلامية منذ ما يزيد على الــ ( 35 ) سنة، أقامت عدة معارض في الكويت وحمص ودمشق.
المصدر: فنون العرب
نشرت فى 25 مارس 2010
بواسطة princesslines
عدد زيارات الموقع
1,451,410
ساحة النقاش