سادتي .. أنا ما أطلقتُ طيورَ أحلامي أسراباً إليكم هي حطّتْ على أكفِّكُمْ لمّا رأتْ لها اتساعَ البحرِ .. واخضرارَ الزيزفونْ ، حملت راحلتي إليكم حباً وخيراً وسلاماً من أهلنا في سوريا الجميلة تقديراً لتطلعاتكم الثقافية . شكراً
في حمأة ليل مسنون أشعلت الحياةُ شموعَ الميلاد بين الحرفِ والورقةِ فعُقِدَ بينهما قران نجمَ عنه حملٌ وديعٌ أسمياهُ الشبكة وتمَّتِ الولادةُ في هدأةِ ليلٍ ثانٍ تولى فيها مجتمعُ المعرفةِ حضانةَ المولودِ ورعايتَهُ ليفيدَ إنسانُنَا عامة من أفكارِهِ في موسمِ القطافِ العامرِ الغزيرِ والمتنوعِ مما حذا براعي المولودِ أن يقدمَ على توظيفِ التقانةِ وتفعيلِها في سياقِهِ الاجتماعيِّ فامتصَّ بعضَ البطالةِ وارتقى ببعضِ الخرافةِ الى مستوى العلمِ كانّتْ حينها إسرائيلُ ترتقي ذروةَ الانتاجِ التقانيِّ الشرق اوسطي وبدأَت الهند تدولرُ ميزانَها الماليَّ من نتاجِ برمجياتِ النوعِ والكمِّ لتجعلَ من بلادِها اللاعبَ الثاني في تصديرِ التقانةِ بعدَ المايكروسوفت .
أضحَتْ امبراطوريةُ الانترنت هي الأكبرُ منذُ ظهورِ النورِ إلى يومِنا هذا ، وبلا منازعٍ تسَنَّمَتْ وسيلةُ الاتصالِ الأولى في مجالها الكوكبيِّ ومادتِها مجموعُ المعرفةِ الانسانيةِ وجمهورَها كل من لديه حاسب ومودم ، وقد أحدثت هذه الشبكة الفريدة شبه انقلاب في مفهوم التواصل الانساني بتنوع الوسائل وسرعة الايقاع وقدرة الاحتواء واتساع النطاق ومرونة السلوك ، وشاء طالع التقانة ان يتربع عرش المحركات التي تدير حضارة العالم البشرية ، استيمنته الموارد والبيئة واستيسرته السياسة والاقتصاد الرقمي في مجلس الحضور العالمي الذي تتصدره منظومة العلوم والتقانة بركائزها ادارتها المعملية النابضة فيها سفن شراع توجهاتنا لحياة افضل مما كانت عليه القرون الماضية من ثورة صناعية قاد برها وبحرها ثورة التواصل آنذاك حيث اعتلت الماء عرش الطاقة مرورا بسكك الحديد التي تواصلت تلغرافيا انتهاء بتضخم الانتاج تحت غطاء البترول ، اما يومنا الحالي فالامر مختلف لمعرفتنا فيما مضى ان الماء والهواء والطعام من شروط بقاء الانسان وبمواجهة المتغيرات العامة أضيف اليها مفهوم الاتصال فاقترنت كفاءة المجتمع بكفاءة شبكة اتصالاته التي تشكل جهازه العصبي وبالتالي قاعدة البنى التحتية لإقامة مجتمع المعلومات على الرغم من أنها لاتكفي لتفعيل التنمية بالاستناد لشروط البقاء إذ أن النفاذ الى الانترنت ليس من الاولويات ، لكن اللاعب الأكبر في المجتمع المعرفي وصاحب حصة الأسد في غنيمة المعرفة هو الانسان العادي الذي تمكن من خوض غمار الحاسب بفضل ثورة التعريب التي كسرت كل حواجز التعلم والتعليم في وسطنا العربي واعلنت الانطلاقة الى حياة المعلومات الالكترونية المكثفة لإشادة مطبخ الوجود الالكتروني الكامل حيث يتحقق الحلم ( عالم بلا ورق).
