أميرات الخط العربي

رحاب وشيماء عبدالله

للحرف العربي جمال أخّاذ، وذوق رفيع في شكله ورسمه وزخرفه والتفنن في وضعه على الصفحات الناصعة البياض أو اللوحات التشكيلية، وقد أجادت الأنامل المبدعة في رسمه وخطه، لذا برزت لنا منذ القرون الأولى لمولده أنواع متعددة الأسماء والأشكال عن الخط العربي مما رغب وحث على تكوين دراسات ومناهج وبحوث حول الحرف العربي وكيفية خطه ورسمه وضبط شكله وفق القواعد المخصصة لها.

حيث يعد الخط العربي من أجمل فنون العرب والمسلمين على حدٍ سواء، فالكتابة العربية التي تتميز بحروف طيعة ولينة في تعاملها مع الخطاط هي بالطبع طبيعية في تعاملها مع الشعوب التي اتخذت من أشكال الكتابة العربية منهجاً ثقافياً لها، والذي عزز ذلك اتخاذها الإسلام ديناً تهتدي به.

 فالخط العربي كان وما يزال، وسيظل دائماً فياضاً بكل ما يضيء ويفيد ويبهج الحياة ويفتح الآفاق أمام الإنسان والمجتمع، وهو الشاهد على عصور النهضة الإسلاميّة والتقدم الذي واكب هذه النهضة في كل المجالات وعلى مر السنين والعهود.

 وهو أحد صيغ الفنون الإسلاميّة الهامّة، أثرى حياة المسلمين بتوكيده الصلة الوثيقة بين العقيدة والتعبير الفني الملتزم، ولما له من ارتباط بفنون التشكيل والزخرفة، مما منحه القدرة على التأثير العميق في فنون الحضارات الأخرى، وهو الوسيلة التي حملت آيات كتاب الله الكريم إلى كل بقاع الأرض والتي جاءت من خلالها إبداعات الآلاف من الخطاطين لآلاف من نسخ المصحف الشريف بدافع التقرب إلى الله والرغبة في نشر كتابه الفصل بين العالمين.

كما يؤكد الخطاط المسلم تفوقه في هذا المجال، لدرجة جعلت كل دارسي الخط العربي يجمعون على أن الفنان المسلم جعل للكلمة وظيفة جمالية مرئية إلى جانب وظيفتها السمعية.

وقد حظي الخط العربي في الإسلام بعناية خاصّة، ولا غرو في ذلك، فهو ترجمان القرآن الكريم ووسيلته التي حفظ بها على مر العصور، حيث حرص الفنان المسلم على مدى أربعة عشر قرناً على تجويد الخط العربي وتحسينه، ووضع أقصى ما يمكن أن يضعه العقل البشري من القواعد والمعايير في سبيل تجويد هذا الفن وأحكامه لتكون بمنـزلة قوانين ونظريات هندسية غاية في الدقة ولا يجوز الزيادة عليها أو النقصان منها، يرجع إليها كل من أراد حذق الكتابة.

وإن جولة واحدة بين مقامات الحروف المتنوعة واللوحات التي تمتاز بخط الثلث هي أجمل من حديقة غناء،كما إن المتعة الروحية التي تتفاعل مع الخطاط أثناء الكتابة لا يوازيها أي متعة على وجه الأرض، وهذه المتعة هي مزيج متآلف بين الإبداع والحركات التي تسطرها القلم من خلال الكم الهائل الذي يحوم حول تلك المائدة المنبسطة لأنواع شتى لحركات الحرف الواحد.

وأستشهد قول أحد العلماء العاملين الذي يقول: " لو علمت الملوك ما نحن فيه من المتعة لجالدونا عليها بالسياط ". لذلك فهي حصيلة مدارس وخبرات نوابغ وعبقريات أشخاص متميزين، تجلّت بين أناملهم جماليات لا حصر لها من الكتابة العربية، كذلك فإنها تبعث في النفس المتعطشة بوادر الاطمئنان والبحث بلهفة وشوق عن مكامن السر الدفين لبوح الحرف والإيحاءات التي تنشدها بصمت وعبقرية وكمال.

