مع تطور ظهور التكنولوجيا الالية فى صناعة الورق
ظلت صناعة الورق حتى نهاية القرن الثامن عشر تعتمد على الاسلوب اليدوى , ولذا كانت مقاسات واحجام الورق المصنوع محدودة . وفى اواخر القرن الثامن عشر بدات التطورات الفنية والتكنولوجية لصناعة الورق , ولا شك ان طريقة صناعة الورق وطبيعة الصناعة فى حد ذاتها لم تتغير سواء انتج الورق يدويا او اليا , اذ تحول المواد الخام الى عجينة اولية بواسطة الماء والضرب والتقطيع والتطرية للمواد الخام الاصلية . وعن طريقة المناخل والضراب تتقارب الالياف وتشتبك لتكوين مسطح ورقى بعد نفاذ الماء والتجفيف , وفى نهاية القرن السابع عشر دخل الضراب الهولندى ليتسع نطاق الصناعة , ولتشغيل الضراب يوضع به الخرق البالية والالياف النباتية لنبات الحلفا والماء وتدار اسطوانات الضراب فتمر الالياف بين الصفائح المسننة لتقطيعها حتى تصبح فى حالة تسمح باستخدامها لصنع الورق , وفى مطلع القرن الثامن عشر ايضا ابتكرت اسطوانات الصقل الخشبية , حيث كان الورق يمرر بين زوجين منها تحت ضغط لاكتساب سطح الورق الصقل , وهى استخدام حجر املس لذلك سطح الورقة بأكملها .
ويرجع الفضل فى ابتكار اول طريقة الية لصنع الورق الى نيقولاس – لوى روبرت ( 1761 – 1828 ) الفرنسى والذى تقدم بطلب لتسجيل الته كاختراع فى سبتمبر 1798 وقد تمكن من صنع نموذج صغير لالة ميكانيكية لصنع الورق وفيها يتكون الورق على نسيج سلكى يحتفظ بالالياف وينفذ الماء الزائد . وهذه الشبكة السلكية تشتغل اليا باستمرار لمصنع الورق بطول لا نهائى , وكافئته الحكومة الفرنسية بمبلغ 3000 فرنك ومنح براءة الاختراع وعندما عرض نموذج لالة روبرت فى معرض باريس عام 1801 . فانها اثارت الاهتمام العالمى وكانت قد انتجت شريطا متواصلا من الورق عرضه 6 بوصات وبطول لا نهائى . وباع روبرت اختراعه لاحد اصحاب رؤوس الاموال , نظير حقوق الاستخدام , وبعد ثلاثة اعوام استطاعت مجموعة من المهندسين فى انجلترا من تعديل الة روبرت وهم جون جامبل وهنرى وسيلى وفوردينير . وسميت الالة بعد التعديل باسم الالة فوردينير وهو الاسم الذى لا تزال تعرف به الى اليوم .
وفى عام 1809 اخترع جون ديكنيسون الالة الاسطوانية وهى تشبه اله فوردينير من حيث المبادىء الاساسية للتشغيل , وتتميز هذه الالة بمجموعة اسطوانات دوارة لكبس عجينة الورق وتجفيفه وصقله . وبداية من عام 1830 تنبه رجال الصناعة الى اهمية الة ديكنيسون واحتلت مكانتها اللائقة وتصدرت كل الالات فى مصانع الورق التى انتشرت فى كل انحاء اوروبا وامريكا , وكان جلبن الامريكى قد انشأ وحدة لتبييض عجينة الورق بالكلور عام 1804 , وكان ذلك ابتكارا رفعه وميزه بأنه اول صانع امريكى يستخدم الكلور لازالة الالوان من الخرق البالية . علما بأن الكلور لم يوصى باستخدامه على نحو عام فى صناعة المنسوجات كوسيط للتبييض الا عام 1939 , وكان توماس جلبن الابن قد قلب صناعة الورق الامريكية بالة جديدة صنعها ووضع رسومها من الالات الانجليزية عام 1816 . وفى عام 1841 اخترع كيلر فى انجلترا طريقة ميكانية لصناعة لب الورق من الخشب , وابتكر المهندسين وات وبرجيس طريقة الصودا الكاوية فى حوالى عام 1854 , وشرع الكيميائى السويد ابكمان عام1874 فى انتاج اللب على نطاق تجارى بطريقة الكبريتيت . وفى مدينة برجفيك بالسويد ابتكر الكيميائى دال طريقة الكبريتات او الكرافت عام 1789 .
واخذت صناعة اللب تتطور وتزداد تقدما فى الدول الاسكندنافية حتى اصبحت صناعة مستقلة , كما اخذت تخدم صناعة الورق وصناعة الريون والسيلوفان .
وهكذا انتجت الالات الجديدة صناعة العجائن ورقا ذا سطح املس ونوعية ممتازة فى لفائف بأى طول وبسرعة اكبر وتكاليف عمالة اقل .
ساحة النقاش