عالم بلا ورق .. حديث له شجون .. أفول الكتاب نبوءة تداولناها بصور شتى ، فالمعرفة أدرجت مدوّناتها عبر جدران المعابد التي كانت حينها أهم أوعية المعرفة تلك التي لفحتها رياح التغيير مما حذا بالكتاب لإتلاف ثيابه القديمة ( حبر وورق ) واستبدالها بومضات إلكترونية تعرضها شاشات تعددت جنسياتها بين البللور السائل الى الكريستالي الى ما خفي عنا بعد ، لقد هاجر الكتاب الى الشبكة ووضع نفسه تحت وصاية حملها الصغير ( المستعرض ) فنشب الصراع بين هيكلة الكتاب الورقي وبين منسقات الكتاب الالكتروني على اعتباران الورقيات ليست من مكونات البيئة الرقمية ، فاحتفى كلاهما بالكلمة يحصنانها بمناعة رائعة لما حوته من قوة تُعجزُ اقوى الأسلحة عن تدميرها فكيف لو كانت كلمة حق ترعب الطغاة وتريح المستضعفين .
مستودعات الكلمة الورقية لم تسلم بعد من غمار حقد الحكام على كينونة المعرفة عبر العصور التي ستبقى معنونة بمحارق الكتب ومغارقها ومدافنها كشواهد حقد بقي منها في ذاكرة الحزن مكتبة أثينا وكتب الصين التي احرقها الامبراطور شيهوانغ بنفسة حين اشرف على إعدام المعرفة وكذلك كومستوك مؤسس جمعية محاربة الكتاب والناشر وفي شرقنا العربي فلن نغفر ولن ننسى مقتل الحلاج وابن رشد وابي حيان التوحيدي وابن سينا ومحرقة كتبهم التي لو بقيت الى يومنا لما عشنا أمراضا معرفية او بيولوجية او غيرها بل كيف انسى اضخم مكتبة عرفانية حرقها مغول التاريخ الظالم والتي سميت يومها محرقة المعرفة حين التهمها دجلة بين كتفيه اللذين احتضنا مياهه السوداء ؟؟ مسكين كتاب الورق فقد طالته يد العمالة والغدر بأنيابها الذئبية ومخالبها النمرية تلك التي وقفت جبانة حيال اسلحة التقانة الحديثة التي صنعها حملنا الوديع ( الشبكة ) لحماية الكتاب .
ظلمناك ايها الكتاب .. وهجرناك الى نوعك الرقمي الذي حفظته التقانة من عبث السلاطين ، حيث لا يد لهم عليك ، بل كمن نصرك على الجميع في قوة انتشارك بلا حدود او قيود .. هنيئا لك فقد حررتك التكنولوجيا من سطوة الصغار .. وزدت على قوة احتمالهم لانتشارك تعددية اوعية التوسع من قرص الليزر العادي والمدمج الى الشريحة الرقمية ( الكتب الالكترونية المكرسة ) التي انضوت تحت اسم منصة الجيب وكل هذه الوسائل خرقت حدود سعة الكتاب العادي الى سعات هائلة مع سهولة الحمل والنقل وقابلية الاضافة والتعديل والنسخ والترجمة والتشفير والتكييف والتفاعلية مع رغبة القارىء مضافا ايضا متابعة مستجدات العلم في مجال الزمن الحقيقي والجمع بين النص والصوت والصورة وعرض الفيديو وتعددية الادوار وهناك من يرى محدودية الانتشار لكل الكتب في الوقت الحالي لكن لابد سوف تستأنف الشبكة تكاملية النشر وتتابع ماسوف يصدر تباعا ليكون كل قارىء امام مطلبه بالدقة التي يحتاجها وفي الزمكان الذي يراه وخير متناول هو النت بوك على شاطىء البحر وفي السرير ومقعد الطائرة وفي المزرعة واينما اراد .. انها تكنولوجية الراحة التي حرمت من تداولها اجيالنا وهاهي بين يديكم .. تختارون مايناسبكم ضمن مشروع السمعبصري المتفاعل والمغطى بقواعد بيانات الموسوعات والأطالس والقواميس والأدلة وبنوك المعلومات والتي تتجدد بياناتها باستمرار وهذا مايضعكم في لحظة المعلومة المنتجة ...