ويروي لنا التاريخ أن الخليفة العباسي الواثق بالله أنفذ ابن الترجمان بهدايا إلى ملك الروم فرآهم قد علّقوا على باب الكنيسة كتباً بالعربية فسأل عنها، فقيل له: هذه كتب المأمون بخط أحمد بن أبي خالد، استحسنوا صورتها فعلقوها. هذا ما حكاه الصولي، وقد أورد أيضاً أن سليمان بن وهب كتب كتاباً إلى ملك الروم في أيام الخليفة المعتمد، فقال ملك الروم، ما رأيت للعرب شيئاً أحسن من هذا الشكل، وما أحسدهم على شيء حسدي على جمال حروفهم، وملك الروم لا يقرأ الخط العربي وإنما راقه باعتداله وهندسته، ويقول الخليفة المأمون: لو فاخرتنا الملوك الأعاجم بأمثالها لفاخرناها بما لنا من أنواع الخط، يقرأ في كل مكان، ويترجم بكل لسان، ويوجد في كل زمان.
 كما إن الخط العربي يرسم بأي شكل هندسي وبأية صورة زخرفيه فنية، فهو طوع يد الفنان الماهر والمبتكر والنابغ المبدع، ولذلك نجد له منذ بدء الإسلام إلى اليوم أكثر من مائة نوع، وليس له حد يقف عنده، مع العلم أنه لا يطرأ على معالمه الأصلية أي تغيير أو تبديل مهما تشعبت أقسامه وتعددت أقلامه.

والخطاط الناجح هو ذلك الذي يمتلك تلك الشفافية العذبة للخوض في ميدان هذا الفن الرفيع،  فالموهبة والإيمان والصبر والتواضع والخلق الحسن، ويضاف إليها التدريب المستمر والعناية الدقيقة بشكل الحرف وطريقة أدائه السليمة، فمن يمتلك تلك المحاسن يتكوّن في شخصه الخطاط الناجح والمبدع الذي يعطي رصيداً جديداً لهذا الفن الخالد.

وسنتطرق في هذا السياق إلى قلم الثلث الذي يعتبر بحق جوهرة الأقلام العربية.

للحرف العربي جمال أخّاذ، وذوق رفيع في شكله ورسمه وزخرفه والتفنن في وضعه على الصفحات الناصعة البياض أو اللوحات التشكيلية، وقد أجادت الأنامل المبدعة في رسمه وخطه، لذا برزت لنا منذ القرون الأولى لمولده أنواع متعددة الأسماء والأشكال عن الخط العربي مما رغب وحث على تكوين دراسات ومناهج وبحوث حول الحرف العربي وكيفية خطه ورسمه وضبط شكله وفق القواعد المخصصة لها.

حيث يعد الخط العربي من أجمل فنون العرب والمسلمين على حدٍ سواء، فالكتابة العربية التي تتميز بحروف طيعة ولينة في تعاملها مع الخطاط هي بالطبع طبيعية في تعاملها مع الشعوب التي اتخذت من أشكال الكتابة العربية منهجاً ثقافياً لها، والذي عزز ذلك اتخاذها الإسلام ديناً تهتدي به.

 فالخط العربي كان وما يزال، وسيظل دائماً فياضاً بكل ما يضيء ويفيد ويبهج الحياة ويفتح الآفاق أمام الإنسان والمجتمع، وهو الشاهد على عصور النهضة الإسلاميّة والتقدم الذي واكب هذه النهضة في كل المجالات وعلى مر السنين والعهود.

