عبر قرونٍ طويلة عُرفت حلب بزراعة الفستق وهو ما يسمى في إيران ( - pistaالبيستا) وفي مصر الفستق الأخضر،أما في المغرب العربي فيعرف باسم ( - pistachالبيستاش) وقد اشتهرت مدينة حلب وريفها الواسع بزراعته حتى أنه أصبح معروفاً في بلاد الشام والهلال الخصيب وفي كثير من بلدان العالم بالفستق الحلبي.
كما أن شجرة الفستق الحلبي شجرة معروفة منذ عهد الأشوريين ويعود أصلها إلى شجرة البطم التي تتواجد في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط إلا أن الموطن الأصلي للفستق الحلبي هو سورية (عين التينة) وتشير كثير من المراجع إلى أن هذا الجنس ( (Pistachio - Pistacia vera L.عرف منذ 3500 سنة قبل الميلاد في منطقة غرب آسيا وبلاد الشام واسم الفستق الحلبي نسبة إلى حلب كمنطقة تقليدية بزراعة هذه الشجرة منذ القديم لذلك فإذا ما ذكرت مدينة حلب فإنه يترافق معها الفستق الحلبي.
وإذا كانت حلب لا تذكر دون الفستق الحلبي فالأكيد أن الفستق لا يُذكر دون مورك هذه البلدة الصغيرة التي اشتهرت بزراعته حتى أصبحت أكبر منتج للفستق الحلبي في سورية (تقع شمال مدينة حماه حوالي 30 كم) ويبلغ عدد سكانها 17504 وحقيقة لابد من القول أن منتصف القرن الماضي كان نقطة تحول كبيرة في تاريخ هذه البلدة وتحديداً عام 1940 عندما قام أحد أبناء هذه البلدة باستقدام أغراس الفستق الحلبي من مدينة حلب وزراعتها في قرية مورك الصغيرة، لقد كانت مغامرة كبرى آنذاك بالنسبة للفلاحين الذين كانوا يعتمدون على زراعات موسمية (زراعة القمح) وبما أن أشجار الفستق الحلبي لا تبدأ بالعطاء إلا بعد أكثر من 17 سنة كان لابد من زراعتها على مراحل وبكميات صغيرة .
وفي عام 1955 زُرع فيها نحو /8000/ دونم تقريباً وبقيت بعطاء قليل لعدم توفر الخبرة اللازمة للفلاحين وقتها للتعامل مع هذه الشجرة.
أما في سبعينات القرن الماضي فقد تم زراعة مساحات كبيرة من البلدة حتى وصلت إلى نحو /40000/ دونم وبالوقت نفسه تميزت البلدة بالخبرة اللازمة للفلاحين وبالتالي الإنتاج الأفضل مما شجع على زراعة مساحات كبيرة بأشجار الفستق الحلبي .
ومنذ عام 1985 تميزت هذه البلدة في إنتاج الفستق بكميات كبيرة حتى أصبحت حالياً تنتج أكثر من ثلث الإنتاج المحلي علماً أن مساحتها نحو 68 ألف دونم والمستثمر منها نحو 50 ألف دونم بأشجار الفستق الحلبي وبالتالي تعد هي الأولى من قرى دول العالم التي تختص بزراعة كامل المساحة بنوع زراعي واحد وهو شجرة الفستق وبالتخصص ، وحالياً بدأت هذه الزراعة وهذه الخبرة تنتقل إلى القرى المجاورة .
لقد كان إحداث سوقاً خاصاً للفستق الحلبي في بلدة مورك لتسويقه (داخلياً وخارجياً) منذ أكثر من 15 عاماً خير دليل على مركزية هذه القرية وقوة إنتاجها .
هذا وتشكل المنطقة الشمالية حوالي 12.6 % من إجمالي المساحة وتشمل محافظتي حلب وإدلب . وتنتج الفستق الحلبي بنسبة ( ( %69من الناتج الاجمالي.
أخيراً تعتبر شجرة الفستق الحلبي من الأشجار المثمرة التي تتمتع بأهميتها الاقتصادية من حيث الريعية والقدرة التصديرية والحصول على العملة الصعبة.
ساحة النقاش