لكن اين نحن العرب من هذا العطاء ؟؟. أرى اننا على عتبة انقلاب معرفي جديد حيث ضوعفت المعرفة البشرية فيما مضى مرة كل عقد من السنين وقد خلف عقدنا الاخير من المعرفة ماخلفه التاريخ بأكمله كان موقفنا المتفرج على هذا الرقص الجميل لعصر جديد لامشاركة لنا في تصميم حركاته ولا سكناته ، إنه عصر السيطرة على الطبيعة بفضل تقانة المعلومات سرعة وأداء بدءا من مخطط تحطيم نواة الذرة مرورا بعملية فك شيفرة نواة الخلية ( الملف الجينوماتي ) انتهاء بتطوير الكمبيوتر الإلكتروني قبل ان يبدأ عصر يصعب علينا تحديد هويته وما اعتقده ان يوسم بالمدرحية والذي يحتاج الى علماء من نوع خاص ومعرفة من نوع خاص ايضا وعندها ستتصل الانترنت بكامل الخبرة البشرية لهذا الكوكب وهي المعرفة والحكمة اللتان تراكمتا على مدى خمسة آلاف عام من التاريخ المدون ... والله اعلم .
مسألة الترجمة : فمنذ المأمون ترجم العرب مئة الف كتاب ومثلهم ترجمت اسبانيا في عام واحد بمعدل 237 كتابا يوميا ويبدو اننا لانعتني بمستقبل الكتاب الرقمي لأننا ندير ظهورنا لكل المنتجات الفكرية والثقافية او انها لا تعنينا بشكل ما إذا ماقسنا عنايتنا بالتوجه نحو المادة او الفساد الذي يحترم جدا بعد المجتمع عن التكنولوجيا لحريته في الصول الحول ونهله منها اقصى أطماعه .
لدينا هنا مسألتان في التصغير التكنولوجي
1- الكبل الليفي الذي ينقل كمية 100 مليون بت من المعلومات في الثانية الواحدة بينما الليف الزجاجي يتمكن من نقل الموسوعة البريطانية خلال أجزاء من الثانية
2- الشريحة السيليكونية فائقة الكثافة تتسع 100،000،000 ترانزيستور في واحد سنتيمتر مربع ، وبلغ عدد العمليات الرياضياتية التي يجريها الحاسب في المعالجات الجديدة 11،000000 عملية في الثانية الواحدة ، واتسع قرص الليزر لألف كتاب بحجم القرآن الكريم ، ثم خطط التقنيون لقرص يتسع عشرة من ذاك مع طابعات بحجم علب الكبريت بينما في العام 1978 حين ظهرت بوادر الميكروفيلم فقد صورت شرائح 100 صفحة من كتاب ووضعتهم في علبة شفرات الحلاقة وأشعت في شارع المعرفة عن هذه العملية في التصغير وما كان الكثير يحسب لتصغير الرقميات الى حدود ايا من هذه وما سياتي يدخل في دائرة يجعل العاقل فينا حيران .. لكن مافائدة هذه التقانة في واقعنا ؟ ربما نفيد منها اقتصاديا من حيث الكلفة او في تحفيف اعباء النقل او في سرعة التواصل وماشابه ..