 وهو أحد صيغ الفنون الإسلاميّة الهامّة، أثرى حياة المسلمين بتوكيده الصلة الوثيقة بين العقيدة والتعبير الفني الملتزم، ولما له من ارتباط بفنون التشكيل والزخرفة، مما منحه القدرة على التأثير العميق في فنون الحضارات الأخرى، وهو الوسيلة التي حملت آيات كتاب الله الكريم إلى كل بقاع الأرض والتي جاءت من خلالها إبداعات الآلاف من الخطاطين لآلاف من نسخ المصحف الشريف بدافع التقرب إلى الله والرغبة في نشر كتابه الفصل بين العالمين.

كما يؤكد الخطاط المسلم تفوقه في هذا المجال، لدرجة جعلت كل دارسي الخط العربي يجمعون على أن الفنان المسلم جعل للكلمة وظيفة جمالية مرئية إلى جانب وظيفتها السمعية.

وقد حظي الخط العربي في الإسلام بعناية خاصّة، ولا غرو في ذلك، فهو ترجمان القرآن الكريم ووسيلته التي حفظ بها على مر العصور، حيث حرص الفنان المسلم على مدى أربعة عشر قرناً على تجويد الخط العربي وتحسينه، ووضع أقصى ما يمكن أن يضعه العقل البشري من القواعد والمعايير في سبيل تجويد هذا الفن وأحكامه لتكون بمنـزلة قوانين ونظريات هندسية غاية في الدقة ولا يجوز الزيادة عليها أو النقصان منها، يرجع إليها كل من أراد حذق الكتابة.

وإن جولة واحدة بين مقامات الحروف المتنوعة واللوحات التي تمتاز بخط الثلث هي أجمل من حديقة غناء،كما إن المتعة الروحية التي تتفاعل مع الخطاط أثناء الكتابة لا يوازيها أي متعة على وجه الأرض، وهذه المتعة هي مزيج متآلف بين الإبداع والحركات التي تسطرها القلم من خلال الكم الهائل الذي يحوم حول تلك المائدة المنبسطة لأنواع شتى لحركات الحرف الواحد.

وأستشهد قول أحد العلماء العاملين الذي يقول: " لو علمت الملوك ما نحن فيه من المتعة لجالدونا عليها بالسياط ". لذلك فهي حصيلة مدارس وخبرات نوابغ وعبقريات أشخاص متميزين، تجلّت بين أناملهم جماليات لا حصر لها من الكتابة العربية، كذلك فإنها تبعث في النفس المتعطشة بوادر الاطمئنان والبحث بلهفة وشوق عن مكامن السر الدفين لبوح الحرف والإيحاءات التي تنشدها بصمت وعبقرية وكمال.

ويروي لنا التاريخ أن الخليفة العباسي الواثق بالله أنفذ ابن الترجمان بهدايا إلى ملك الروم فرآهم قد علّقوا على باب الكنيسة كتباً بالعربية فسأل عنها، فقيل له: هذه كتب المأمون بخط أحمد بن أبي خالد، استحسنوا صورتها فعلقوها. هذا ما حكاه الصولي، وقد أورد أيضاً أن سليمان بن وهب كتب كتاباً إلى ملك الروم في أيام الخليفة المعتمد، فقال ملك الروم، ما رأيت للعرب شيئاً أحسن من هذا الشكل، وما أحسدهم على شيء حسدي على جمال حروفهم، وملك الروم لا يقرأ الخط العربي وإنما راقه باعتداله وهندسته، ويقول الخليفة المأمون: لو فاخرتنا الملوك الأعاجم بأمثالها لفاخرناها بما لنا من أنواع الخط، يقرأ في كل مكان، ويترجم بكل لسان، ويوجد في كل زمان.
 كما إن الخط العربي يرسم بأي شكل هندسي وبأية صورة زخرفيه فنية، فهو طوع يد الفنان الماهر والمبتكر والنابغ المبدع، ولذلك نجد له منذ بدء الإسلام إلى اليوم أكثر من مائة نوع، وليس له حد يقف عنده، مع العلم أنه لا يطرأ على معالمه الأصلية أي تغيير أو تبديل مهما تشعبت أقسامه وتعددت أقلامه.

