السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لماذا غابت مكارم أخلاقنا في هذا العصر؟

"المكارم لا تكون إلا بالمكاره، ولو كانت خفيفة لتناولتها السفلة بالغلبة"، ولهذا جعل الله تعالى عباده الأكرمين هم أهل التقوى في قوله "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" "الحجرات 13" وأمر بالتزوّد بالتقوى فقال تعالى "وتزوّدوا فإن خير الزاد التقوى" "البقرة 197".

لقد جمع أحد الحكماء مكارم الأخلاق في "صدق الحديث، وصدق اللسان، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، والمكافأة بالصنيع، وبذل المعروف، وحفظ الذمام للصاحب، وقرى الضيف، ورأسهن الحياء"، قال "اللورد تشيستر فيلد" "الأخلاق تزيّن المعرفة، وتصقلها في طريقها عبر العالم"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنكم لن تسَعوا الناس بأموالكم فسَعوهم بأخلاقكم" وفي رواية أخرى "فسَعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق".

وقال الرسول عليه الصلاة والسلام "شر ما طبع عليه المرء خلق دنيء ولسان بذيء"، "الأخلاق نتاج المجتمع، أجل، ولكن لا معنى لها إذا هي لم تتجاوزه تساميا به أو تحديا له"، وقال جمال الدين الأفغاني "لا أمة بدون أخلاق ولا أخلاق بغير عقيدة، ولا عقيدة بغير فهم". ومن الهدي النبوي "حسن الخلق من الإيمان"، "سعة الأخلاق كنز الأرزاق". قال علي بن أبي طالب "إن الله جعل مكارم الأخلاق ومحاسنها وصلا بيننا وبينه"، قال الرسول عليه الصلاة والسلام "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"..

قيل: "عشرة من أخلاق العاقل: الحلم، والعلم، والرشد، والعفاف، والتعاون، والحياء، والرزانة، والمداومة على الخير، وكراهية الشر، وطاعة الناصح". وقيل أيضا مكارم الأخلاق عشرة: العقل والدين والعلم والحلم والصبر والشكر والصدق والجود والرفق واللين.

"العقل أولى بإكرام وتصديق"، قال عمر بن الخطاب "العاقل من اعتبر يومه بأمسه" قال الدكتور التوهامي نقرة "الدين عماد كل صلاح وباب كل نجاح"، قيل "ملاك الدين الورع، وآفة الدين الطمع"، من الأقوال المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم "خير الدنيا والآخرة مع العلم، وشر الدنيا والآخرة مع الجهل"، "تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية ودراسته تسبيح والبحث عنه جهاد وطلبه عبادة وتعليمه صدقة"؛ وقد قيل "ما من شيء بأحسن من عقل زانه حلم وحلم زانه علم".

قال الإمام علي بن أبي طالب "الصبر صبران: صبر على ما تحب، وصبر على ما تكره، والحليم من وفّق بين الاثنين"، "لكل داء دواء ودواء الدهر الصبر عليه"، "الصبر مفتاح الفرج"، "بالشكر تدوم النعم"، قال الله تعالى "لئن شكرتم لأزيدنكم" "إبراهيم 7". قال أبو علي الثقفي "الصدق له أربع خلال لا ينبغي التخلي عنها وهي: صدق القول، وصدق العمل، وصدق المودة، وصدق الأمانة"، وقال النيسابوري "الصدق استقامة الطريق في الدين، واتباع السنة في الشرع". من حكم التراث "الكلام اللين يلين القلوب ولو كانت أقسى من الصخور، والكلام الخشن يقسي القلوب ولو كانت ألين من الحرير".





من حكم أبي عثمان التحيبي:
"خذ الأمور برفق واتئد أبدا
إياك من عجل يدع إلى وصب
الرفق أحسن ما تؤتى الأمور به
يصيب ذو الرفق أو ينجو من العطب".


"الجود هو بذل الموجود"، "الجود محبة، والبخل مبغضة"، قال الإمام علي بن أبي طالب "العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى" وقال "فولتير" "العفة في الحب كلمة نطقها سهل وفهمها صعب"، وقال عمر بن الخطاب "من قل حياؤه قلّ ورعه". روى حسان بن عطية عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحياء والعي شعبتان من الإيمان"، "والبذاءة والبيان شعبتان من النفاق" "يشبه أن يكون العي في معنى الصمت والبيان في معنى التشديق".

وفي الحديث النبوي "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" وقد قيل "القوة في الاتحاد، لا يعجز القوم إذا تعاونوا" وفي المثل الانجليزي "التعاون يخفف عبء العمل" قال تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" "المائدة 2" وقال سقراط "إن الخير هو الفضيلة، والفضيلة هي المعرفة" "الخير أبقى وإن طال الزمان به" و"الشر أخبث ما أوعيت من زاد"، قال "سرفانتيس" "الأشرار عاقون دائما"، "من أعانك على الشر ظلمك". قيل "قلما يرحب المرء بالنصيحة وأكثر الناس حاجة إليها أكثرهم بغضا لها" "شيئان نجدهما في الحياة بوفرة، النصيحة الجيدة، والمثل المسيء".

من حكم التراث "لا تشيرن على عدوّك وصديقك إلا بالنصيحة، فالصديق يقضي بذلك حقه والعدو يهابك إذا رأى صواب رأيك" يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة" قالوا: "لمن يا رسول الله؟" قال "لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" قال العلماء: النصيحة لله أن يخلص العبد العمل لله والنصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يصفو قلبه في قبول دعوة النبوة ولا يضمر خلافها، والنصيحة للمسلمين أن لا يتميزوا عنه في حال من الأحوال؛ وقيل النصيحة لأئمة المسلمين أن لا يشق عصاهم ولا يعق فتواهم. فكيف تكون النصيحة؟

يقول الإمام الشافعي:
تعهدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه".


وفي الحديث "إرشاد الضال" أي هدايته الطريق، والرشد نقيض الغي، والرزانة تدل على الثبات والوقار والعفاف وأصالة الرأي. تلك هي أقوال وأمثال تلقي أضواء على القيم الأخلاقية الكريمة خاصة، فهل نحن ممن يقولونها ويفعلونها؟ أم من الذين "يقولون ما لا يفعلون" "الشعراء 226" و"يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم" "آل عمران 167".. لماذا غابت مكارم أخلاقنا في هذا العصر؟ هل سرقت منا؟ أم دفنت في القبور مع الصالحين المصلحين؟.


المصدر: حبايب
  • Currently 178/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
58 تصويتات / 403 مشاهدة
نشرت فى 12 ديسمبر 2009 بواسطة princess

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,747,335