هل لهذه التكنولوجيا مخاطر كما لها منافع ام اننا لا نرى جانبها المظلم او وجهها الاسود ؟ وبالتالي هل ستجعل حياتنا أفضل ام أسوا ؟ قد تجمّل وقت فراغنا وتغني ثقافتنا من خلال توسيع نطاق توزيع المعلومات ، وقد تخفف الضغوط على المناطق الحضرية من خلال تفعيل العمل من المنـزل باتجاه مقر العمل الأساسي وقد تتيح لنا تفصيل حياتنا تبعا لاهتماماتنا وتمتع مواطني مجتمع المعلوماتية بفرص جديدة ومتعددة في الانتاج ، ونحن نعلم ان التكنولوجيا سريعة التغيير غزيرة الاحتمالات واستحال علينا التنبؤ بقادماتها تلك التي فرضت علينا ابهظ الأثمان خاصة في الثوب الذي جاءتنا به الى حفلنا الساهر ونحن مخمورين بأصناف الملذات لانأبه لثياب سهرتها المزركشة بعولمة مصحوبة بحتميتها الاقتصادية متمثلة بليبرالية الاقتصاد الحر وخصخصته المطلقة والاندماج العالمي وتقليص دور الحكومات وإلغاء حماية الصناعة الوطنية وافساح المجال للشركات المتعددة الجنسيات ... ورغم كل هذا فلدينا بوادر عربية تبعث على الأمل كبرنامج الاردن REACH الداعم مجتمع بلاده لدخول المعترك الجديد مضافا اليه التجربة الناجحة التي قدمتها تونس والمغرب لقطاعهم الخاص في تسهيل استثماره لهذا الطيف الوافد ثم ما أنجزته الامارات في البنية التحتية لمجتمع معلوماتها في مخططها الجسور لاقتحام عالم اقتصاد المعرفة وتليها البحرين واسهاماتها في تعليم مواطنيها تقانة الانترنت في ظرف زمني قصير ثم نأتي الى مصر لنر فيها مجانية الانترنت وماضخته السعودية من اموال في سبيل التقدم الاكاديمي التقاني اضافة لمدن الانترنت في دبي والقرية الذكية في مصر وعمان وعمان واليمن وفي سوريا المشروع الرائد في ملكية الحاسب لكل بيت ولعلمنا فقد احتوت اجندة القمة العالمية للمعلومات هذه المعطيات وتبين ان العرب قادرون على امتطاء هذه الموجة من التقانة بكل مرونة .
لدينا مسألة التعامل المالي ففي الحياة التقليدية يضطر المشتري ان يرسل المبلغ المستحق الى تاجر ما او الى البنك في مكان ما الى دفع اجور نقل المبلغ ثم في عملية شراء السلع قد تتم عمليات الشراء بدون معاينة المواد او السلع ان هاتين النقطتين قد امتصتهما الانترنت بشكل حضاري وممتع واقتصادي وفي زمن قياسي وجودة عالية ، فالتاجر او المشتري يمكنه مشاهدة السلع عينيا وتقرير مايريد شراؤه ويكون مطمئن البال للنوعية المختارة وبالتالي يمكنه من دفع المبالغ المترتبة عليه عبر بطاقات الدفع الالكتروني وفي ذلك امان استلام المبلغ ووفرة اجور النقل وسرعة الوصول .
نعود قليلا الى الخصخصة الانفلاتية التي تزيد التغريب الاقتصادي والثقافي وسيادة عبادة المال والجشع والرشوة والفساد واحترام الاجنبي ولغته أكثر من ابن البلد ولغته ، لكن كل هذا صاحبته حركة سياسية دينية قوية للعودة الى التراث ، وياليتها العودة الى التراث الحضاري الانساني القديم قبل نشوء العبودية والانظمة الطبقية الابوية بل انه عود الى اشد من القيم الطبقية الأبوية ضراوة واستبدادا وطغيانا الى حد الضرب بالرصاص او الخيانة الوطنية لكل من يخالفها يتم ذلك تحت ستار العودة الى الدين او الايمان ، وياليته الايمان الصحيح أي الايمان بالعدالة والحرية والحب والجمال ، او الايمان الفطري الانساني بالله كمركز لكل هذه المبادىء الانسانية الرفيعة ، إلا أنه العودة الى سجن النصوص او الحروف الخارجة من تحت تروس المطابع والتي هي محض اختلاف المفسرون ورجال الدين ومثالنا ماحصل بين شيخ الازهر ومفتي مصر حول مسألة ختان البنات اذ قال الاول انها واجب اسلامي لامفر من أدائه بينما اشار الثاني الى انها عادة لاعلاقة لها بالاسلام وهذا المثل اشارة لما يحصل في بلادنا من تخبط ثقافي وديني وحضاري اثر الاقتصادي والسياسي وكل هذا لايشكل سوى القليل داخل مظلة العولمة والرأسمالية.