والخطاط الناجح هو ذلك الذي يمتلك تلك الشفافية العذبة للخوض في ميدان هذا الفن الرفيع،  فالموهبة والإيمان والصبر والتواضع والخلق الحسن، ويضاف إليها التدريب المستمر والعناية الدقيقة بشكل الحرف وطريقة أدائه السليمة، فمن يمتلك تلك المحاسن يتكوّن في شخصه الخطاط الناجح والمبدع الذي يعطي رصيداً جديداً لهذا الفن الخالد.

وسنتطرق في هذا السياق إلى قلم الثلث الذي يعتبر بحق جوهرة الأقلام العربية.

للحرف العربي جمال أخّاذ، وذوق رفيع في شكله ورسمه وزخرفه والتفنن في وضعه على الصفحات الناصعة البياض أو اللوحات التشكيلية، وقد أجادت الأنامل المبدعة في رسمه وخطه، لذا برزت لنا منذ القرون الأولى لمولده أنواع متعددة الأسماء والأشكال عن الخط العربي مما رغب وحث على تكوين دراسات ومناهج وبحوث حول الحرف العربي وكيفية خطه ورسمه وضبط شكله وفق القواعد المخصصة لها.

حيث يعد الخط العربي من أجمل فنون العرب والمسلمين على حدٍ سواء، فالكتابة العربية التي تتميز بحروف طيعة ولينة في تعاملها مع الخطاط هي بالطبع طبيعية في تعاملها مع الشعوب التي اتخذت من أشكال الكتابة العربية منهجاً ثقافياً لها، والذي عزز ذلك اتخاذها الإسلام ديناً تهتدي به.

 فالخط العربي كان وما يزال، وسيظل دائماً فياضاً بكل ما يضيء ويفيد ويبهج الحياة ويفتح الآفاق أمام الإنسان والمجتمع، وهو الشاهد على عصور النهضة الإسلاميّة والتقدم الذي واكب هذه النهضة في كل المجالات وعلى مر السنين والعهود.

 وهو أحد صيغ الفنون الإسلاميّة الهامّة، أثرى حياة المسلمين بتوكيده الصلة الوثيقة بين العقيدة والتعبير الفني الملتزم، ولما له من ارتباط بفنون التشكيل والزخرفة، مما منحه القدرة على التأثير العميق في فنون الحضارات الأخرى، وهو الوسيلة التي حملت آيات كتاب الله الكريم إلى كل بقاع الأرض والتي جاءت من خلالها إبداعات الآلاف من الخطاطين لآلاف من نسخ المصحف الشريف بدافع التقرب إلى الله والرغبة في نشر كتابه الفصل بين العالمين.

كما يؤكد الخطاط المسلم تفوقه في هذا المجال، لدرجة جعلت كل دارسي الخط العربي يجمعون على أن الفنان المسلم جعل للكلمة وظيفة جمالية مرئية إلى جانب وظيفتها السمعية.

وقد حظي الخط العربي في الإسلام بعناية خاصّة، ولا غرو في ذلك، فهو ترجمان القرآن الكريم ووسيلته التي حفظ بها على مر العصور، حيث حرص الفنان المسلم على مدى أربعة عشر قرناً على تجويد الخط العربي وتحسينه، ووضع أقصى ما يمكن أن يضعه العقل البشري من القواعد والمعايير في سبيل تجويد هذا الفن وأحكامه لتكون بمنـزلة قوانين ونظريات هندسية غاية في الدقة ولا يجوز الزيادة عليها أو النقصان منها، يرجع إليها كل من أراد حذق الكتابة.

