قد أقصد بهذا العنوان كيف يمكن أن أصنع التحدي ؟
وقد أقصد به ماذا يمكن أن يصنع التحدي ؟
وأيا كان مقصدي بذلك , فالتحدي لا يخرج عن إحدى حالتين من حيث المصدر فإما أن يكون مصدره داخليا أي من داخل النفس البشرية وإما أن يكون من خارجها .
وأما من حيث الأثر فقد يكون إيجابيا يساهم في صناعة النجاح وقد يكون سلبيا يساهم في تحطيم الشخصية , وما ذاك إلا بسبب نظرتنا إليه .
فهناك من ينظر إلى التحدي على أنه جبل نستطيع أن نرقى على قمته لنكتشف العالم بأسره وننطلق من هذه القمة إلى قمم أخرى , وهناك من ينظر إلى التحدي على أنه عبارة عن ردم يأجوج ومأجوج لا يمكن تجاوزه فيستسلم ويظل يذم الزمان والمكان ويسقط على الآخرين سبب كآبته وتعاسته وسوء إنجازه.
إذا فمن أي الصنفين أنت ؟
ويعجبني بيت شعر للأمير خالد الفيصل يقول فيه .
كل ما زاد التحدي زدت قوة .... عادة لأبوي وجدي من قديم
نعم إن من يعشق التحدي يصنع المستحيل ومن جرب عرف!!! وهناك مثل يقول :
ليس للحياة معنى إذا لم يكن هناك هدف نناضل من أجله
ومعلوم أن الأهداف تجعلنا في تحد من أجل تحقيقها.. أي أن نكون أو لا نكون.. ومن خلال تجربتي في الحياة عرفت أن الإنسان إذا دخل في تحد مع الذات أو مع الواقع من أجل النجاح فسيشعر مع كل خطوة يخطوها للأمام بلذة تدفعه للخطوة الأخرى وإن لا قدر الله وكانت خطوته للخلف فسيشعر أن هذه الخطوة ليست فشلا ولا نكوصا عن الهدف بل هي خطوة لتثبيت القدم من أجل تعزيز الخطوة اللاحقة التي تكون سببا لخطوات متتابعة بإذن الله . وكل ما أردت أن أعمل عملا كبيرا فإنني أدخل في تحد مع النفس حتى أنجزه وإن كنت بحاجة لنوع من التحدي الذي يكون مصدره العالم الخارجي فإنني أُشعر أحدا ممن أثق فيهم بأنني أرغب في عمل كذا وكذا خلال فترة محددة من الزمن وهذا الإخبار يلزمني بالالتزام بما وعدت أمام هذا الشخص وفي هذه الحالة فإنني أعمل جاهدا من أجل إنجاز ما وعدت به خلال الفترة التي حددتها .
أيها الأحبة كل من صنع مجدا عبر التاريخ لم يصنعه إلا من خلال بوابة التحدي , بدءا بالرسل عليهم أفضل الصلوات وأتم التسليم ومرورا بعظماء التاريخ برهم وفاجرهم
ولست أقصد بالتحدي هنا العناد ومخالفة الآخرين من أجل إظهار أنني أنا الأفضل ولكني قصدت بالتحدي ذاك السلوك الإيجابي الذي يلزمني بصناعة الحياة من جديد وفق المبادئ والمثل التي جاءت بها الشريعة والتي لا تتعارض مع الدين .
إذا لماذا لا تدخل في تحد من أجل التغيير للأفضل
ساحة النقاش