وعلى اعتبار ان هذا الملتقى اقيم برعاية مركز الاعلاميات العربيات في الاردن العظيم ، فالوفاء يقضي ان نقف قليلا حول هذه الآلهة المعطاءة والكوكبة المنيرة ونجمة الصبح ومرسى السفينة وأمان الضال ، تلك ( المرأة ) الغالية التي تشكل بالنسبة للرجل كما دور الرائحة بالنسبة للزهور .. فمنذ ربع القرن قالت ماريا ميز الكاتبة الالمانية في كتابها ( الابوية والتراكم ) : ان ثلثي العمل العالمي تقوم به النساء وثلث يقوم به الرجال بينما قال آخر : يقبض الرجال الثلثين والنساء الثلث من الاجور العامة للانتاج العالمي واقل دليل على واقعنا المنزلي فمن منا يعطي المرأة راتب ربوبية المنزل منذ الزواج حتى الفراق على اختلاف صنوفه ؟ ان ربة المنزل هي المرأة وهي الوحيدة الموظفة بلا راتب مدى الحياة وهي الوحيدة التي تعطي ونحن الوحيدون الذين نأخذ .. زوجتي تصون وجباتي اليومية وتستنزف منها جهدا وتفكيرا ولا تتقاضى اجرا بينما هذه الوجبات تدخل في تكوين عضلاتي وشراييني واعصابي وتدخل في صميم قوة العمل التي ابيعها في سوق العمالة ومن هنا اضحت المرأة خالقة لقوة العمل عندما تلد وترضع وتربي وتضم منتجاتها الى سوق العمل كل هذا لا يراه منظروا الاقتصاد والباحثين في تطوير المجتمعات يعلمون انها تشكل جزءا اساسيا في منظومة الاقتصاد الاجتماعي لكنهم يدخلون هذه النقطة في غفالاتهم إذ ان اعترافهم بعطائها قد يقودهم الى مسالك جديدة في مسائل الأجور المادية والمعنوية وهذا ما لانسمح به لسبب أقلّه سطوة الانانية عندنا ..
الواقع: الهوّات الرقمية بين المرأة والرجل لا تزال قائمة وعلى الرغم من القدرة الممكِّنة التي تتمتّع بها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين حياة المرأة، يشير تقرير منظمة العمل الدولية إلى هوّةٍ رقميةٍ داخل البلدان التي تعكس عموماً الهوّة بين الجنسَين. وأكثر الهوّات الرقميّة لفتاً للنظر تتعلّق باستعمال الإنترنت حيث تُعتبَر المرأة من أقّل الفئات استعمالاً للإنترنت في البلدان المتقدّمة والنامية على حدٍّ سواء. وعلى سبيل المثال، تشكّل المرأة 38 بالمئة فقط من مستخدمي الإنترنت في أميركا اللاتينية، و 25 بالمئة في الاتحاد الأوروبي، و 19 بالمئة في روسيا، و 18 بالمئة في اليابان، و 4 بالمئة في منطقة الشرق الأوسط. غير أنّ التقرير يعتبر أنّ الهوّة بين الجنسَين بدأت تضيق في البلدان التي تستخدم الإنترنت أكثر من غيرها، مثل البلدان الاسكندنافية والولايات المتحدة الأميركية ، وما ضعف تمثيل المرأة الجوهريّ في مناهج العلوم والهندسة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأساسية في الأنظمة التعليمية إلاّ خير دليل على إبعادها من مهن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأساسية. غير