وإن جولة واحدة بين مقامات الحروف المتنوعة واللوحات التي تمتاز بخط الثلث هي أجمل من حديقة غناء،كما إن المتعة الروحية التي تتفاعل مع الخطاط أثناء الكتابة لا يوازيها أي متعة على وجه الأرض، وهذه المتعة هي مزيج متآلف بين الإبداع والحركات التي تسطرها القلم من خلال الكم الهائل الذي يحوم حول تلك المائدة المنبسطة لأنواع شتى لحركات الحرف الواحد.

وأستشهد قول أحد العلماء العاملين الذي يقول: " لو علمت الملوك ما نحن فيه من المتعة لجالدونا عليها بالسياط ". لذلك فهي حصيلة مدارس وخبرات نوابغ وعبقريات أشخاص متميزين، تجلّت بين أناملهم جماليات لا حصر لها من الكتابة العربية، كذلك فإنها تبعث في النفس المتعطشة بوادر الاطمئنان والبحث بلهفة وشوق عن مكامن السر الدفين لبوح الحرف والإيحاءات التي تنشدها بصمت وعبقرية وكمال.

ويروي لنا التاريخ أن الخليفة العباسي الواثق بالله أنفذ ابن الترجمان بهدايا إلى ملك الروم فرآهم قد علّقوا على باب الكنيسة كتباً بالعربية فسأل عنها، فقيل له: هذه كتب المأمون بخط أحمد بن أبي خالد، استحسنوا صورتها فعلقوها. هذا ما حكاه الصولي، وقد أورد أيضاً أن سليمان بن وهب كتب كتاباً إلى ملك الروم في أيام الخليفة المعتمد، فقال ملك الروم، ما رأيت للعرب شيئاً أحسن من هذا الشكل، وما أحسدهم على شيء حسدي على جمال حروفهم، وملك الروم لا يقرأ الخط العربي وإنما راقه باعتداله وهندسته، ويقول الخليفة المأمون: لو فاخرتنا الملوك الأعاجم بأمثالها لفاخرناها بما لنا من أنواع الخط، يقرأ في كل مكان، ويترجم بكل لسان، ويوجد في كل زمان.
 كما إن الخط العربي يرسم بأي شكل هندسي وبأية صورة زخرفيه فنية، فهو طوع يد الفنان الماهر والمبتكر والنابغ المبدع، ولذلك نجد له منذ بدء الإسلام إلى اليوم أكثر من مائة نوع، وليس له حد يقف عنده، مع العلم أنه لا يطرأ على معالمه الأصلية أي تغيير أو تبديل مهما تشعبت أقسامه وتعددت أقلامه.

والخطاط الناجح هو ذلك الذي يمتلك تلك الشفافية العذبة للخوض في ميدان هذا الفن الرفيع،  فالموهبة والإيمان والصبر والتواضع والخلق الحسن، ويضاف إليها التدريب المستمر والعناية الدقيقة بشكل الحرف وطريقة أدائه السليمة، فمن يمتلك تلك المحاسن يتكوّن في شخصه الخطاط الناجح والمبدع الذي يعطي رصيداً جديداً لهذا الفن الخالد.

وسنتطرق في هذا السياق إلى قلم الثلث الذي يعتبر بحق جوهرة الأقلام العربية.

للحرف العربي جمال أخّاذ، وذوق رفيع في شكله ورسمه وزخرفه والتفنن في وضعه على الصفحات الناصعة البياض أو اللوحات التشكيلية، وقد أجادت الأنامل المبدعة في رسمه وخطه، لذا برزت لنا منذ القرون الأولى لمولده أنواع متعددة الأسماء والأشكال عن الخط العربي مما رغب وحث على تكوين دراسات ومناهج وبحوث حول الحرف العربي وكيفية خطه ورسمه وضبط شكله وفق القواعد المخصصة لها.

حيث يعد الخط العربي من أجمل فنون العرب والمسلمين على حدٍ سواء، فالكتابة العربية التي تتميز بحروف طيعة ولينة في تعاملها مع الخطاط هي بالطبع طبيعية في تعاملها مع الشعوب التي اتخذت من أشكال الكتابة العربية منهجاً ثقافياً لها، والذي عزز ذلك اتخاذها الإسلام ديناً تهتدي به.

