انها ليست قضية وجهات نظر اوفلسفة بل هي قضية مصير اكثر من اربعين الف نسمة يعيشون علي بقعة من الارض تبلغ مساحتها 1050 فدان منها 800 فدان كانت من اجود الاراضي الزراعية في مصر اشتهرت منذعهد بعيد بمحصول المانجو والان تحولت هذه المساحة الخصبة الي ارض بور بفعل مياة الصرف الزراعي التي غمرتها لعدة اعوام.... نعم وبدون مبالغة فقد فقدت مصر مساحة 800 فدان من اجود الاراضي الزراعية بسبب الاهمال والفساد بل ويتهدد مصير حوالي 40 الف نسمة جراء ذلك بالفقر والبطالة وتلوث مياة الشرب وندرة الخدمات..انها قرية الكيلو2 بمحافظة الاسماعلية واليكم تلك الدراسة الميدانية المبسطة والتي قمنا بها لمحاولة تسليط الضوء علي تلك الكارثة الانسانية والبيئية من الدرجة الاولي .
عزبة «الكيلو 2»
الإحداثيات: 30°36'40"N 32°14'16"E
رغم أن ما يفصلها عن مدينة الإسماعيلية مسافة لا تتجاوز الـ100 متر تقريبا من حي ثان، إلا أن العزبة المترامية
الأطراف والشاسعة المساحة والمكتظة بنحو 40 الف نسمة باتت جثة هامدة لا حراك فيها وبلا خدمات
حيث تتبع قرية أبو صوير البلد في الخدمات الإدارية وقرية الفردان في الكهرباء والزراعة والقنطرة غرب في
الضرائب وحي ثان سياسيا وشعبيا وتتبع ابوصوير في الأمن والتموين
هذا التمزق الواضح جعل منها منطقة لقيطة قابلة للانفجار في أي لحظة.
الكارثة
ان الاراضي الزراعية بالمنطقة
غارقة في مياة الصرف الزراعي مما تسبب في تبوير مئات الافدنة حوالي 800 فدان من اجود
الأراضي الزراعية وذبلت اشجار الماانجو التي كانت تنتج سنوياً محصولا من أجود أنواع المانجو الفاخرة
التي تشتهر بها محافظة الاسماعلية ...نعم انها الحقيقة والسبب في ذلك وقوع تلك القرية جغرافيا بين مزارع الجيش الخاصة من الجنوب ومزارع جمعية العاشرمن رمضان من الشمال الشرقي
حيث رفضت كل من تلك المزارع انشاء اي شبكات للصرف الزراعي لصرف تلك المياة الملوثة بالاسمدة الكيميائية والاملاح عالية التركيز والمتسربة من مياة الصرف الزراعي المتراكمة تحت سطح التربة نتيجة الزراعة الطبيعية والري
ولم تجد تلك المياة السامة زراعيا وبيئيا موطننا لها الا اراضي تلك القرية المنكوبة والتي تراكمت متسارعة هناك لتقضي علي حياة تلك الارض الخصبة ومستقبل الالاف من السكان وتفقد مصر 800 فدان من اجود الاراضي الزراعية والتي كانت تغطي احتياجات مساحة شاسعة من محافظات وسط الدلتا من محصول الماانجو وبعض الخضروات الاخري علاوة علي تشريد المئات من العوائل والاطفال بعد ان كان اعتمادهم الرئيسي علي الزراعة والعمالة الزراعية وانتشار العديد من الاوبئة والامراض بين السكان كذلك لم يتوقف الامر عند ذلك الحد بل اصبحت تلك القرية وسكانها ضحايا البطالة والفقر والامراض
بجانب المعاناة من عدم وجود مياة الشرب النقية وكذلك شبكات الصرف الصحي والخدمات المختلفة وعلاوة علي ذلك اصبحت مأوي لعشرات من تجار المواد المخدرة والبلطجية خلال الفترة الماضية.
وفي لقاء مع بعض سكان تلك القرية المنكوبة
تقول هدي عبد الله وماجدة السيد - ان الاراضي الزراعية بالمنطقة
غارقة في الصرف الزراعي مما تسبب في تبوير مئات الافدنة من
الأراضي الزراعية وذبلت اشجار الماانجو التي كانت تنتج سنوياً
محصولا من أجود أنواع المانجو الفاخرة التي تشتهر بها المحافظة
وقال أحمد عبد الله إن المحافظة أسندت اعمال الصرف الزراعي بالمنطقة
لإحدي الشركات والتي لم تسع قط لاتخاذ اي خطوات لانقاذ الاراضي
الزراعية والمنازل التي باتت مهددة هي الاخري بالانهيار.
ان الحلول ليست بمعضلة لانقاذ هؤلاء السكان وبيئتهم الخضراء من الفناء ..انه وبمنتهي البساطة يتحدد في انشاء شبكات الصرف الزراعي سواء المغطي منها او المكشوف بالتوازي مع وضع برنامج لاعادة احياء ومعالجة التربة
وامداد القرية بالخدمات الانسانية والبيئية العادية عساانا ان نتحرك سريعا لانقاذ مايمكن انقاذه.
انها كارثة لايستهان بها في الوقت اللذي نعاني فية من مشكلات مستقبل المياة في مصر وتقلص مساحة الاراضي الزراعية وكذلك مشاكل الاحتباس الحراري وتحول الدورة المناخية نجد مصر تفقد مساحات من الاراضي الخضراء المنتجة بسبب الفساد والتراخي والاهمال وفي ذات الوقت اللذي يتسابق العالم فيه بالاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها وعلي الحياة الخضراء نتراجع نحن في مصر لندمر ماتبقي لدينا من ثروة خضراء ومن قوي بشرية منتجة لتتحول الي ارض بور خراب يرضخ اهلها تحت وطاة الفقر والمرض والتلوث انها صرخة الارض والانسان فهل من ضمير انساني يجيب؟؟
م.استشاري / سامح فاروق [email protected]
ساحة النقاش