أنّ التقرير يرى أنّ الهوّة بين الجنسَين ليست بنفس الحجم في مختلف المناطق الأوروبية. فبينما تسجّل المملكة المتّحدة مثلاً أدنى معدّلات انتساب المرأة إلى الدروس الجامعية في مجالات الرياضيات والمعلوماتية، إلاّ أنّ معدّل التحاق المرأة بهذا النوع من التخصّص هو أعلى بكثير في إيطاليا وإسبانيا حيث تشكّل المرأة حوالى 50 بالمئة من اليد العاملة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
مشكلة اللغة : تعلمنا سابقا ان الوطن الوحيد لكل العلوم هو اللغة ، فاللغة وحدها هي جنسية الفكر، وكل ماكتب بلغة ما يصبح ملك تلك اللغة مهما كانت الجنسية السياسية والحضارية لكاتبه والتاريخ قديمه وحديثه يشهد بذلك ، لقد شُغل فقهاء اللغة من قديم بالتفكير في ابتداع لغة عالمية تخلو من عيوب لغات البشر، من شذوذ واضطراب وتعقيد مؤمنين بالمطلق بسلطان العقل متوخين في ذلك امكانية جعلها لغة الانترنت ، لكن لغة القطب المسيطر والسلطان الغالب اللغة الانكليزية وقفت حائلا دون تحقيق هذا المنحى لسبب ان اللغة اساسا هي منظومة من تاريخ الامة وثقافتها وحضارتها وقيمها وعقائدها ووجدانها واعرافها بينما ذهبت الانترنت وعبر ابداعات مستخدميها الى تطوير اللغة بأساليب الاختصارات لتوفير المساحة والزمن كما خلقوا وسائل خطية للتعبير عن الانفعالات ( حزن ، ابتسام ، كآبة ، إغاظة ) عبر صور مسبقة الصنع والتعابير مسندين موقفهم ان الصورة تغني عن الف كلمة محاولة منهم في ربط اللغة بتكنولوجيا المعلومات ورسم سياسة لغوية تتيح للجميع لغة موحدة كما حصل لدى هيئات المواصفات والمقاييس العالمية في توحيد الباركود او كما ورد في هيئة معمار الانترنت اذ حددوا الكثير من معالم العناوين عالية التخصص تسهيلا وتسريعا لفوز مستخدم على آخر لابغاية الفوز بقدر ماهي لغاية الخدمة
ردم الهوّة الرقمية:
هل يستطيع عصر المعلومات أن يخلق الوظائف ويشجّع التنمية الاقتصادية ويقضي على الفقر؟ رغم تحسّن أداء سوق العمل في البلدان الصناعية، والقدرة المتنامية لتكنولوجيا المعلومات على خلق الوظائف وتشجيع التنمية، إلاّ أنّ صورة الاستخدام عالمياً لا تزال "سيئة جداً" بالنسبة إلى العمال في مناطق عديدة من العالم، وذلك وفقاً لتقريرٍ جديدٍ صادرٍ عن مكتب العمل الدولي. ويشير "تقرير الاستخدام في العالم للعام 2001: الحياة في العمل ضمن اقتصاد المعلوماتية"1 الصادر عن مكتب العمل الدولي على الرغم من ثورة الاتصالات التي يشهدها العالم حالياً، لا تزال أعداد متزايدة من العمال عاجزة عن العثور على وظائف أو النفاذ إلى الموارد التكنولوجية الناشئة والضرورية لتأمين الإنتاجية في اقتصادٍ عالميّ يتزايد فيه الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية.