 فالخط العربي كان وما يزال، وسيظل دائماً فياضاً بكل ما يضيء ويفيد ويبهج الحياة ويفتح الآفاق أمام الإنسان والمجتمع، وهو الشاهد على عصور النهضة الإسلاميّة والتقدم الذي واكب هذه النهضة في كل المجالات وعلى مر السنين والعهود.

 وهو أحد صيغ الفنون الإسلاميّة الهامّة، أثرى حياة المسلمين بتوكيده الصلة الوثيقة بين العقيدة والتعبير الفني الملتزم، ولما له من ارتباط بفنون التشكيل والزخرفة، مما منحه القدرة على التأثير العميق في فنون الحضارات الأخرى، وهو الوسيلة التي حملت آيات كتاب الله الكريم إلى كل بقاع الأرض والتي جاءت من خلالها إبداعات الآلاف من الخطاطين لآلاف من نسخ المصحف الشريف بدافع التقرب إلى الله والرغبة في نشر كتابه الفصل بين العالمين.

كما يؤكد الخطاط المسلم تفوقه في هذا المجال، لدرجة جعلت كل دارسي الخط العربي يجمعون على أن الفنان المسلم جعل للكلمة وظيفة جمالية مرئية إلى جانب وظيفتها السمعية.

وقد حظي الخط العربي في الإسلام بعناية خاصّة، ولا غرو في ذلك، فهو ترجمان القرآن الكريم ووسيلته التي حفظ بها على مر العصور، حيث حرص الفنان المسلم على مدى أربعة عشر قرناً على تجويد الخط العربي وتحسينه، ووضع أقصى ما يمكن أن يضعه العقل البشري من القواعد والمعايير في سبيل تجويد هذا الفن وأحكامه لتكون بمنـزلة قوانين ونظريات هندسية غاية في الدقة ولا يجوز الزيادة عليها أو النقصان منها، يرجع إليها كل من أراد حذق الكتابة.

وإن جولة واحدة بين مقامات الحروف المتنوعة واللوحات التي تمتاز بخط الثلث هي أجمل من حديقة غناء،كما إن المتعة الروحية التي تتفاعل مع الخطاط أثناء الكتابة لا يوازيها أي متعة على وجه الأرض، وهذه المتعة هي مزيج متآلف بين الإبداع والحركات التي تسطرها القلم من خلال الكم الهائل الذي يحوم حول تلك المائدة المنبسطة لأنواع شتى لحركات الحرف الواحد.

وأستشهد قول أحد العلماء العاملين الذي يقول: " لو علمت الملوك ما نحن فيه من المتعة لجالدونا عليها بالسياط ". لذلك فهي حصيلة مدارس وخبرات نوابغ وعبقريات أشخاص متميزين، تجلّت بين أناملهم جماليات لا حصر لها من الكتابة العربية، كذلك فإنها تبعث في النفس المتعطشة بوادر الاطمئنان والبحث بلهفة وشوق عن مكامن السر الدفين لبوح الحرف والإيحاءات التي تنشدها بصمت وعبقرية وكمال.

ويروي لنا التاريخ أن الخليفة العباسي الواثق بالله أنفذ ابن الترجمان بهدايا إلى ملك الروم فرآهم قد علّقوا على باب الكنيسة كتباً بالعربية فسأل عنها، فقيل له: هذه كتب المأمون بخط أحمد بن أبي خالد، استحسنوا صورتها فعلقوها. هذا ما حكاه الصولي، وقد أورد أيضاً أن سليمان بن وهب كتب كتاباً إلى ملك الروم في أيام الخليفة المعتمد، فقال ملك الروم، ما رأيت للعرب شيئاً أحسن من هذا الشكل، وما أحسدهم على شيء حسدي على جمال حروفهم، وملك الروم لا يقرأ الخط العربي وإنما راقه باعتداله وهندسته، ويقول الخليفة المأمون: لو فاخرتنا الملوك الأعاجم بأمثالها لفاخرناها بما لنا من أنواع الخط، يقرأ في كل مكان، ويترجم بكل لسان، ويوجد في كل زمان.
 كما إن الخط العربي يرسم بأي شكل هندسي وبأية صورة زخرفيه فنية، فهو طوع يد الفنان الماهر والمبتكر والنابغ المبدع، ولذلك نجد له منذ بدء الإسلام إلى اليوم أكثر من مائة نوع، وليس له حد يقف عنده، مع العلم أنه لا يطرأ على معالمه الأصلية أي تغيير أو تبديل مهما تشعبت أقسامه وتعددت أقلامه.

والخطاط الناجح هو ذلك الذي يمتلك تلك الشفافية العذبة للخوض في ميدان هذا الفن الرفيع،  فالموهبة والإيمان والصبر والتواضع والخلق الحسن، ويضاف إليها التدريب المستمر والعناية الدقيقة بشكل الحرف وطريقة أدائه السليمة، فمن يمتلك تلك المحاسن يتكوّن في شخصه الخطاط الناجح والمبدع الذي يعطي رصيداً جديداً لهذا الفن الخالد.

وسنتطرق في هذا السياق إلى قلم الثلث الذي يعتبر بحق جوهرة الأقلام العربية.

للحرف العربي جمال أخّاذ، وذوق رفيع في شكله ورسمه وزخرفه والتفنن في وضعه على الصفحات الناصعة البياض أو اللوحات التشكيلية، وقد أجادت الأنامل المبدعة في رسمه وخطه، لذا برزت لنا منذ القرون الأولى لمولده أنواع متعددة الأسماء والأشكال عن الخط العربي مما رغب وحث على تكوين دراسات ومناهج وبحوث حول الحرف العربي وكيفية خطه ورسمه وضبط شكله وفق القواعد المخصصة لها.

حيث يعد الخط العربي من أجمل فنون العرب والمسلمين على حدٍ سواء، فالكتابة العربية التي تتميز بحروف طيعة ولينة في تعاملها مع الخطاط هي بالطبع طبيعية في تعاملها مع الشعوب التي اتخذت من أشكال الكتابة العربية منهجاً ثقافياً لها، والذي عزز ذلك اتخاذها الإسلام ديناً تهتدي به.

 فالخط العربي كان وما يزال، وسيظل دائماً فياضاً بكل ما يضيء ويفيد ويبهج الحياة ويفتح الآفاق أمام الإنسان والمجتمع، وهو الشاهد على عصور النهضة الإسلاميّة والتقدم الذي واكب هذه النهضة في كل المجالات وعلى مر السنين والعهود.

 وهو أحد صيغ الفنون الإسلاميّة الهامّة، أثرى حياة المسلمين بتوكيده الصلة الوثيقة بين العقيدة والتعبير الفني الملتزم، ولما له من ارتباط بفنون التشكيل والزخرفة، مما منحه القدرة على التأثير العميق في فنون الحضارات الأخرى، وهو الوسيلة التي حملت آيات كتاب الله الكريم إلى كل بقاع الأرض والتي جاءت من خلالها إبداعات الآلاف من الخطاطين لآلاف من نسخ المصحف الشريف بدافع التقرب إلى الله والرغبة في نشر كتابه الفصل بين العالمين.

كما يؤكد الخطاط المسلم تفوقه في هذا المجال، لدرجة جعلت كل دارسي الخط العربي يجمعون على أن الفنان المسلم جعل للكلمة وظيفة جمالية مرئية إلى جانب وظيفتها السمعية.