جنيف - يشير آخر تقرير عن الاستخدام في العالم إلى أنه نظراً إلى اختلاف سرعة انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بين البلدان الغنية والفقيرة، كانت نتيجة هذه الثورة اتّساع "الهوة الرقمية" في العالم. ويفيد التقرير أنّه في حال عدم معالجة الأمر على الفور، فإنّ تطلّعات وإنتاجية ملايين العمال المحتمَلين في الكثير من البلدان النامية لن تتحقّق. فالنفاذ إلى التكنولوجيا والحرص على حصول العمال على التعليم والمهارات اللازمة لاستعمال هذه التكنولوجيا إنّما هي من السياسات الأساسية التي يتعيّن على البلدان النامية أن تراعيها، وذلك نقلاً عن التقرير ، وفي هذا السياق، يقول السيد خوان سومافيا، المدير العام لمنظمة العمل الدولية إنّ "ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تقدّم إمكانيةً حقيقية، لكنّها تزيد أيضاً خطر الخسارة في مناطق كثيرة من العالم. فلنرفع هذه الهالة المخدرة. ماذا يبقى؟ يبقى أثرها على حياة الناس أينما كانوا. لذا يتعيّن علينا تعزيز السياسات وتطوير المؤسسات التي من شأنها أن تسمح للجميع بالاستفادة. وهذا الأمر لن يحصل تلقائياً. نخلص الى النتائج التالي :
1- الخيول التي كان لها وقع أقدام تصنع الآمال لم يعد لها موطىء قدم على طريق المعلومات الفائق السرعة ، ولينج الناجي بنفسه فلا عاصم اليوم من إعصار المعرفة الزاحف ليسحق كل من لايلحق الركب وهو معني فيه ان ملامح واوجه المجتمع المعلوماتي يؤكد ان الإعصار الكبير سوف يجتاح الأمم وسوف يستأصل كل أسسه الفكرية والعقائدية والثقافية ويحولها إلى قطيع إلكتروني يستهلك ما تنتجه تلك الدول. وهذا التحدي يستدعينا لمواجهة هذا الإعصار والوقوف بصمود أمامه لا بقطيعته وسد ابوابه بشكل مطلق اذ ان الانغلاق مستحيل في عالم مفتوح جدا، وانما بامتلاك أسلحة المعرفة امتلاكا حقيقيا قائما على الوعي السليم والاستفادة الناضجة من ادواتها لتحقيق النشر المعلوماتي الهادف في خير البشرية وسعادتها.
2- علينا ان نفكر عالميا وان نتصرف محليا ؟ لا .. بل علينا ان نفكر عالميا ومحليا ونتصرف عالميا ومحليا
3- ان انتشار تكنولوجيا المعلومات وانصهارها في الكيان المجتمعي وتحديث المعلومات وتنظيمها وأرشفتها سيجعل من المعرفة اساسا أبرز عوامل الترابط الاجتماعي وان غياب المعرفة وعتمة المعلومات مسؤولين عن أي تفسخ في أي مجتمع على عكس اشاعة المعرفة واتاحة المعلومة اللتين يزيدان من تفاعلية أي مجتمع وإكسابه مناعة ضد أي استبداد أو غزو ثقافي
4- لايمكن للقاء قصير مثل هذا ان يتضمن كافة جوانب الافادة من تكنولوجيا المعلومات ومدى خدماتها على كافة المستويات ولا حتى التعريف بكامل معطياتها او تأمين غطاء معرفي لانتاجها او لما تم تفعيله من خلالها في الحياة العامة او الشخصية او الميدانية وأن أي إحاطة ولو بجانب واحد من مجمل هذه الاعمال يحتاج الى متسع من الزمن والجهد وهذا ما لانملكه في لقائنا العابر.
جميع الحقوق متنازل عنها لان حق المعرفة مثل حق الحياة للانسان.
المصدر: المراجع :
1- ثقافة مجتمع الشبكة – د . احمد محمد صالح – دار الفكر - دمشق
2- عالم المعرفة عدد 176 الثقافة العربية وعصر المعلومات – د. نبيل علي – الكويت
3- ===========231 المعلوماتية بعد الانترنت – بيل جيتس – الكويت
4- ===========270 رؤى مستقبلية تأليف ميتشيوكاكو – الكويت
5- ===========318 الفجوة الرقمية د.نبيل علي / د . نادية حجازي - الكويت
6- العولمة والتحولات المجتمعية في الوطن العربي – تحرير د. عبد الباسط عبد المعطي – مكتبة مدبولي – القاهرة
7- مجلة العلوم الاجتماعية – الكويت
8- التقرير العام لاستراتيجية تطوير العلوم والتقانة في الوطن العربي – مركز دراسات الوحدة العربية بيروت
نشرت فى 4 نوفمبر 2009
بواسطة papersproducts
شركة إيفا لايف
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
476,581
ساحة النقاش