وقد حظي الخط العربي في الإسلام بعناية خاصّة، ولا غرو في ذلك، فهو ترجمان القرآن الكريم ووسيلته التي حفظ بها على مر العصور، حيث حرص الفنان المسلم على مدى أربعة عشر قرناً على تجويد الخط العربي وتحسينه، ووضع أقصى ما يمكن أن يضعه العقل البشري من القواعد والمعايير في سبيل تجويد هذا الفن وأحكامه لتكون بمنـزلة قوانين ونظريات هندسية غاية في الدقة ولا يجوز الزيادة عليها أو النقصان منها، يرجع إليها كل من أراد حذق الكتابة.

وإن جولة واحدة بين مقامات الحروف المتنوعة واللوحات التي تمتاز بخط الثلث هي أجمل من حديقة غناء،كما إن المتعة الروحية التي تتفاعل مع الخطاط أثناء الكتابة لا يوازيها أي متعة على وجه الأرض، وهذه المتعة هي مزيج متآلف بين الإبداع والحركات التي تسطرها القلم من خلال الكم الهائل الذي يحوم حول تلك المائدة المنبسطة لأنواع شتى لحركات الحرف الواحد.

وأستشهد قول أحد العلماء العاملين الذي يقول: " لو علمت الملوك ما نحن فيه من المتعة لجالدونا عليها بالسياط ". لذلك فهي حصيلة مدارس وخبرات نوابغ وعبقريات أشخاص متميزين، تجلّت بين أناملهم جماليات لا حصر لها من الكتابة العربية، كذلك فإنها تبعث في النفس المتعطشة بوادر الاطمئنان والبحث بلهفة وشوق عن مكامن السر الدفين لبوح الحرف والإيحاءات التي تنشدها بصمت وعبقرية وكمال.

ويروي لنا التاريخ أن الخليفة العباسي الواثق بالله أنفذ ابن الترجمان بهدايا إلى ملك الروم فرآهم قد علّقوا على باب الكنيسة كتباً بالعربية فسأل عنها، فقيل له: هذه كتب المأمون بخط أحمد بن أبي خالد، استحسنوا صورتها فعلقوها. هذا ما حكاه الصولي، وقد أورد أيضاً أن سليمان بن وهب كتب كتاباً إلى ملك الروم في أيام الخليفة المعتمد، فقال ملك الروم، ما رأيت للعرب شيئاً أحسن من هذا الشكل، وما أحسدهم على شيء حسدي على جمال حروفهم، وملك الروم لا يقرأ الخط العربي وإنما راقه باعتداله وهندسته، ويقول الخليفة المأمون: لو فاخرتنا الملوك الأعاجم بأمثالها لفاخرناها بما لنا من أنواع الخط، يقرأ في كل مكان، ويترجم بكل لسان، ويوجد في كل زمان.
 كما إن الخط العربي يرسم بأي شكل هندسي وبأية صورة زخرفيه فنية، فهو طوع يد الفنان الماهر والمبتكر والنابغ المبدع، ولذلك نجد له منذ بدء الإسلام إلى اليوم أكثر من مائة نوع، وليس له حد يقف عنده، مع العلم أنه لا يطرأ على معالمه الأصلية أي تغيير أو تبديل مهما تشعبت أقسامه وتعددت أقلامه.

والخطاط الناجح هو ذلك الذي يمتلك تلك الشفافية العذبة للخوض في ميدان هذا الفن الرفيع،  فالموهبة والإيمان والصبر والتواضع والخلق الحسن، ويضاف إليها التدريب المستمر والعناية الدقيقة بشكل الحرف وطريقة أدائه السليمة، فمن يمتلك تلك المحاسن يتكوّن في شخصه الخطاط الناجح والمبدع الذي يعطي رصيداً جديداً لهذا الفن الخالد.

وسنتطرق في هذا السياق إلى قلم الثلث الذي يعتبر بحق جوهرة الأقلام العربية.

المصدر: منتدي فن وإبداع
princesslines

shaymaandrehababdallah

  • Currently 275/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
71 تصويتات / 1214 مشاهدة
نشرت فى 8 مارس 2010 بواسطة princesslines

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,419,621